تعتبر الثقافة عنصراً مهماً في تكوين الشعوب والأمم، وتصنيف بعضها عن الآخر، وذلك عن طريق مشاهدة ما تحتويه محتويات الثقافة من صفات وسمات ذات أشكال فردية واجتماعية، وإنسانية كذلك.
ما مفهوم الثقافة في الأنثروبولوجيا؟
مفهوم الثقافة في الأنثروبولوجيا: تعني أن ثقافة المجتمعات، تحتوي كلّ ما ينبغي على الشخص أن يدركه أو يعتقده، ويعمل بأسلوب يتقبله أفراد المجتمع. حيث إن الثقافة لا تعتبر ظاهرة معنوية فقط، يعني أنّها لا تحتوي على الناس أو التصرفات أو الأشياء، بل هي تنظيم لتلك الأمور في شخصية الفرد. فهي ما يتكون في عقول الأفراد من صور لتلك الأشياء، وبذلك فهي كل الصفات الوجدانية والمادية والفكرية، التي تحدد مجتمعاً أو نظاماً اجتماعياً. وهي تتكون من: الأفكار والمعارف وأشكال الحياة، كما تحتوي الحقوق الرئيسية للأفراد، ونظم والمعتقدات المختلفة.
ويرى معظم علماء الأنثروبولوجيا أن الثقافة هي جزء خاص من الحضارة أو بالمعنى، صورة معقّدة من صور الحضارة. ولهذا لم يستندوا ابداً على التمييز الذي أسسه علماء الاجتماع بين الثقافة والحضارة. فمن المتعارف عليه أن جزء من علماء الاجتماع يفرقون بين الحضارة بوصفها مجموعة الوسائل الإنسانية وبين الثقافة بوصفها مجموعة الغايات الإنسانية، وبناءً على ذلك، استندَ معظم العلماء في دراسة الأنثربولوجيا الثقافية والاجتماعية على ثلاثة تعريفات رئيسية، هي:
- التحيزات الثقافية: وتحتوي القيم والعادات والتقاليد المشتركة بين الأفراد.
- العلاقات الاجتماعية: وتحتوي العلاقات الإنسانية الشخصية التي يتواصل بها الإنسان مع أخيه الإنسان.
- أنماط أساليب الحياة: التي تعتبر مجموعة من النظم الثقافية والاجتماعية والفكرية المختلفة.
خصائص الثقافة في الأنثروبولوجيا:
هناك خصائص تتصف بها الثقافة في الأنثروبولوجيا، من حيث معناها وطبيعتها، ومن أهم هذه الخصائص هي:
- إنسانية: فالإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يمتلك جهاز عصبي متفرد، بقدرات فكرية مميزة تسمح له بالابتكار والإبداع بأفكار جديدة، وأفعال جديدة.
- مكتسبة: أي أنه يكتسب الثقافة من بيئته، من لحظة نشأته وعبر مراحل حياته، وذلك عن طريق المعلومات التي يكتسبها من تجاربه الشخصية. ولأن كلّ مجتمع بشري له ثقافة محددة، من حيث الزمان والمكان، فإن الفرد يكتسب ثقافة المكان الذي يعيش فيه منذ ولادته، ولا تؤثّر الخصائص الفيزيولوجية في طريقة الاكتساب.
- اجتماعية: تعتبر الثقافة هي نتيجة إبداع جماعة ضمن مجتمع معين، فإنه لا يمكن دراسة الثقافة إلا عن طريق الجماعات أو المجتمعات، وذلك بسبب أن هذه الثقافة تشكل عادات ومعتقدات وقيم تلك المجتمعات، وليسَ عادات ومعتقدات وقيم الناس كأفراد.
- تطورية وتكاملية: بالرغم أن لكلّ مجموعة إنسانية معينة ثقافة خاصة بها، إلاّ أن هذه الثقافة لا تعتبر ثابته، بل هي متطورة مع تطور المجتمع. ولا يكون هذا التطور في مضمون الثقافة فقط، بل أيضاً في الوسائل والطرق العملية لتصرفات الإنسان الذي ينتمي إلى المجتمع المتطور. وهذا التطور لا يقصد به أن تكون كل مرحلة ثقافية متفردة عن المرحلة التالية، بل هناك تكامل ثقافي في المجتمع الواحد.
- استمرارية وانتقالية: ويقصد بها أن الثقافة مستمرة لا تنتهي، ولا تنحصر بمرحلة معينة، وذلك لأنها ملك للجميع، كما أنّه من الصعب القضاء عليها، وتعتبر أيضاً انتقالية حيث أنه من الممكن أن تنتقل من مجتمع إلى آخر.