مشكلة عدم المساواة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يواجه البشر في جميع أنحاء العالم للكثير من أشكال وصور مشاكل عدم المساواة الاجتماعية كأشكال التمييز بمختلف أنواعها وأشكال صراع الطبقات وما إلى ذلك، وهناك العديد من الافتراضات والمقترحات التي تساهم في مشكلة عدم المساواة الاجتماعية سيتم التطرق أليها هنا.

مشكلة عدم المساواة الاجتماعية

أحد المتغيرات الرئيسية التي يبدو أنها مرتبطة بالعديد من المشكلات الاجتماعية هو مقدار عدم المساواة في المجتمع أو النظام الاجتماعي العالمي، ومشكلة عدم المساواة تعني أن بعض الناس والجماعات والمنظمات والمجتمعات لديها المزيد من المال أو الدخل أو الثروة أو السلطة أو المكانة أكثر مما تمتلكه الجماعات والمنظمات والمجتمعات الآخرى، وهناك العديد من أسباب مشكلة عدم المساواة في المجتمع المعاصر.

ولكن يتم افتراض أن العوامل الاجتماعية التالية تفسر الكثير من مشاكل عدم المساواة الاجتماعية لدى الجميع، وهي في الوقت الحالي كما يلي:

1- أنواع مختلفة من التحيز والتمييز، فإن أولئك الذين يعانون من التحيز والتمييز سيكون لديهم فرص أقل وبالتالي خلق المزيد من عدم المساواة.

2- الاقتصاد الرأسمالي، ففي الرأسمالية بعض الناس مالكون ويحققون ربحًا، في حين أن البعض الآخر عمال ويكسبون أجرًا، وعادة يصنع المالكون الكثير من المال في جني الأرباح أكثر مما يفعل العمال في كسب الأجور، وبالتالي خلق عدم المساواة.

3- علاقات التبادل غير المتكافئة التي تدعمها المعايير المقبولة، كما يعلم الجميع إنه بالفعل في كل مجتمع هناك تبادل للسلع والخدمات، وفي بعض الأحيان تكون هذه التبادلات غير متكافئة كالقواعد التي تم إنشاؤها في هذه الطريقة التي ينبغي أن تكون كعملية استبدال شيء بشيء ما، ويسمى هذا النوع من القواعد بقاعدة المعاملة بالمثل حيث يقبل الناس علاقات التبادل السائدة على أنها شرعية.

4- المصالح الخاصة، بمجرد أن يجمع الناس المزيد من المال والقوة والمكانة فإنهم يطورون مصالح خاصة في الحفاظ عليها أو حتى زيادة هذه الموارد.

5- الأيديولوجيات والقوانين والعادات، وبالنظر إلى هذه المصالح الخاصة فإن الناس في كثير من الأحيان سوف يقومون ببناء الأيديولوجيات والقوانين والأعراف والمعايير غير الرسمية لتبرير والحفاظ على الموارد التي تراكمت لديهم، وإذا تم قبول هذه الأيديولوجيات والقوانين والأعراف والمعايير غير الرسمية أصبحت شرعية من قبل بقية الأشخاص، وأولئك الذين لديهم موارد إضافية سيحتفظون بهذه الموارد.

مقترحات تساهم في مشكلة عدم المساواة الاجتماعية

كل هذه العوامل الاجتماعية المبنية اجتماعيا تخلق معًا قدرًا معينًا من مشاكل عدم المساواة في مجتمع معين، وبالتالي يقدم علماء الاجتماع مقترحات تتعامل مع ما يساهم في مشكلة عدم المساواة الاجتماعية:

1-كلما زاد التحيز والتمييز زاد مشاكل عدم المساواة الاجتماعية.

2- مع تطور الرأسمالية سيحقق بعض الناس أرباحًا وبينما يربح البعض الآخر سوف تكسب الأجور، وبالتالي خلق المزيد من مشاكل عدم المساواة الاجتماعية.

3- مع حدوث تبادلات غير متكافئة سيحدث المزيد من مشاكل عدم المساواة الاجتماعية.

4- مع حدوث المزيد من قواعد المعاملة بالمثل التي تبرر التبادلات غير المتكافئة ستحدث مشكلة عدم المساواة الاجتماعية.

5- هؤلاء الناس الذين يصنعون ويجمعون المزيد من المال والسلطة والهيبة من المرجح أن تطور مصالح مكتسبة في الحفاظ أو حتى زيادة المقدار الحالي من مشاكل عدم المساواة الاجتماعية.

6- هؤلاء الناس الذين يصنعون ويجمعون المزيد من المال والسلطة من المرجح أن تخلق هيبة الأيديولوجيات والقوانين والعادات الحفاظ على المقدار الحالي من مشكلة عدم المساواة أو حتى زيادتها مما يؤدي إلى مزيد من مشاكل عدم المساواة الاجتماعية، ومتغير رئيسي آخر هو مقدار الفرص المتاحة للناس، فبعض الناس لديهم العديد من الفرص في حين أن الآخرين لديهم فرص قليلة.

7- كلما زاد مشاكل عدم المساواة في النظام الاجتماعي لمجموعة ومنظمة ولمجتمع أو النظام الاجتماعي العالمي كلما قلت فرص الناس الذين هم في قاع نظام مشكلة عدم المساواة، ونظرًا لأن الناس لديهم فرص أقل سيكونون أقل عرضة لأن يكونوا صاعدين، وهذا الموقف مهم بشكل خاص في مجتمع من النوع الطبقي مقابل المجتمع غير الطبقي، فالناس في المجتمع الطبقي يتم تكوينهم اجتماعيًا للمضي قدمًا، في حين أن الناس في المجتمع غير الطبقي كانوا اجتماعيين بالبقاء في مكانهم.

8- كلما قلت الفرص المتاحة أمام الناس كلما قل تحركهم نحو الأعلى ويمكن مقارنتها بالأشخاص الذين يبدأون الحياة بمزيد من الفرص، بافتراض إنه لا يوجد متغير آخر يؤثر على الأشخاص في الطرف السفلي من نظام مشكلة عدم المساواة، فمن المرجح أن يقبل الناس النظام السائد لعدم المساواة الشرعية وبالتالي سوف يتم العيش داخل هذا النظام وعدم فعل أي شيء لمحاولة تغييره.

ومع ذلك إذا كان هؤلاء الناس قادرين على البدء في التواصل مع بعضهم البعض حول ظروف كل منهما وإذا كانوا يعبرون عن عدم رضائهم عن تيار نظام عدم المساواة يمكن للناس البدء في تطوير وعي أو وعي بوضعهم غير المتكافئ.

9- وكلما زاد عدد الأشخاص الموجودين في أسفل نظام مشكلة عدم المساواة الذين يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض بشأن وضعهم زاد وعيهم بحالتهم.

10- كلما كانوا يتواصلون مع الوضع غير المتكافئ التي يواجهها الناس في الجزء السفلي من نظام مشكلة عدم المساواة فإنه سوف يصبح الناس أكثر وعياً بوضعهم، لأن الناس قادرون على التواصل مع الآخرين الذين هم في نفس الوضع غير المتكافئ، وكعالم اجتماعي ناجح في إيصال هذا الوضع غير المتكافئ، فإن الوضع قد حان للناس للبدء في تنمي الشعور بالظلم.

11- كلما زاد وعي الناس بوضعهم غير المتكافئ زاد عددهم ومن المحتمل أن يطوروا شعورًا بالظلم، ومع استمرار الناس في الحديث عن وضعهم غير المتكافئ وتطوير الشعور بأن وضعهم غير عادل، فمن المرجح أن يفعلوا شيئًا ما، وأن من في السلطة وأولئك الذين يريدون الحفاظ على الوضع الراهن يريدون أن يتم التشكيك في شرعية البناء الاجتماعي القائم للواقع، بعبارة أخرى قد تؤدي مشكلة عدم المساواة الاجتماعية إلى التشكيك في الإيديولوجيات والقوانين والعادات غير الرسمية والقواعد والتساؤل عن سبب امتلاك الآخرين الكثير من المال والسلطة والهيبة.

12- كلما زاد شعور الناس بالظلم تجاه التيار من عدم المساواة، كلما زاد احتمال أن يبدأوا في التساؤل عن شرعية نظام اجتماعي وربما جوانب مختلفة من المجتمع بشكل عام، أي كيف يبني المجتمع واقعه اجتماعيًا، وبالنظر إلى هذه الظروف قد يتم البدأ في تشكيل مجموعة أو منظمة تبدأ في تنظيم نفسها حول حل مشكلة اجتماعية.

13- كلما زاد عدد الأشخاص الذين يشككون في شرعية النظام الاجتماعي وزاد عددهم من المحتمل أن يشكلوا مجموعة أو منظمة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة مشكلة اجتماعية، بمجرد أن يقوم الناس بتشكيل مجموعة أو منظمة فإنهم أكثر احتمالًا لاتخاذ نوع من الإجراءات لتغيير الوضع الاجتماعي الحالي، بمعنى إنه سيكون لديهم نوع من الصراع مع الناس والجماعات والمنظمات التي لا تريد تغيير النظام الاجتماعي، ويمكن أن يكون الصراع الواحد نوعان: سلمي أو عنيف.

14- كلما قامت مجموعة أو منظمة بتنفيذ النزاع السلمي أو العنيف بقصد حل أو تحسين مشكلة اجتماعية، كلما زاد احتمال حدوث نوع واحد أو أكثر من التغيير الاجتماعي ويحدث بناء اجتماعي جديد للواقع.

15- أن التغيير الاجتماعي يحدث بقصد حل أو تخفيف مشكلة اجتماعية، وليس لتزداد احتمالية حدوث مشكلة اجتماعية لا يمكن حلها أو تحسينها.


شارك المقالة: