موضوع الدراسة وأسباب الاختيار في البحوث الأنثروبولوجية

اقرأ في هذا المقال


في البحوث والدراسات الأنثروبولوجية هناك العديد من الموضوعات المهمة والتي يجب طرحها ودراستها، كما يكمن أسباب أختيار المواضيع لعدة عوامل ومؤثرات لها علاقة بطبيعة المجتمع ونواحيه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة.

موضوع الدراسة وأسباب الاختيار في البحوث الأنثروبولوجية:

يرجع اختيار موضوع أدوات وأواني الطعام بوصفها أحد جوانب الثقافة المادية، واتخاذه كمجال تطبيقي لإظهار أهمية الصورة الفوتوغرافية في الدراسات الأنثروبولوجية المعاصرة في مجتمعنا ويرجع إلى الأسباب التالية:

• قلة الدراسات التي تناولت هذا الجانب بصورة لافتة، حيث ركزت أغلب الدراسات على أدوات العمل خاصة العمل الزراعي، وكذلك على الأدوات والآلات الخاصة بالصناعات التقليدية، بينما أهملت دراسة الأدوات والأوانب المنزلية بصفة عامة وأدوات وأواني الطهو بصفة خاصة.

• تتميز الحياة الريفية بتنظيم خاص بها ينبع من طبيعة البيئة الريفية، والمهن الزراعية السائدة بها، وينعكس ذلك بصورة واضحة على وجود أنواع من الأطعمة واختلاف طرق إعدادها، إلى جانب ضرورة تخزين بعض مستلزماتها. وهو ما قد يتطلب وجود بعض الأدوات والأواني المختلفة التي نحن بحاجة إلى رصدها وتوثيقها بالصور الفوتوغرافية.

• أدت التغيرات التكنولوجية وتقدم الصناعات الحديثة، علاوة على تطور طرق المواصلات العالمية، إلى جانب سياسات العولمة، إلى لجوء دول العالم الثالث لاستيراد لأدوات وآلات تستخدم في مجالات متعددة من بينها أدوات وأواني الطعام من مختلف الدول المتقدمة في صناعتها. أو الاتجاه إلى إنتاج هذه الأدوات والأواني إنتاجاً محلياً واسعاً، مستخدمة في هذا إنتاج مثيل لها محلياً.

مجتمع الدراسة ومحكات الاختيار:

ولتحقيق أهداف الدراسة روعي إجراؤها في مجتمع ريفي تتوافر فيه خصائص محددة، لعبت المحكات التالية دوراً فى اختيار هذا المجتمع:

التقليدية: من حيث أنه مجتمع يعتمد على الزراعة كحرفة أساسية لأبنائه، ومن ثم يغلب استخدام الأدوات والأواني التقليدية في مختلف احتياجات الطعام الريفي. وقد استبعد الاعتماد على مجتمع مستحدث وذلك انطلاقاً من أن المجتمعات الريفية المستحدثة أو المستصلحة حديثاً قد تعمل على استخدام بدائل مستحدثة لهذه الأدوات والأواني.

التنوع الطبقى: رأت الدراسة ضرورة أن تتجلى التباينات الطبقية في المجتمع الذي سيتم اختياره كمجال للبحث الميداني، وذلك من منطلق محاولة التحقق من دور الأبعاد الاقتصادية والطبقية في تبني التغير في مجتمع تقليدي لم تحدث فيه تغيرات بنائية حاسمة نتيجة التصنيع أو إقامة مشرعات تجارية، أو مشروعات بحثية تسهم في إحداث تغير في نمط الحياة الريفية التقليدية.

ومن خلال ما تقدم، حاولت الدراسة التعرف على أي الطبقات تتجه إلى تبني التغير قبل غيرها. هل هي الطبقة العليا، من منطلق محاولة تمييز نفسها عن الطبقات الأخرى؟ أم أن الأوضاع الاقتصادية للطبقة الدنيا تجعلها أكثر اتجاهاً نحو التغير، وذلك من خلال وجود أدوات وأواني رخيصة تناسب دخولها المحدودة.

محكات تحديد الطبقة:

ولتحديد التباينات الطبقية داخل مجتمع البحث ورصد أثر هذه التباينات في الاختلاف في استخدام الأدوات والأواني في كل طبقة الا أن لابد من وضع تحديد للطبقات. وقد اتجهت الدراسة في محاولة تحديد الطبقات في داخل مجتمع القرية إلى تبني وجهة نظر أبناء هذا المجتمع في تحديدهم لطبقاته.

حيث وجدت أن التحديد الذي يتبنوه يتم وفقاً لبعض الأبعاد المادية والثقافية، من ذلك حجم الملكية والأصول العائلية. وقد تبنت الدراسة هذا التحديد مع وضعها في الاعتبار جميع التحفظات المثارة حول التحديدات الطبقية في المجتمع.

وفيما يخصحجم الملكية: نجد أنه يتم إدراج كل من يحوز أكثر من عشرة أفدنة في الطبقة العليا، وتشمل الطبقة الوسطى من يملك أقل من عشرة أفدنة، علاوة على مستأجري الأراضي الزراعية. أما الطبقة الدنيا فتضممن من لا يملك أرضاً زراعية، أو يستأجرها ويمثلها العمال الأجراء في مجال الزراعة والحرف التقليدية البسيطة في القرية.

وفيما يخصالأصول العائلية: فإن أفراد المجتمع قد يدرجون أحد الأفراد تحت الطبقة العليا مع عدم ملكيته للأفدنة العشرة، أو حتى ملكيته للأراضى الزراعية بصفة عامة، وذلك من منطلق انتمائه إلى إحدى العائلات التي تعد عريقة بالقرية أو كانت تملك أرضاً، ثم تغيرت أحوالها وأصبحت لا تملك.

أما فيما يخصتحديد الشرائح: في داخل كل طبقة، فقد أظهرت المادة الميدانية عدم وجود فروق دالة، فيما يخص أدوات وأواني الطهو موضوع الدراسة في داخل الشرائح الطبقية لكل طبقة، حيث تتجلى الفروق في هذه الأدوات والأواني في النوع أو الكم فيما بين الطبقات فقط. وعلى ذلك فقد اتجهت الدراسة إلى تناول كل طبقة كوحدة واحدة واضعة في اعتبارها كل التحفظات اللازمة لذلك.


شارك المقالة: