في الخامس عشر من ربيع الأول من عام (773هجري)، (1371م)، حدثت أول معركة كبيرة بين الإمبرطوريّة العثمانيّة وبين مملكة صربيا، وهي معركة تشيرمانون التي وقعت على نهر ماريتسا الواقع عند مُلتقى حدود اليونان وبلغاريا، وتسمَّى المعركة أيضًا معركة ماريتسا، وانتهت المعركة بانتصار العثمانيين انتصاراً ساحقًا، حيث مهد لهم الطريق من أجل التقدم عبر وديان نهر ماريتسا والسيطرة عى شمال وغرب شبه جزيرة البلقان.
أحداث المعركة
في عام (1371) نظم اثنان من اللوردات الإقطاعيين في مقدونيا حملة ضد الأتراك، جمع الأخوان الصربيان فوكاشين وأوغليشا، على التوالي ملك بريليب ومستبد سير، جيشًا مسيحيًّا عديدًا يهدف إلى إيقاف الغُزاة المُسلمين.
أدرك أوجلشا، الذي تحدّ أراضيه الأراضي العثمانيّة إلى الشرق التهديد، وناشد الدول الصربيّة والبلغاريّة المُساعدة لكن دون جدوى، وأمر السكان المختلطون الصرب واليونانيون والبلغاريون، وانطلق الأخوان إلى الشرق مع (70،000) مُقاتل وكان الجيش قوي ومتنوع عرقيّا، خطط الإخوان واتفقوا على استغلال فرصة عدم وجود مراد الأول الذي كان في مدينة بيجا قرب بورصة، فيستمروا بالمسير إلى أدرنة ليحاصروها، وفي ليلة 15 ربيع الأول سنة (773 هجري) هجري خيم بجيشه، على ضفاف نهر ماريتسا، في قرية تُدعى تشيرمانون.
القوات العثمانيّة كانت بقيادة لالاشاهين باشا وكان معه القائد العثماني الغازي إيفرينوس وهو من أصول يونانيّة، عدد الجيش العثماني كان يصل إلى (100000) مُقاتل، وفي رواية أُخرى كان أقل من ذلك بكثير.
وبسبب تفوق عدد الجيش الصربي قرر القائدان استغلال وقت الليل للقيام بهجوم مُفاجئ يقوم به فرسان العثمانيين ويليهم في الهجوم المشاة، وكان فريق الخيالة العثماني معروفين بمهارتهم في الهجمات الصاعقة التي تعتمد على الكر والفر، فوزعوا فرسانهم إلى عدّة مجموعات ليهاجموا مُخيمات الجيش من جميع الجهات، واستطاعوا مفاجأة الجيش الصربي النائم، فاضطرب الجيش الصربي، وتمّ دفع الجيش بأكمله إلى الوراء وهلك فوكاشين وأوغليشا مع الكثير من قواتهم مُباشرة بعد المعركة، شرعت جيوش مراد الأول في حملة أخرى تجاوزت شمال تراقيا وأجبرت الشاب إيفان شيشمان على الانسحاب شمال جبال البلقان.
سقط عدد من القلاع، على الرّغم من الحصار المطول والشرس لمدينة ديامبول، على سبيل المثال، قاتلت ضد قوات تيمورتاش لعدّة أشهر لكنّها اضطرت في النهاية إلى الاستسلام بسبب نقص الطعام.
بعد حصار دموي استولوا على بيتولا في الجنوب الغربي وسرعان ما توغلوا في وادي صوفيا في عام (1373)، اضطر إيفان شيشمان للتفاوض على معاهدة سلام مهينة، أصبح تابعًا عثمانيًّا يُعزز الاتحاد مع زواج بين مراد وأخت شيشمان كيرا تمارا.
للتعويض، أعاد العثمانيّون بعض الأراضي المحتلة، بما في ذلك احتيمان وساموكوف بين عامي (1371) و (1373) ظهر العثمانيّون كقوة كبيرة في البلقان، حكموا على تراقيا بالكامل واستولوا على أراضي أوغليشا في مقدونيا الشرقيّة وتمكنوا من إخضاع نجل فوكاشين ماركو وإيفان شيشمان الذي أصبح من تابعيهم.