نشأة نموذج التركيز على المهام بخدمة الجماعة في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


ظهر نموذج التركيز على المهام في الخدمة الاجتماعية في بداية السبعينات كشكل من أشكال المزاولة المهنية في الخدمة الاجتماعية، وكان أول عرض لهذا النموذج في كتاب لويليام ريد.

نشأة نموذج التركيز على المهام وارتباطه بخدمة الجماعة في الخدمة الاجتماعية

قد اشتق هذا النموذج من خلال المعرفة والأساليب الفنية التي كانت سائدة في نهاية الستينيات متمثلة في النظرية السيكوديناميكة، ونموذج حل المشكلة، النظرية السلوكية، وكذلك نتائج البحوث المختلفة، هذا بالإضافة إلى أن الأحداث التي كانت موجودة في ذلك الوقت ومنها أثرت في الطريقة التي تطور بها النموذج بمعنى أن النموذج أعطى اهتماماً كبيراً للمشكلات التي كانت سائدة في ذلك الوقت، كما وجه النظر إلى حق العملاء في المشاركة بحرية في علاج المشكلات التي تواجههم.

اعتمد هذا النموذج على عاملين ساعدا على سرعة انتشاره أولهما البناء المحدد للوقت، وثانيهما الاعتماد على تكنيكات العلاج القصير لمساعدة الأفراد على تحديد المهام اللازمة لحل المشكلات التي تواجههم وكذلك تحديد الأنشطة اللازمة لتنفيذ هذه المهام.

ومنذ ظهور هذا النموذج كانت هناك جهود بحثية مستمرة جادة لتطويره وقد قامت مدرسة الخدمة الاجتماعية بجامعة شيكاغو بجزء كبير من هذه الجهود وقامت بضم نموذج التركيز على المهام ضمن برامج تعليم طلاب الخدمة الاجتماعية.

وقام الطلاب بتطبيقه على أكثر من ألف حالة في العيادات النفسية والطبية وإدارات الخدمة الاجتماعية المدرسية، كما قام طلاب مرحلة الدكتوراه في ذلك الوقت بتنفيذ مشروعات مرتبطة بهذا النموذج، ومن ناحية أخرى فقد تكون الجانب الآخر ﻷبحاث نموذج التركيز على المهام الموجودة المبذولة لتطويره من برامج ومشرعات قام بقيادتها الممارسون للخدمة الاجتماعية والباحثين في مختلف المواقع.

وقد استخدم هذا النموذج للممارسة في المجتمع مع الجماعات والأسر وكذلك كأسلوب ﻹدارة المؤسسات ومع الأطفال والمراهقين والبالغين وكبار السن وذلك في معظم مجالات ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية، ورغم مرور أكثر من 25 عاماً على ظهور هذا النموذج في المجتمع وما حققه من نتائج طيبة وفعالة في الممارسة المهنية لمهنة الخدمة الاجتماعية ورغم استخدام هذا النموذج إلا أنه في حاجة إلى إعادة تجريب وممارسة مع مشكلات متعددة حتى تثبت فاعليته بشكل يمكن الاعتماد على نتائجه.

فقد تعرضت ممارسة الخدمة الاجتماعية للعديد من الانتقادات كان من أهمها أنها ليست مهنة فعالة في تحقيق أهدافها وأن العلاج يستغرق وقتاً طويلاً وجهداً لا يتماشى مع طبيعة السرعة التي يتسم بها عصرنا الحالي، كما أنها لا تمتلك الأساليب الفنية القادرة على تعديل سلوك الأفراد أو إحداث التعديل المناسب في البيئة الاجتماعية.

وكذلك أنها لم تعطي الاهتمام الكافي لبعض المشكلات الهامة في المجتمع، ومن هنا حاولت المهنة تكوين بعض النماذج المهنية واختبار فاعليتها في مجالات معينة كالطفولة، الأسرة، جماعات النشاط المدرسي والأحداث، وغيرها من المجالت التي أدت إلى تراكمات معرفية وزيادة في خبرات الممارسة.

نموذج التركيز على المهام وعلاقته بطرق الخدمة الاجتماعية

ولما كانت طريقة خدمة الجماعة إحدى طرق مهنة الخدمة الاجتماعية فقد تطورت وفقاً لهذا التطور الذي مرت به المهنة نفسها وأصبح لها نماذج مهنية خاصة بها محاولة اختبار فاعليتها في مختلف المجتمعات والمجالات لتساير أحدث التقنيات التكنولوجية والمتغيرات العالمية التي تمر بها دول العالم أجمع.

وكان من بين نماذج المهنة بصفة عامة وطريقة خدمة الجماعة بصفة خاصة نموذج التركيز على المهام، ويعتبر هذا النموذج منهج للمارسة ذو إطار عمل واضح ومحدد وموجه للممارس أخصائي الجماعة أثناء تدخله المهني ويرتبط بمنهجية حل المشكلة وفقاً لما يمتلكه أعضاء الجماعة من إمكانات وقدرات وخبرات وفهم للمشكلات الاجتماعية التي يتعرضون إليها وما يمكن أن يقدمه الأخصائي من مساعدات وتوجيهات في حدود أهداف الجماعة وإمكاناتها وسياسة المؤسسة والوقت الزمني المناسب.

وما يجب الإشارة إليه أن استراتيجية نموذج التركيز على المهام يتم اجراء بعض التعديلات عليها وذلك من أجل استخدامها للعمل مع الأنواع المختلفة من الجماعات والتي تركز على العمل مع المشكلات التي يحددها أعضاء الجماعة في الخدمة الاجتماعية، وهناك دراسات أشارت إلى أن المبادئ التي يعتمد عليها النموذج تطبق في أي موقف تشمل مشكلات ﻷعضاء متفاعلين في جماعة.

هذا والجماعات التي تطبق استراتيجية التركيز على المهام تستخدم العملية العلاجية من أجل تحقيق المزيد من الأنشطة الرئيسية للنموذج، فالأخصائي الاجتماعي يوجه أعضاء الجماعة ويساعد كل منهم الآخر في تحديد المشكلات وتخطيط المهام وتنفيذها وتحديد معوقات الإنجاز ومراجعة التقدم في أداء المهمة، فالأخصائي دوره يتمثل في أحداث تأثير في أعضاء الجماعة التي يعمل معها من خلال استخدام العملية الجماعية.


شارك المقالة: