من أين يبدأ التغير الاجتماعي؟

اقرأ في هذا المقال


كل الأفراد يريدون جعل العالم مكانًا أفضل، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار والاستمرار في تذكير الناس بأن التغيير الدائم يبدأ من الداخل إلى الخارج، في إحدى المرات الفيلسوف الأمريكي واين داير يحكي قصة شيقة غالبًا ما أستخدمها في الخطابات حول التغير، وهنا أيضًا استخدمها في عملية حول التغيير يقول “أنني أرى بوضوح الفرق بين التغيرات التي تبدأ من الداخل والتغيرات التي تبدأ من الخارج بطريقة بسيطة وممتعة”.

من أين يبدأ التغير الاجتماعي؟

حتى لو كان ما يبحث عنه الأفراد داخليًا فقط وليس خارجيًا ما زالوا يبحثون عن تغييرات خارجية؛ لأن الداخل مظلمة قال الفيلسوف الروسي ليو تولستوي: “الجميع يفكر في تغيير العالم لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه”.

لا شك أن التغير الفعلي يبدأ بتغيير قرارات الأفراد وسلوكياتهم لكن هذه القرارات والسلوكيات ليست سوى نتائج طبيعية لأشياء أعمق وأساسية في الشخصية، وهي فلسفة خاصة تتكون من معتقدات وآراء هذه الفلسفة الخاصة هي نظام التشغيل البشري أو البرنامج الذي يتحكم في أفكارهم و قراراتهم وأفعالهم، لذلك اكتشف الأفراد أن الهدف من الدين هو تغير هذه الفلسفة بالذات.

هذا لأن الطريقة الصحيحة الوحيدة لإصلاح العالم هي البدء فعليًا في إصلاح الذات من الداخل، وهذه مشكلة يجب أن يتم التأكيد عليها باستمرار وذكرها بشكل دائم؛ لأن التغيرات من الخارج لن تأتي بأي شيء دائم وحقيقي، وماذا لو وجد أن الوقت على الساعة غير مضبوط هل ستطلب من الآخرين ضبط ساعاتهم مع الوقت على الساعة؟ الجواب بالطبع لا لكن الغريب حقًا أنه يتم فعل ذلك دون أن إدراك الوعي بإلقاء اللوم على الآخرين ومطالبة الآخرين بالتغير، حتى تصبح ثقافة التبعية واللوم هي الثقافة السائدة في داخل المجتمعات.

الأفراد يطالبون بتغيير العالم والآخرين والأشياء، ولكن الحقيقة الفلسفية العميقة هي أن العالم والآخرين والأشياء أشياء ثابتة لن تتغير، ولكن الأشياء التي يجب تغيرها إذا أراد أي شخص الشكوى فهو تغير الفرد لنفسه بآرائه وفلسفته التي يستخدمها لشرح العالم والآخرين والأشياء، أي تغيير لا يستهدف فلسفة الفرد نفسه هو تغيير خاطئ.

دور التغير الاجتماعي في تغيير الآراء والمعتقدات:

لذلك يبدأ التغيير الحقيقي والمستدام بالمعتقدات والآراء، والمعتقدات التي تشكل فلسفة الأفراد الخاصة وليس من أي شيء خارجي، كما يعتقد معظم الناس هذه عملية من الداخل إلى الخارج وليس العكس؛ لأنه عندما يشير الأفراد بأصابعهم إلى شيء يريدون تغييره يشير بالسبابة إلى ذلك الشيء وتشير الأصابع الثلاثة الأخرى إلى الداخل أي إلى الفرد نفسه فقط، وذلك من خلال تغيير معتقدات الأفراد وفلسفتهم الداخلية.

لذلك لتغيير المجتمع من حول الأفراد يجب أولاً أن يغير الأفراد أنفسهم من الداخل لنجعل المجتمعات أفضل أولاً يجب أن يحقق حياة افضل من خلال الوعي والتنوير وتغيير حياة الناس، المعتقدات السلبية التي أنشأتها الدراما هي فقط للربح، حتى لو كان ذلك على حساب تدمير القيم والمعتقدات الجيدة في المجتمع واستبدالها بقيم إيجابية ومعتقدات راسخة وبالتالي تأسيس شخص صالح.

التغيير هو أحد المفاهيم المتعلقة بالأفراد والمجتمعات؛ لأنه لا يوجد أحد في العالم لا يحب التغيير لذلك يأمل الجميع أن يصبح أفضل، تمامًا مثل كل مجتمع في هذا العالم يأمل الناس يمكنهم تغيير وضعهم للأفضل، فلماذا لا يدرك الجميع الرغبة في التغيير؟

عملية التغيير الداخلي هي تحويل الروح من الإدراك والخيال والإحساس والتفكير السلبي إلى الإدراك والخيال والإحساس، والتفكير الإيجابي من أجل انفتاح العقل بأفكار عالية الجودة وإزالة القيود الداخلية.

هذا يجعل الشخص مبدعًا بالفعل وتنمويًا ومبتكرًا عندما يؤدي أداءً جيدًا من خلال هذا التغيير بينما يبدأ الأخير من دائرة شاملة تضم جميع القرارات والإجراءات التي تتأثر بالتأثيرات الداخلية، والتي تتطلب اتخاذ القرار دون انتظار أي تدخل آخر وبهذه الطريقة تأتي قوة الإنسان من نفسه فبدلاً من انتظار تدخل الآخرين لحل المشكلة، يغيره من نفق ضيق إلى نفق واسع ويتم تغيير الأولويات، كل ذلك بفضل التنمية البشرية والتنمية الذاتية.

التنمية البشرية هي وسيلة زيادة الموارد المتاحة للأشخاص وتتضمن ثلاثة جوانب أساسية وهي: توفير حياة صحية بعيدة عن المرض وزيادة توسع المعارف وتوفير الموارد المادية والمعنوية، التي تساعد الأفراد على تحقيق مستوى معيشي لائق.


شارك المقالة: