نشأة وتطور الاهتمام بمرحلة الشيخوخة

اقرأ في هذا المقال


تعتبر مرحلة الشيخوخة مرحلة ضرورية من مراحل الحياة، إذ تحتوي على صفات وتحوّلات بدنية ونفسية وعقلية واجتماعية مستحقة بالدراسة والبحث، ولقد بدأت الأهمية بهذه المرحلة منذ العهد القديم حتى أحدث الدراسات في بعض المجتمعات التي أجريت دراستها على مجموعة من المسنين، من حيث الصعوبات التي تواجههم ومعرفة تلبية حاجاتهم.

نشأة وتطور الاهتمام بمرحلة الشيخوخة

إن الأهمية والتفكير بدراسة مرحلة الشيخوخة بدأت منذ عهود قديمة فبدأت تزخر بالعديد من اللوحات الأدبية التي تبيّن مرحلة الشيخوخة بكافة معاناتها وعجزها، وما تؤثر على نفسية المسن من مرارة وإحساسه بالوحدة والانعزال، كما أن الحضارات السالفة مثل اليونانيين والرمانيين اهتموا أيضاً بسلوكيات كبار السن لذا كشفت فيها دراسات دقيقة ومثيرة متصلة بعمر المسن لكنها ذات فكرة فلسفية.

نعتقد بأن أول كتاب تحدث عن الشيخوخة نشر بالإنجليزية حيث أصدره سيرجون فلوير عام 1824 تم وصف فيه حالة البدن والعقل في هذه المرحلة، أما التركيز الحقيقي بإجراء الدراسات العلمية عن مرحلة الشيخوخة كان على يد فلورنس في تأليف وهو كتاب يتحدث عن الشيخوخة البشرية عام 1860 بحيث درس الشيخوخة وكيفية انتشارها بين السكان على الكرة الأرضية، وبعد طور كتاباته للتحدث عن الصعوبات الاجتماعية الي تعرقل كبار السن وتعيقهم.

كان لتطور العلوم موجه في تكبير نطاقها البالغ في التوجه إلى دراسة كبار السن بصورة علمية مما أدى إلى بيان علم الشيخوخة الذي يركز بدراسة معيقات كبار السن وإشباع حاجاتهم، وما تجسد ذلك في ظهور عدة مؤلفات في هذا المجال من بينها كتاب معيقات السن، وكتاب التطور والموت.

وكان بداية حقيقية للدراسات البيولوجية والنفسية المختصة بكبار السن وكان له تأثير عظيم على توجيه اهتمام الباحثين لدراسة هذه المرحلة فظهرت مؤلفات أخرى مثل كتاب صعوبات كبار السن عام 1939 وتبيّن فيها مقصود علم الشيخوخة.

وفي عام 1941 تم عقد مؤتمر المؤسسة القومية للصحة تناولت فيه موضوعات تتصل بالشيخوخة كأهمية الطب النفسي لكبار السن والنواحي الاجتماعية المختصة بهم، واستمرت الدراسات من قبل الباحثين والجمعيات العلمية حتى تم تكوين دوريات علمية مختصة في توزيع البحوث بشأن الشيخوخة، والنظر في الصعوبات التي تواجه كبار السن والعمل على الحد منها.


شارك المقالة: