نظرية الانتشار ودورها في التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


ظهرت نظرية الانتشار في الدراسات الأنثروبولوجية وتنطلق من محاولة تفسير وتطور ونمو الثقافات الإنسانية ويردها إلى مصادرها الرئيسية وذلك من خلال انتشار السمات والعناصر الثقافية من مركز أو مراكز ثقافية إلى ثقافات أخرى.

نظرية الانتشار ودورها في التغير الاجتماعي عند كروبر:

يرى كروبر أنه هناك اختلاف في انتقال الثقافة من جيل إلى آخر في المجتمع الواحد، العامل الأول هو التركيز على المكان في حين أن الثانية تركز على العامل الزمني، وقد عدد أصحاب هذا الاتجاه عوامل متعددة من أجل انتقال السمات والصفات الثقافية من جماعة إلى أخرى مثل: التجارة والاستعمار ووسائل الاتصال بأشكالها المتعددة.
تنقسم المدرسة الانتشارية إلى قسمين وكل قسم يرتبط ببلد قسم يرتبط بألمانيا وقسم بإنجلترا حيث أن المدرسة الإنجليزية هناك مركز واحد لجميع الثقافات والحضارات، في حين أن المدرسة الألمانية تفرض انبثاق الحضارات والثقافات الإنسانية من مراكز ثقافية متعددة.

المدرسة الإنجليزية والمدرسة الألمانية ودورهما في التغير الاجتماعي:

المدرسة الإنجليزية والتي يمثلها العالم ايليوت سميث حيث يعتبر أن الحضارة المصرية الفرعونية من عام 3000 قبل الميلاد هي التي شكلت المركز الثقافي المهم الذي تأثرت به جميع الحضارات والثقافات الإنسانية في جميع دول العالم.
حيث إن الثقافة المصرية الفرعونية ذاع انتشارها في الشرق لتصل إلى الهند والصين وذلك من خلال بلاد الشام وبلاد الرافدين، وذاع انتشارها إلى الشمال لتصل بشكل خاص إلى اليونان وذلك من خلال قبرص وينظر المهتمين بهذه النظرية وأصحاب المدرسة الإنجليزية إلى عملية التغير الاجتماعي والثقافي التي تحصل في جميع البلدان على أنها أخذت وبنت هذه الحضارات من خلال الحضارة المركز والتي تتمثل بالحضارة المصرية الفرعونية.
المدرسة الألمانية والتي يمثله العالم شميث ويرى أصحاب هذه المدرسة أن الثقافات الإنسانية من الممكن أن تتطور وتتغير من أصول ثقافية متعددة ومختلفة، ويعتقد أصحاب المدرسة الألمانية بوجود مراكز حضارية متعددة ومختلفة كل من هذه الحضارات وجد بشكل مستقل عن الأخرى، مثل: الحضارة الصينية وحضارة ما بلاد الرافدين والحضارة المصرية الفرعونية وأن جميع هذه الحضارات هي في الأساس مركز للحضارة سابقة.
على الرغم من أن أصحاب النظرية الانتشارية يركزون على الصلة بين الثقافات الإنسانية ولكن من الممكن استخدام مفهوم الانتشار الثقافي بين جميع أجزاء المجتمع الواحد وفي قطاعاته المختلفة، فمن الممكن تتبع انتقال السمات الثقافية من المراكز الحضارية إلى الريف والبادية.


شارك المقالة: