مفاهيم في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


للبدء بأصل المصطلح، فإن مصطلح الأنثروبولوجيا هو مركب من كلمتين باليونانية، “anthropos” و “logos”، والتي يمكن ترجمتهما على أنهما “إنسان أو بشري” و “السبب أو الدراسة أو العلم” على التوالي. إذن، الأنثروبولوجيا تعني “السبب حول البشر” أو “دراسة أو علم الجنس البشري أو الإنسانية”. علاوة على ذلك، للإنسان خصائص اثنين مهمين: البيولوجية والثقافية. ومن المهم جداً أن نفهم أن البيولوجي والخصائص الثقافية عناصر لا تنفصل. حيث تؤثر الثقافة على جسم الإنسان والهياكل والعكس بالعكس. ومن مفاهيم الأنثروبولوجيا إنها دراسة البشر وهي علم وهي طموح نظري.

الأنثروبولوجيا هي دراسة البشر:

ومن ثم، إذا أخذناها حرفيًا، فهي دراسة البشر. بمعنى ما، وهذا المفهوم دقيق الوصف لدرجة أن الأنثروبولوجيا تثير مجموعة متنوعة من الأسئلة حول حالة الإنسان. ومع ذلك، فإن هذا التعريف الحرفي ليس منيرًا بشكل خاص، لأنه رقم من التخصصات الأكاديمية الأخرى بما في ذلك علم الاجتماع وعلم الأحياء وعلم النفس والعلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ حيث يدرسون أيضًا البشر.

فما الذي يميز الأنثروبولوجيا من كل هذه التخصصات الأخرى؟ فالأنثروبولوجيا هي دراسة الناس فما هي أصولها، وتطورها والاختلافات المعاصرة لها، وأينما ومتى كانت وكيف تم العثور عليها؟ فالأنثروبولوجيا تخصص علمي واسع مكرس للدراسة المقارنة للبشر كمجموعة، من أول ظهور لها على الأرض إلى مرحلتها الحالية من التطور. من بين جميع التخصصات التي تدرس البشر، تعتبر الأنثروبولوجيا هي الأوسع نطاقًا.

الأنثروبولوجيا هي علم:

بعبارات أكثر تحديدًا، الأنثروبولوجيا هي علم:

1- يبحث في استراتيجيات العيش التي يتعلمها الناس ويتشاركونها أعضاء الفئات الاجتماعية البشرية.

2- يفحص الخصائص التي يشترك فيها البشر كأعضاء في نوع واحد (الإنسان العاقل) والطرق المتنوعة التي يعيش بها الناس في بيئات مختلفة.

3- يحلل منتجات المجموعات الاجتماعية والأشياء المادية (الثقافات المادية) وإبداعات غير مادية (الدين والمعتقدات والقيم الاجتماعية والمؤسسات والممارسات).

الأنثروبولوجيا هي طموح نظري:

الأنثروبولوجيا هي موضوع طموح نظري يتسم بالتحدي الفكري ويحاول ذلك تحقيق فهم للثقافة والمجتمع والإنسانية من خلال دراسات مفصلة عن حياة المجتمع، وتكملها المقارنة. في أعمق مستوى، فإنه يثير الأسئلة الفلسفية التي يحاول الرد عليها من خلال استكشاف حياة الإنسان في ظل ظروف مختلفة.

ويسعى إلى شرح كيف ولماذا الناس متشابهون ومختلفون من خلال الفحص لماضينا البيولوجي والثقافي ودراستنا المقارنة للمجتمعات البشرية المعاصرة. وهدفها النهائي هو تطوير صورة متكاملة للبشرية وهو هدف يشمل عدد لا حصر له من الأسئلة حول جميع جوانب وجودنا.

مثال نحن نسأل عن ما الذي يجعلنا بشر؟ لماذا تميل بعض المجموعات إلى الطول والنحافة، بينما يميل البعض الآخر إلى أن يكون قصير وممتلئ الجسم؟ لماذا تمارس بعض مجموعات الناس الزراعة بينما يبحث الآخرون عن لقمة العيش؟

ومن باب التبسيط والإيجاز، تقدم الأنثروبولوجيا في المقام الأول نوعين من البصيرة. أولاً، ينتج معرفة الانضباط حول الاختلافات البيولوجية والثقافية الفعلية في العالم. ثانيًا، تقدم الأنثروبولوجيا طرقًا ووجهات نظر نظرية تمكن من ممارس لاستكشاف ومقارنة وفهم وحل هذه التعبيرات المتنوعة لحالة الإنسان.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: