موضوع علم العمران عند ابن خلدون في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


موضوع علم العمران عند ابن خلدون في علم الاجتماع:

ذهب ابن خلدون إلى أن موضوع هذا العلم يتمثل في دراسة الاجتماع الإنساني وما ينشأ عن هذا الاجتماع من ظواهر، أو وقائع وقد انقسم الموضوع عند ابن خلدون إلى قسمين:

  • الأول: يهتم ابن خلدون بدراسة بنية المجتمع، وهو ما يعرف حديثاً باسم المورفولوجيا الاجتماعية، ويعرف لدى علماء الاجتماع الأمريكيين باسم الأيكولوجيا الإنسانية، ويدرس هذا القسم ظواهر البدو والحضر، وأصول المدنيات القديمة وتوزيع الأفراد على المساحة التي يشغلونها، وظواهر الهجرة والكثافة والتخلخل، ودرس في هذا المجال أثر البيئة الجغرافية على شؤون الاجتماع الإنساني، ولكنه لم يكن متطرفاً إلى حد القول بالحتمية البيئية أو الجغرافية، بل أنه درس آثارها على ما يوجد في المجتمع من نظم وظواهر وعادات سابقاً بذلك علماء المورفولوجيا والأيكولوجيا على حد سواء.
  • فنجد ان ابن خلدون يشير إلى العلاقة القائمة بين درجة الحرارة وبين كثافة السكان وانتشار العمران، ويقول أن المناطق المعتدلة سكانها أعدل أجسام وألوان وأخلاق، وأديان ويميلون إلى الاعتدال في سلوكهم مساكنهم وملابسهم وهو بطبيعة الحال قد توصل إلى هذه الملاحظات باستخدام الاستقراء والملاحظة والمقارنة التي أشرنا إليها من قبل.
  • أما الثاني: يهتم ابن خلدون بدراسة النظم العمرانية التي تختلف باختلاف النشاط العمراني، وهو هنا يقسم هذه النطم إلى سياسية واقتصادية وتربوية وعائلية ودينية، هذا ولا تزال هذه النظم وغيرها مما أشار إليه ابن خلدون تشكل محاور هامة للبحث والدراسة في علم الاجتماع، كذلك فإن التركيز على هذه الموضوعات لا بدّ أن تكون له أغراض محددة، وهنا يشير ابن خلدون إلى أن أغراض هذا العلم هي الأخرى ذات شقين. الأول: يتضمن الأغراض المباشرة، وهي تلك تتمثل في الوقوف على طبيعة الظواهر الاجتماعية والقوانين التي تحكمها وذلك شأن سائر العلوم الأخرى.
    الثاني: ويتضمن الأغراض غير المباشرة، والتي تتمثل في عصمة المؤرخين من الوقوع في الأخطاء وقبول الحقائق التي تتعارض مع القوانين الأساسية للعمران، وهذه أيضاً أغراض نبيلة في حد ذاتها، ولعل المتتبع للتطورات التي حدثت في علم التاريخ يجد أنها سارت في هذا الاتجاه.

شارك المقالة: