مشكلة البطالة المقنعة وأسبابها وحلولها

اقرأ في هذا المقال


يتم ألقاء نظرة على ماهية البطالة المقنعة في الواقع، ففي لغة الشخص العادي إنها الظاهرة التي يتم فيها توظيف المزيد من الأشخاص أكثر مما هو مطلوب بالفعل، وعادة شوهد هذا في الاقتصادات النامية وأكثر من ذلك في الاقتصادات كثيفة العمالة.

مشكلة البطالة المقنعة وأسبابها وحلولها

تُعرف أيضًا باسم البطالة الخفية وهذا يشير إلى حالة لا يتم فيها استخدام العمالة التي يتم توظيفها في وظيفة بالفعل لإنتاج السلع والخدمات، وبعبارة أخرى فإن مثل هذا العمل لا يساهم في ناتج الاقتصاد وبالتالي فهو أقرب إلى شكل من أشكال البطالة، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون البطالة المقنعة ببساطة كشكلاً من أشكال العمالة الناقصة حيث لا يتم استخدام مهارات القوى العاملة بكامل طاقتها، ومع ذلك في العديد من الحالات الأخرى يمكن أن تكون هذه البطالة ببساطة بسبب عدم وجود طرق بديلة أخرى للإنتاج حيث يمكن توظيف العمالة الفائضة بشكل مربح.

وسيناريو البطالة قاتم للغاية في جميع أنحاء العالم، ومع مرور كل يوم يتجه نحو وضع أكثر خطورة، ويتم تعريف الاقتصاد النامي من خلال عدد السكان الكبير والبطالة على نطاق واسع، مما يؤدي إلى مزيد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية مثل سوء التغذية والفقر وتعاطي المخدرات والأنشطة المعادية للمجتمع والإجرام، وما إلى ذلك.

وتكمن عدة أنواع من البطالة الهيكلية أو الاحتكاكية أو الموسمية في صميم هذه القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومع ذلك فإن البطالة المقنعة هي الأكثر خطورة والأكثر صعوبة في تتبعها، ولا يمكن حتى أن تنعكس هذه البطالة في سجلات البطالة الرسمية.

ويتم تتبع البطالة المقنعة في المقام الأول في القطاعات الزراعية وغير المنظمة من الاقتصاد، باعتبارها القطاع الأساسي للاقتصاد بشكل عام، حيث توفر الزراعة فرص عمل لما يقرب من 51 ٪ من إجمالي السكان، ومع ذلك فإن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد هي فقط 12-13٪.

أسباب مشكلة البطالة المقنعة

أسباب مثل هذه البطالة كثيرة، سيتم ذكر القليل منها:

1- النمو السكاني

حيث يؤدي النمو السكاني المرتفع إلى فائض العمالة خاصة في المناطق الريفية، وعموماً في الدول ذات الكثافة السكانية العالية من حيث عدد السكان، وتوجد العمالة الفائضة في المناطق الريفية ومع ذلك تظل العمالة في هذه المناطق موسمية في الغالب مما يتسبب في بطالة مقنعة.

2- الفقر

حيث يؤدي الفقر إلى عدم القدرة على شراء الأراضي وبالتالي يحصل الناس على رأس مال محدود.

3- رأس المال المحدود

حيث يزيد من اعتماد المزيد والمزيد من الناس على الموارد المحدودة.

4- الاقتصادات كثيفة العمالة

إذ مع ارتفاع عدد السكان تتوفر العمالة بأسعار أرخص، وبالتالي يتم توظيف المزيد من الأشخاص بسهولة في عمل معين، والذي يمكن أن يقوم به عدد أقل من الأشخاص.

5- محدودية المهارات والمعرفة بالفرص الأفضل

حيث تنجم البطالة المقنعة أيضًا عن محدودية مهارات العمال، ففي الوقت الذي تعيش فيه غالبية السكان في المناطق الريفية بإمكانيات محدودة يفتقر الناس إلى المهارات المناسبة ليتم تجنيدهم في أماكن أفضل.

الحلول الممكنة لمشكلة البطالة المقنعة

من وجهة نظر شاملة يمكن أن تتمثل عدة حلول لمعالجة مشكلة البطالة المقنعة في:

1- توعية الجماهير بمقياس ضبط النسل من خلال برامج تنظيم الأسرة.

2- جعل الائتمان متاحًا للناس للعمل لحسابهم الخاص.

3- تقديم برامج تنمية المهارات وريادة الأعمال.

4- تشجيع انتقال القوى العاملة من الريف إلى الحضر.

5- التدابير التي اتخذتها الحكومة، حيث اتخذت الحكومة عدة إجراءات للحد من البطالة المقنعة والبطالة ككل، حيث تم إطلاق العديد من خطط العمل الحر وتعديل الأنظمة القديمة للحد من هذه المشكلة الاجتماعية، وبعض جهود الحكومة كانت:

1- تقديم قانون وطني لضمان العمالة الريفية، الذي تم تمريره في عام 2005 كإجراء للضمان الاجتماعي لضمان الحق في العمل، وبشكل أساسي وفرت ما لا يقل عن 100 يوم عمل بأجر في السنة للأفراد البالغين في كل أسرة.

2- من ناحية أخرى توفر إسكانًا ميسور التكلفة لسكان الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية مما يقلل العبء على العاطلين عن العمل.

3- تتوخى السياسة الوطنية للقطاع التطوعي تعاون الحكومة مع المنظمات التطوعية في التخفيف من حدة الفقر وتعزيز المهارات وتنمية روح المبادرة.

4- مجموعات المساعدة الذاتية، حيث يتم الترويج لمجموعات المساعدة الذاتية من خلال برامج واسعة لمكافحة الفقر، وإن تمكين المرأة وزيادة العمالة الذاتية هي الأهداف المضمنة في أنشطة هذه المجموعات.


شارك المقالة: