متى فتح العثمانيون مدينة سالونيك (حصار سالونيك)؟

اقرأ في هذا المقال


متى وقع حصار سالونيك؟


شهد حصار سالونيك بين عامي (1422) و (1430) الذي قامت به الإمبراطوريّة العثمانيّة تحت حكم السلطان مراد الثاني فتح مدينة سالونيك الموجودة اليوم في اليونان، وقد ظلت في أيدي العثمانيّين للقرون الخمسة المقبلة، حتى أصبحت جزءًا من مملكة اليونان في عام (1912).


كانت سالونيك تحت السيطرة العثمانيّة من (1387) إلى (1403) قبل أنّ تعود إلى الحكم البيزنطي في أعقاب معركة أنقرة، في عام(1422)، بعد أنّ دعم البيزنطيّون مصطفى جلبي كمدافع مُنافس للسلطان مراد.

بداية حصار سالونيك:


هاجم السلطان مراد مدينة سالونيك، قام حاكمها، أندرونيكوس باليولوجوس، بتسليمها إلى جمهوريّة البندقيّة في سبتمبر (1423)، حيث أنّه لم يكُن قادر على توفير القوى العاملة أو الموارد للدفاع عن المدينة، حاول الفينيسيون الذين كانوا تحت حُكم (البنادقة) بإقناع السلطان بالاعتراف بحيازتهم، لسالونيك لكنهم فشلوا لأنّ السلطان مراد اعتبر المدينة ملكه، وأنّ البندقية أستولت على ما ليس لها.


أدّى هذا المأزق إلى حصار عثماني لسالونيك، والذي بدأ بهجمات مُباشرة على المدينة، في الوقت نفسه، وقع الصراع في الغالب كسلسلة من الغارات من كلا الجانبين ضد أراضي الطرف الآخر في البلقان وجزر بحر إيجة، حاول الفينيسيون مرارًا مُمارسة الضغط عن طريق منع مرور الدردنيل في جاليبولي، لكنّهم لم ينجحوا.


سرعان ما قلّل الحصار السكان خوفًا من قرب المجاعة، وأدى بالكثيرين إلى الفرار من المدينة، أدّت القيود التي فرضها عليهم الحصار، وعدم قدرة البندقيّة على تزويد المدينة وحراستها بشكل صحيح، وانتهاك حقوقها العرفيّة، واستغلال المسؤولين الفينيسيين إلى تشكيل حزب مؤيد للاستسلام داخل المدينة، والذي اكتسب القوة بين السكان.


شجّع أسقف المدينة على المقاومة، ومع ذلك وبحلول عام (1426)، مع عدم قدرة البندقيّة على تأمين السلام بشروطها الواضحة، فإنّ غالبية السكان المحليين قد فضلوا الاستسلام لتجنب السلب الذي سيصاحب غزو قسري.


كما فشلت جهود البندقيّة للعثور على حلفاء ضد العثمانيّين، فقد تابع الأقوياء الإقليميّون الآخرون مسارهم الخاص، وكانوا معاديين للفينيسيين، وبذلك هزمهم العثمانيّون.


بعد سنوات من التبادلات غير الحاسمة، استعد الجانبان لمواجهة أخيرة في عام (1429)، في مارس، أعلنت البندقية رسميًا الحرب على العثمانيّين، ولكن حتى ذلك الحين كانت الطبقة الأرستقراطيّة التجاريّة المُحافظة التي تدير الجمهوريّة غير مُهتمة برفع جيش كافٍ لحماية سالونيك.

سقوط مدينة سالونيك:


في أوائل عام (1430)، تمكن السلطان مراد من تركيز قواته ضد سالونيك، وأخذها في عاصفة في (29) مارس (1430)، قلّص الحصار عدد السكان ربما وصل إلى (40،000) نسمة و(2000) جندي، واستلزم إعادة توطين على نطاق واسع في السنوات التالية.


فوجئ سكان البندقية عندما سقطت مدينة سالونيك وتعجبوا من ترك البندقية لهذه المدينة لصالح العثمانيين، كان الأسطول تحت موروسيني لا يزال يُبحر قبالة الساحل الغربي لليونان، باتباع استراتيجيتهم المُعتادة، ردوا بإرسال أسطولهم لحصار جاليبولي وقطعوا ممر الدردنيل.


ومع ذلك، كانت جمهوريّة البندقية مُستعدة الآن لفك ارتباطها بهذا المشروع غير المُجدي، وسرعان ما أمرت موروسيني بالسعي إلى السلام، في يوليو وقع حمزة بك مُعاهدة سلام مع البندقية (تمّ التصديق عليها في 4 سبتمبر) حيث اعترفت البندقية بفقدانها لسالونيك، واستعادة مرور الدردنيل، واعترفت بالسيطرة العثمانيّة على باتراس في موريا، مع جزيّة سنويّة (236) دوقية.


في المقابل، حصل الفينيسيون على اعتراف السلطان مراد الثاني بممتلكاتهم في ألبانيا وهي دوريس وإشقودرة وبار، بعد الاستيلاء على ثيسالونيكي، استمر العثمانيّون في تمديد حكمهم على غرب اليونان.


بعد بضعة أشهر من سقوط المدينة، استسلمت يوانينا إلى حمزة بك وكارلو الثاني توكو، سيطرت السيادة العثمانيّة على البقيّة الجنوبيّة من مستبد إيبيروس حول آرتا.


أبرمت البندقية مُعاهدة سلام مع السلطان في يوليو، مُعترفة بالوضع الراهن الجديد، على مدى العقود القليلة التالية، تحول العداء بين البندقيّة والعثمانيّين إلى تنافس على السيطرة على ألبانيا.


انتقلت البندقيّة من أجل وضع ممتلكات جزيرة توكو في زانتي وسيفالونيا وليوكاس تحت حمايتها نتيجة لذلك، خلال نصف القرن التالي، حتى نهاية الحرب العثمانيّة البندقيّة الأولى في عام (1479)، كانت الساحة الرئيسيّة للمواجهة بين البندقيّة والعثمانيّين هي دولة ألبانيا، وهي منطقة ذات أهميّة حيويّة لكلتا القوتين، اعتبارًا من هناك يُمكن للعثمانيّين أنّ يهددوا إيطاليا بنفسها.


ظلّت سالونيك في أيدي العثمانيين حتى أكتوبر(1912)، عندما تمّ الاستيلاء عليها من قبل مملكة اليونان خلال حرب البلقان الأولى، غادر السكان المسلمون المتبقون المدينة خلال التبادل السكاني اليوناني التركي في عام (1923).


شارك المقالة: