اقرأ في هذا المقال
تركز النظرية المادية التاريخية على التغير الاجتماعي الذي يحدث بشكل فوري والتي تنقل المجتمع من حالة إلى حالة مخالفة بشكل تام، كما أن النظرية المادية التاريخية تركز على الصراع، وجود الصراع يعد هو المحرك الأساسي لأي مجتمع وتاريخ المجتمعات هو في الأصل تاريخ الصراع بين الطبقات الاجتماعية.
إسهامات النظرية المادية التاريخية ودورها في التغير الاجتماعي:
تعود الصيغة الاساسية في النظرية المادية التاريخية إلى مجموعة من إسهامات كارل ماركس واستمرت هذه الصياغة بالتطور والحذف او الإضافة إلى هذا اليوم.
قامت الكثير من القضايا المادية في النظر في النظرية المادية التاريخية والأساليب التحليلية التي استخدمتها في تفسير عمليات التغير الاجتماعي والثقافي في العالم الثالث على صورتين من صور تحليل المادة التاريخية في التغير الاجتماعي والثقافي.
الصورة الأولى وهي صورة الماركسية الكلاسيكية والصورة الثانية هي صورة المرتبطة بتحليل التغير الاجتماعي في العالم الثالث فيما يعتبر أو ما سميت بنظرية النمو المتكافئ أو نظرية النسق الرأسمالي العالمي.
نظرت النظرية الماركسية إلى الحياة الاجتماعية على أنها مستمرة الحركة وتتمثل حركتها بشكل خاص من أشكال حركات المادة وأنها تحتوي في داخلها على مجموعة من دوافع التغير الاجتماعي والثقافي و تنطبق عليها نفس قوانين حركة المادة.
ترى النظرية الماركسية أنه تم تأسيس المجتمع على أساس اقتصادي ويتم حصر العلاقات في المجتمع من خلال مجموعات علاقات الإنتاج وأنماط الإنتاج السائدة في المرحلة التاريخية.
ويعتبر الاقتصاد هو الأساس التي يركز عليها المجتمع ورقيه وتطوره وتقدمه ويعتبر الشكل الأساسي لجميع عناصر البناء الاجتماعي الأخرى التي أطلق عليها كارل ماركس عناصر البناء الفوقي مثل: القانون والدولة والأسرة والثقافة في داخل المجتمع.
يحدث التغير الاجتماعي في المجتمع مثل انعكاس التغير الذي يطرأ على أساس المجتمع الاقتصادي أو البنية التحتية في مرحلة من مراحل التطور التي تدخل بقوة الإنتاج في المجتمع في تناقض مع علاقات الإنتاج السائدة.
أي أن علاقات الإنتاج تصبح غير ملائمة من أجل التطورات التي حدثت في قوة الإنتاج، ولذلك فلابد أن تتغير علاقات الإنتاج وأن تتغير معها كل عناصر البناء الفوقية التي تدعم هذا التغير الاجتماعي والثقافي الجديد وتقوم بحمايتها.
وبالتالي تحدث الثورة التي تعمل على نقل المجتمع من مرحلة إلى مرحلة أخرى وبالتالي يشهد المجتمع في كل مرحلة من مراحل تطوره وجود طبقتين متعارضتين واحدة من قوة الإنتاج الأخرى تشغل هذه القوة وتولد فائض يعني على الطبقة المالكة.
نادي التحول من مرحلة إلى مرحلة أخرى إلى ظهور مجموعة من التغيرات في التركيب الطبقية من خلال ظهور طبقة جديدة تقود ثورة التغيير الاجتماعي والثقافي لتصبح هذه الطبقة المالكة أو المهيمنة في المرحلة الجديدة في داخل المجتمعات.
وقد قام كارل ماركس بالتميز في تاريخ المجتمعات بين خمس مراحل تبدأ بالمرحلة البدائية أو المشاية البدائية ومرحلة الإنتاج الآسيوية والمرحلة الإقطاعية والمرحلة الرأسمالية، ثم المرحلة الشيوعية التي تتميز كل مرحلة من هذه المراحل بوجود نمط إنتاجي معين وجود طبقتين متعارضتين.
دور الصراع في التغير الاجتماعي:
حيث يرى كارل ماركس أن الصراع طبقي هو حالة طبيعية في جميع المجتمعات ويعد الصراع هو المحرك الأساسي للتاريخ، بعد ما كان التناقض الاجتماعي هو المحرك وهذا التناقض يكون بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج هو ما يحرك البناء الاجتماعي ويجعله يتغير فإن الصراع الطبقي ينجز هذه المهمة.
إن المجتمعات الإنسانية لا يمكن أن تتغير إلا من خلال وعي الأفراد وأن مهمة التغير الاجتماعي والثقافي من مرحلة إلى أخرى تقع دائما على عاتق طبقة معينة، فالطبقة البرجوازية هي التي قادت التغير من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي ويفترض كارل ماركس أن الطبقة العاملة هي التي ستقود التحول إلى عالم والنظام الشيوعي.
الصراع يعبر عن نوع من الرفض أو التمرد أو حتى الرغبة في التفوق وجود نوع من التناقضات؛ تدخل العلاقات في دائرة من الارتباك، حيث تندفع العاصفة في الاتجاه المعاكس، على عكس ما هو مقبول، مع تلبية الاحتياجات المختلفة هذا يعني حدوث نزاعات مباشرة أو غير مباشرة؛ بين الأقطاب الكهربائية التي تستجيب لهذه النغمة الحركية صراع التناقضات التي ينتج طاقة كافية لتعبئة المواقف لإحداث التغير الاجتماعي والثقافي تجاه شيء قد يكون معروفًا في أغلب الأحيان.