مشكلة الأمية المقنعة في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


من وجهة نظر علماء الاجتماع إن فقر الأسرة وعدم قدرتها على توفير التكلفة الحقيقية للتعليم والذي زاد من تكلفة الدروس الخصوصية التي تطلبها الفدية المقنعة من الأطفال هو سبب رئيسي لترك الطفل المدرسة والتسلل إلى سوق العمل، كما أن تكلفة النقل على الرغم من قلة تكاليفها فهي سبب آخر لصعوبة استمرار الفتيات والفتيان في التعليم، إذ يرفض العديد من الآباء في المجتمعات النائية في بعض المحافظات السماح لبناتهم باستخدام وسائل النقل العام حتى إلى الأماكن القريبة نسبيًا.

ما هي الأمية المقنعة

الأمية هي عدم معرفة القراءة والكتابة، أما الأمية المقنعة هي مشكلة حيث يختبئ الشخص الأمي عن مرأى من الجميع، حيث يمكن أن يكون شخص ما أميًا أي غير قادر على القراءة أو التهجئة في المستوى الأساسي، أو أميًا وظيفيًا أي أن يكون قد قرأ في الصف الخامس أو أقل، ويمكن تصنيف 21٪ من البالغين على أنهم أميون وظيفياً، والمشكلة تختفي على مرأى من الجميع.

ويشمل برنامج محو الأمية الفرعية أولئك الأميين وظيفيًا أو الأميين المقنعين وكذلك الأطفال والبالغين الذين يمكنهم القراءة والكتابة والتهجئة ولكنهم يفعلون ذلك دون إمكاناتهم، ويتراوح هذا من أولئك الذين يعانون مع كل القراءة والكتابة إلى أولئك الذين نادرًا ما يقرؤون للمتعة ويتجنبون التهجئة والكتابة، ويشمل أيضًا الأطباء والمحامين والمدرسين وغيرهم من المتعلمين الذين يقرؤون ببطء، ويتعين عليهم إعادة القراءة لفهم العديد من الكلمات أو تهجئتها.

إذ يقول علماء الاجتماع أن الأشخاص الأميين المقنعين كانوا يتظاهرون بالقراءة، حيث كان بإمكانهم التظاهر بالقراءة عن طريق الحفظ لكنها لا تستطيع قراءة نص غير مألوف، وكان بإمكانها التهجئة جيدًا في اختبارات الإملاء، ولاكنهم لم يستطيعوا التهجئة بشكل صحيح في كتاباتها، ويمكن أن يكونا الأطفال والبالغون من كل عرق ومستوى تعليمي وحالة اجتماعية واقتصادية غير متعلمين.

وغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يكافحون بشكل خفيف إلى متوسط ملحوظ في القراءة أو الكتابة أو التهجئة بدرجة معينة من الخجل والإحراج أو القلق بشأن الصعوبات التي يواجهونها، ويعتقد معظمهم أنهم ناقصون أو غير كفؤين أو أغبياء أو معاقين أو محطمين.

علامات الأمية المقنعة عند الكبار

1- لا يقرؤن من أجل المتعة.

2- يتجنبون القراءة بصوت عالٍٍ.

3- يخطئون في قراءة اتجاهات اللعبة أو يتجنبون الألعاب التي تتطلب القراءة.

4- يخطئون في قراءة عناصر القائمة أو بطاقات عيد الميلاد.

5- يَطلبون من شخص ما قراءة شيء ما لأنهم نسيوا نظارتهم.

6- مترددون في القراءة للأطفال.

7- يصبحون منفعلين إذا طُلب منهم قراءة شيء ما ويقولون إنهم ليسوا مدققين رائعين.

8- يتجنبون كتابة الشيكات أو قوائم البقالة أو البطاقات.

علامات الأمية المقنعة عند الأطفال:

1- يريدون فقط قراءة الكتب التي قرأوها من قبل ويقول إنهم لا يحبون القراءة.

2- يخطئون في قراءة الكلمات عند القراءة بصوت عالٍ.

3- تخمين الكلمات بدلاً من نطق الأصوات أثناء انتقالها عبر كلمة غير مألوفة.

4- ينظر إلى الصورة لمعرفة الكلمات، ويختار كتابًا من المكتبة بغلاف فاخر ولكن لا يقرأه أبدًا.

5- ينظر إلى وجه المستمع لمعرفة ما إذا كانت صحيحة عند القراءة.

6- يصاب بألم في المعدة وصداع ويضطر للذهاب إلى الحمام عندما يُطلب منه القراءة أو الكتابة، ويسيء التصرف عندما يُطلب منه القراءة أو الكتابة.

عواقب مشكلة الأمية المقنعة في المجتمع

تعتبر مشكلة الأمية المقنعة في المجتمع هي واحدة من أكبر المشاكل الاجتماعية للعالم اليوم، إلى جانب السلام والجوع والمرض، حيث أن جزء كبير من العالم اليوم يعتبر أمي وظيفيًا وجزء كبير أمي بصورة واضحة ومعروفة وحوالي مليار شخص أمي ولاكن بصورة غير واضحة ومعروفة أي أنهم يخفون أنهم أميون بقناع المعرفة، وهذه خسارة كبيرة للعالم مما تسبب في الحرمان من الحقوق والاستياء وخيبة الأمل والخلل الوظيفي حيث تكلف المجتمع ما يقدر بنحو تريليون دولار من الإنتاجية المفقودة.

ومن العواقب الوخيمة على الأفراد والأمم والعالم بسبب مشكلة الأمية المقنعة في المجتمع يتم ذكر ما يلي:

1- يكسبون أموالاً أقل.

2- هم أكثر عرضة للسجن حتى في البلدان المتقدمة.

3- تعاني مجتمعاتهم من المزيد من الجريمة والمرض والفقر والخروج على القانون والاضطرابات الاجتماعية والتعصب والاضطراب.

4- هناك علاقة قوية بين الأمية المقنعة والفقر وسوء الصحة والجريمة في كل مجتمع تقريبًا في العالم.

5- من بين الدول فإن البلدان التي ترتفع فيها نسبة معرفة القراءة والكتابة لديها دائمًا دخل أعلى للفرد، حيث يرى علماء الاجتماع أن هناك علاقة أسية إيجابية بين معدل معرفة القراءة والكتابة ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

6- على العكس من ذلك فإن فوائد التعليم هائلة، فإذا تم أخذ الناتج المحلي الإجمالي كعامل واحد فقط، فإن زيادة 1٪ نقطة في معرفة القراءة والكتابة العالمية من شأنها أن تزيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي بشكل غير متناسب بمليارات الدولارات، وتكون الفرصة أكبر بكثير ويتم تضخيمها بشكل أكبر عندما تؤخذ الفوائد الاجتماعية للتعليم في الاعتبار.

تحدي مشكلة الأمية المقنعة في المجتمع

بينما يوجد فهم عميق للتأثير السلبي للأمية المقنعة واهتمام كبير بالحد منها فإن الوسائل التقليدية لا تقدم أي حلول على المدى القصير، ومن المعروف أن السبب الرئيسي للأمية بشكل عام هو عدم وجود مدارس ومعلمين مناسبين.

لذلك فالفرصه اليوم تظهر وجود أربع وسائل تشكل قوى عظمى في العالم لتحدي مشكلة الأمية المقنعة في المجتمع، ويمكن من خلالها أن تزيد من محو الأمية بشكل كبير، وذلك إذا تم تسخيرها وتعبئتها بشكل فعال لمكافحة الأمية، ومن هذه الوسائل ما يلي:

التعليم على الانترنت

حيث يتم استخدامه بالفعل على نطاق واسع ولكن إلى حد كبير للتعليم العالي.

تكنولوجيا الكمبيوتر اللوحي

تم قبولها كأداة تعليمية متميزة ولكنها ليست في متناول الفقراء.

اللعب في التعلم

أثبتت أنها آلية فعالة للغاية في عدد لا يحصى من التطبيقات.

تمويل الأعمال الخيرية

وهي أكبر مما كانت عليه في تاريخ البشرية، حيث كانت خطة علماء الاجتماع هي أن شاء برنامج يهدف إلى تعليم العالم وإلى تسخير هذه القوى وحشدها بطريقة عملية ومنضبطة ومركزة على النتائج وعلى مراحل متعددة، وينصب تركيزهم الأولي على تعليم الأطفال من رياض الأطفال إلى الصف الخامس، وذلك في المناطق التي تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى المدارس والمعلمين، وفي موازاة ذلك يهدفون إلى تعزيز ودعم حركة عالمية لمحو الأمية المقنعة في المجتمع.

ما الذي يجب فعله حيال مشكلة الأمية المقنعة في المجتمع

لابد من محاربة الأمية بالاستفادة من قوة التعلم الرقمي، حيث يواجه العالم أزمة تعليمية، إذ أن 2 من كل 7 أشخاص في العالم أميون، كما يرى علماء الاجتماع أن نظام التعليم التقليدي على الرغم من فعاليته في معظم البلدان المتقدمة إلا إنه غير ملائم في البلدان النامية، فمن نقص المدارس والمعلمين إلى التعليم المدرسي السيء يكافح المحرومون للحصول على تعليم جيد.

ويقول علماء الاجتماع أن برامجهم تستفيد من التعلم الرقمي وتشجع التعلم الذاتي، حيث يتم نشرها بسرعة وفعالية من حيث التكلفة وتتفوق على النظام التقليدي، ويسعى علماء الاجتماع إلى معالجة المشاكل التي تواجه تحدي الأمية المقنعة في المجتمع، إذ سعوا إلى أنشاء برامج داخل المدرسة من خلال العمل مع شركاء محليين وتجهيز الفصول الدراسية بأجهزة لوحية محملة بأفضل ألعاب التعلم الذاتي في العالم، وفي بيئة ميسرة.

ولمعالجة النقص في المدارس والمدرسين التقليديين وجد علماء الاجتماع أن المدارس الصغيرة المدعومة ببرامج التعلم الرقمي تعد حلاً قويًا وفعالًا من حيث التكلفة وقابلة للتطوير السريع، كما أن برنامج الهاتف الذكي يمثل فرصة كبيرة جدًا نظرًا لمدى وصوله الهائل، حيث أن الوصول إلى العائلات من خلال الاتصال بالإنترنت والهواتف الذكية يقدم التعلم من خلال التطبيقات المبسطة.


شارك المقالة: