هناك تنوع واسع في حالات صعوبات التعلم لكنهم يشتركون كلهم، بأنهم يعانون من صعوبات في التعلم المدرسي، فالأشخاص الذين يصنفون في أصناف صعوبات التعلم الخاصة يعانون من اضطرابات داخلية ترجع إلى ضعف أو اضطراب إلى في الوظيفة العصبية.
متطلبات التقويم الأساسية لفئة صعوبات التعلم
وتتبين هذه الاضطرابات في استيعاب اللغة واستخدامها كلاماً واستخدامها كتاباً، كما تتبين في ضعف في القدرة على الاستماع والقدرة على التفكير وعلى الكلام، وكذلك القراءة والكتابة إضافة إلى الإملاء والعمليات الحسابية، وتضمن تلك الاضطرابات مشكلة في الإدراك وفي إصابة دماغية يصدر عنها حد أدنى من الضعف في الوظيفة الدماغية، ومثال عليها الديسلكسيا والأفيزيا النمائية.
ولا يضمن تعريف صعوبات التعلم الأشخاص الذين لديهم مشکلات تعلم، ترجع بشكل رئيسي إلى إعاقة بصرية أو إعاقة سمعية أو إعاقة حركية أو إعاقة عقلية أو إعاقة انفعالية أو إعاقة بيئية ثقافية، أو
بتأثير سوء الوضع الاقتصادي، ومن النتائج التي من المتوقع أن تصدر لصعوبات التعلم الخاصة انخفاض مستوى التحصيل إلى دون ما هو متوقع باعتبار الاستعداد العقلي، ولكن مجرد الانخفاض في درجة التحصيل يمكن أن يصدر عن أسباب أخرى.
ومثال عليها الإعاقة العقلية أو الإعاقة الحسية أو الإعاقة الانفعالية، وأشكال الحرمان البيئي وأشكال الحرمان الثقافي، وفي محاولة للكشف عن اضطراب صعوبات التعلم، وهناك اتجاه لاعتبار وجود فرق ذي دلالة واضحة ما بين التحصيل المتوقع باعتبار الاستعداد العقلي، وباعتبار التحصيل الفعلي في واحد أو أكثر من المجالات الاتية.
وهي مؤشراً على وجود حالة صعوبات التعلم الاستيعاب السمعي، والتعبير الشفهي ومهارات القراءة الرئيسية، والاستيعاب القرائي والتعبير الكتابي والعمليات الحسابية والتفكير الرياضي، وبناءً على ذلك تصنيف صعوبات التعلم في ثلاثة مجالات، هي اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية، وكذلك القراءة والكتابة إضافة إلى العمليات الرياضية.
وهنا يمكن التفريق ما بين نوعين من أنواع صعوبات التعلم يمثلاً مظاهر بينها درجة عالية من الترابط الأول يتبين في صعوبات تطورية، تضمن اضطرابات في الانتباه واضطرابات في الذاكرة وفي الإدراك والحركة، وكذلك اضطرابات في التفكير واللغة، والنوع الثاني يتبين في صعوبات أكاديمية تضمن مظاهر القصور أو الضعف في عملية القراءة وعملية الكتابة، وكذلك التعبير والرياضيات.
تعرف صعوبات التعلم وتشخيصها في محاولة الكشف عن حالات صعوبات التعلم، يفترض في البداية استبعاد الحالات المختلفة التي لا ينطبق عليها تعريف صعوبات التعلم، بعد ذلك نعمل على تقييم الفرق ما بين التحصيل المتوقع وما بين التحصيل الفعلي، وهل ذلك الفرق بحجم ذي دلالة، يبين احتمالات وجود حالة صعوبات تعلم.
وبسبب الاختلاف الكبير في حالات صعوبات التعلم، يفترض تقويمها منهجاً تكاملياً، يقوم به فريق متنوع التخصصات ويتضمن جوانب نفسية وجوانب عقلية وجوانب اجتماعية وكذلك تربوية، يمكن اتباع الخطوات التالية لأهداف تعرف حالات صعوبات التعلم داخل المدرسة بناء على ملاحظة المدرس أو والدي الطفل، يطلب إحالة الفرد لتقويم متخصص، ويمكن اللجنة من مدرسي المدرسة بينهم مدرس التربية الخاصة أن يقرر ما اذا كانت عملية التقويم ستكون شاملة من جانب فريق من الاخصائيين.
وإذا تقرر إجراء التقويم الشمولي بموافقة الأسرة يتولاه فريق مختلف التخصصات ويتضمن مختص نفسي، ومختص اجتماعي ومعلم الصف ومعلم التربية الخاصة، ومعلم غرفة المصادر وبناء على تشخيص الفريق يتم تقرير الحاجة إلى خدمات التربية الخاصة، ويتم العمل على بناء الخطة التربوية الفردية ويتم وضع الفرد في البرنامج الملائم.
التشخيص لذوي صعوبات التعلم
التشخيص يعتمد التشخيص الفارقي في الكشف عن سلوك غير طبيعي، من المحتمل تمييزه عن ما يماثله في أنواع مختلفة من الإعاقة، ويجب أن يكون مثل هذا التشخيص يهيئ؛ بهدف تحديد البرنامج العلاجي؛ بهدف تصحيح السلوك الملاحظ يتنوع أسلوب التشخيص بين أفراد ما قبل المدرسة وأفراد المدرسة.
فألافراد ما قبل المدرسة يتم تشخيصهم عن طريق تعرف الفروق في جوانب نمائية، يتبين في بعضها ضعف عما هو متوقع لفئة العمر التي ينتمي إليها الفرد، أما أبناء المدرسة فسوف يتم تشخيصهم عن طريق الاختلاف ما بين استعداداتهم وبين تحصيلهم الدراسي، وأما ما يتعلق في أطفال ما قبل المدرسة فإنه يتم تشخيص صعوبات التعلم عندهم عن طريق تعرف ما تحقق من أنماط السلوك المميزة للفترة العمرية.
وتضمن تلك الأنماط مهارات مرتبطة بالاستعداد للتعلم وعلى سبيل المثال ملاحظة ضعف في الحركات الدقيقة أو ضعف الحركات الكبيرة، أو ملاحظة بطء في نمو القدرة على الكلام والقدرة على التفكير، ولعل أبرز مظاهر صعوبات التعلم عند أفراد ما قبل المدرسة تأخر التطور اللغوي الضعف في المهارات الحركية والمهارات الإدراكية، وكذلك ضعف الانتباه.
أما فيما يخص مشكلة التأخر في الكلام، فمن الممكن أن يلاحظها الآباء وأن يلاحظها مدرس الروضة، ويمكن لهؤلاء أن يعطوا تشخيصهم لجوانب الضعف اللغوي، ويمكن الرجوع إلى الفحوص الطبية؛ بهدف التحقق فيما إذا كانت هناك أسباب صحية أو أسباب فسيولوجية للأعراض المشاهدة.
وكذلك تدرس ظروف الأسرة وتدرس مدى تأثيرها على الإعاقة، ويمكن استعمال اختبارات مقننة أو اختبارات غير مقننة للتعرف على إمكانات الفرد وجوانب الضعف عنده، ومن ثم وضع البرنامج العلاجي الملائم، ويواجه أفراد ما قبل المدرسة الذين لديهم صعوبات إدراكية حركية صعوبة في الاستيعاب والاستجابة للمعاني في الصور وفي الأرقام.
ويتم تشخيص تلك الصعوبات باستعمال فحوصات نفسية وفحوصات تربوية وطبية، ويضمن التقويم دراسة السيرة الطبية ودراسة المرضية للأهل وإجراء مقابلات وتطبيق طرق اختيارية وغير اختبارية، تضمن مقاييس التقدير، وتضمن أنواع الاختبارات التي يمكن من خلالها تشخيص الصعوبات الإدراكية الحركية.
كذلك تستعمل طرق الملاحظة وطرق الاختبارات المقننة والاختبارات غير المقننة لتشخيص درجة الانتباه، وعمليات معرفية مختلفة، مثال على ذلك التمييز السمعي والتمييز البصري والتوجه المكاني، وكذلك الذاكرة السمعية والذاكرة البصرية والتآزر الحركي البصري والسمعي، أما أفراد المدرسة، فتتم إحالتهم لعملية التشخيص غالباً؛ بسبب ضعفهم الواضح في موضوعات رئيسية مثل القراءة والإملاء والحساب والكتابة.
وفي تقويم شمولي لهذه الإمكانات تستعمل أساليب مختلفة تضمن الملاحظة للسلوك داخل الصف، وتضمن تحليل عينات من الأداء المدرسي، للأفراد ومن الضروري التحقق من التباين بين درجة القدرة العقلية وبين درجة التحصيل في المواد الدراسية، باستعمال اختبارات مقننة للذكاء وللتحصيل، وهناك أكثر من طريقة لحساب ذلك الفارق من ذلك.
أن يحسب درجة التحصيل المتوقع من العلاقة الانحدارية ما بين التحصيل وما بين القدرة العقلية، ثم يتم مقارنة المستوى المحسوب للتحصيل الذي يمكن توقعه مع درجة التحصيل الفعلي، كما تدل عليه السجلات المدرسية أو عن طريق استعمال اختبارات تحصيلية مقننة، وبعدها يستخرج الفرق بينهما ويتم حساب الدلالات الاحصائية، وهناك مجموعة خطوات تلزم حتى نتمكن من تقويم صعوبات التعلم عند الأفراد؛ بهدف تصميم برنامج علاجي.