نشأة الأنثروبولوجيا في عصر النهضة الأوروبية

اقرأ في هذا المقال


مع تكوّن أوروبا، وانفتاحها على العوالم القديمة والجديدة كافة، وظهور نزاعات فلسفية متعددة ومختلفة معادية لفلسفة القرون الوسطى، بدأت تظهر بواكير وبدايات الدراسات التي تتعلق بالشعوب الأخرى المتعددة.

بعض الشخصيات التي لها دور في نشأة الأنثروبولوجيا في عصر النهضة الأوروبية:

  • العالم كريستوف كولومبس.
  • العالم فرانسيس بيكون.
  • العالم جوزيه آكوستا.
  • عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل دي مونتاني صاحب فكرة (النسبية الأخلاقية).
  • العالم جان جاك روسو صاحب كتاب (العقد الاجتماعي).
  • البارون دي مونتسكييه الذي وضع كتاب (روح القوانين).
  • العالم الألماني جورج هيجل.
  • العالم جوهان هيردر.

آراء بعض الشخصيات الذين أسهموا في نشأة الأنثروبولوجيا في عصر النهضة الأوروبية:

  • العالم كريستوف كولومبس: كان لرحلات العالم كريستوف كولومبس الاستكشافية أثر كبير في علم الأنثروبولوجيا، حيث زخرفَ مذكراته بالكثير من المعلومات والمعارف عن أساليب وأنماط حياة تلك الشعوب وعاداتها وتقاليدها وثقافتها، حيث اتسمت بالموضوعية، نتيجة المشاهدة المباشرة. وبذلك كان لرحلات كولومبس واكتشافاته دوراً كبيراً في إدخال أوروبا حقبة جديدة وحديثة، وفي تفسير النظرة إلى الإنسان عامة، والإنسان الأوروبي خاصة، وذلك لأن هذه الاكتشافات الجغرافية والاجتماعية أظهرت بوضوح تنوع وتعدد الجنس البشري وقضايا النشوء والتطور عند الكائنات البشرية، والذي بدوره أثر على الفكر الأنثروبولوجي.
  • العالم فرانسيس بيكون: كان للاتجاه العلمي في الدراسات التجريبية والرياضية، التي ظهرت في أعمال العالم فرانسيس بيكون أثراً في تكوين النظرة الجديدة للإنسان على أنهُ ظاهرة طبيعية، ويمكن دراسته من خلال البحث العلمي والمنهج التجريبي، وهذا ما أسهم في تشكيل المنطلقات النظرية للفكر الاجتماعي، وأدى ذلك إلى بلورة البدايات النظرية للأنثروبولوجيا.
  • العالم جوزيه آكوستا: أما بالنسبة للرحالة الإسباني جوزيه آكوستا في القرن السادس عشر، فقد قام بربط مشاهداته الشخصية عن المواطنين الأصليين في العالم الجديد بمجموعة من الأفكار النظرية والمعرفية، فقد افترض آكوستا أن الهنود الحمر كانوا قد نزحوا أصلاً من آسيا إلى أمريكا، ففسر اختلاف حضاراتهم عن تلك التي كانت سائده في أوروبا حينذاك. وقد افترض افتراضاً حول تطور الحضارة الإنسانية عبر مراحل معينة معتمداً على أساس معرفة الشعوب القراءة والكتابة.
  • عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل دي مونتاني: أجرى عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل دي مونتاني مقابلات مع مجموعات من السكان الأصليين في أميركا المكتشفة، والذين أحضرهم بعض المكتشفين إلى أوروبا. وبعد إن جمع منهم معلومات عن العادات والتقاليد السائده في موطنهم الأصلي، رأى إنه لكي يُفهم العالم فهماً جيداً، لابدَ من دراسة التنوع الحضاري للمجتمعات البشرية واستقصاء أسباب هذا التنوع. وهو صاحب فكرة (النسبية الأخلاقية) التي لاقت اهتماماً كبيراً لدى مؤرخي الفكر الأوروبي عامة، والفكر الفرنسي خاصة.
  • العالم جان جاك روسو: كان لكتابات العالم جان جاك روسو أهمية كبيرة لدى مؤرخي علم الأنثروبولوجيا، وذلك لما تضمنته في دراستها الأثنوجرافية للشعوب المكتشفة، مقارنتاً مع المجتمعات الغربية. فقد تميزت وجهة النظر النثروبولوجية عند روسو بالتجرد والموضوعية، تجلى ذلك في نقد بعض القيم والجوانب الثقافية في مجتمعه الفرنسي، مقابل استحسان بعض الطرق الحياتية في المجتمعات الأخرى. وبهذا يعد كتابه “العقد الاجتماعي” من البواكير الأولى للفكر الأنثروبولوجي.
  • البارون دي مونتسكييه: الذي وضع كتاب “روح القوانين”، ووضحَ البارون دي مونتسكييه الذي قام بوضع كتاب “روح القوانين” فكرة الترابط الوظيفي بين القانون والعادة والتقليد والبيئة. وانتشرت هذه الفكرة الترابطية في أعمال الأنثروبولوجيين في أوائل القرن العشرين، حيث انتقل اهتمام مونتسكييه بدراسة النظم السياسية وتأثير المناخ على نوعية الحضارة أو الثقافة، وبذلك شكل مجالاً واسعاً للدراسات الأنثروبولوجية.
  • العالم الألماني جورج هيجل: اهتم العالم الألماني جورج هيجل في عصر التنوير بالتفوق العنصري والنزعة القومية التعصبية. وظهر ذلك واضحاً في كتاباته حيث جعل الشعب الألماني، الشعب الأمثل والأنقى بين شعوب العالم.
  • العالم جوهان هيردر: جاءت كتابات العالم جوهان هيردر لتأكيد فكرة التميز بين السلالات البشرية من جهة التركيب الجسمي، والاختلاف بينها بمدى التأثر بمظاهر المدنية، وعلى هذا الأساس، يرى هيردر أن ثمة سلالات بشرية خلقت للرقي، وسلالات أخرى قضي عليها بالتأخر والانحطاط.

لقد تميز عصر النهضة الأوروبية، بظواهر لها تأثير في تكوين نظريات حديثة عن العالم والإنسان، وهي أن المؤرخين اتفقوا، على الرغم من اختلاف وجهات نظرهم، على دعم فلسفة العصور الوسطى اللاهوتية، التي أعاقت فضول العقل الإنساني إلى معرفة أصول الأشياء ومصادرها، وتكوين الطبيعة وقوانينها، وصفات الإنسان الجسمية والعقلية والفكرية والأخلاقية.


شارك المقالة: