النزعة التعبيرية للخطوط العربية:
لقد كانت الزخارف والهندسة المعمارية عبارة عن خطوط عربية رسم فيها الخطاط والكاتب العربي أجمل الخطوط التي انطلقت فيه الزخرفة ليرسم فيه الخطاط قباب المساجد والتي كانت عبارة عن خطوط عربية يظهر جمالها في صعوبة قراءة تلك الخطوط.
1- النزعة التعبيرية:
وتعرف النزعة التعبيرية: بأنها هي التعبير عن القوة الجسمية وإظهار الانفعالات النفسية والتغييرات التي تطرأ على الوجوه البشرية وهذا ما برع به الفنان الواسطي في مشهد (أبو زيد السروجي) الذي يشكو من ابنه أمام القاضي، فقد نقل الجو النفسي حيثُ الانفعالات المختلفة بادية على وجوه الجالسين أمام القاضي.
أما عن الرسم والتعبير في ذلك الوقت فقد كان يرى أن الأنف يرسم بخط أبيض وتبرز من خلالها العيون وخصوصاً أهدابها وكثيراً ما كانت تلك الوجوه تظهر بوضع جانبي، وقد أفلح المصورون العراقيون والرسامين الخطاطين في التعبير عن ملامح الأجسام والوجوه الشخصية وحركات الأيدي.
هذا ولقد نجح الفنان والخطاط العربي المسلم نجاحاً باهراً في ترجمة الانفعالات النفسية في الوجوه الإنسانية والحيوانية، وقد اهتم ذلك الفنان بقسمات الوجوه، وربما نلحظ في مخطوطات عربية أخرى محاولات رائعة في طريقة رسم الملامح المعبرة عن الانفعالات النفسية وأضاع الأجسام وتقاسيم الوجوه.
وقد ساد نظام التعارض في التلوين كوسيلة تعبيرية، فالنزعة التعبيرية هي محاولة للكشف عن الذات بالمبالغة في رسم الأجسام.
النزعة الزخرفية المجردة:
النزعة الزخرفية المجردة: لقد اهتم المصور العربي المسلم في تزويق رسومه فزين عمائره وأثاثه وملابس أشخاصه بالزخارف الهندسية والنباتية. فبدأت بعض أشكاله بوحدات زخرفية مجردة، ويهتم المصور في هذا الاتجاه في زخرفة الثياب ونقش الأواني وتزيين الجدران ويظهر أحياناً طابوق البناء.
كان العلماء والخبراء بالخط يقصدون من ذلك إشباع الرغبة الجمالية لدى المتأمل لها وزيادة الاستمتاع بها وفضلاً عن ذلك فهي تضيف للنصوص روعة وإحساساً بالجمال.
لقد أصبحت الصورة العربية الإسلامية ذات طابع زخرفي في تصميمها ووجدناها تؤدي وظيفتها الأساسية في الفكر الإسلامي وتوصلنا إلى نظام في إحياء التراث؛ لهذا نجد فيها معنى عميقاً مليئاً بالقيم الإنسانية وكثيراً ما وصف الفن الإسلامي بالفن الزخرفي واستخدمت الزخرفة في رسوم مدرسة بغداد.
لقد استخدمت الزخرفة المجردة في المخطوطات البيزنطية المسيحية التي تأثرت بها مخطوطة مقامات الحريري المؤرخ بمطلع القرن الثالث عشر وخواص العقاقير المؤرخ بالقرن الثاني عشر، ومقامات الحريري في العصر المملوكي، حيث تبدو الأشجار في صور مدرسة بغداد بأغصان وأوراق زخرفية مجردة، واستخدم الرمز كعنصر زخرفي في تأليف بعض أشكالها.
ومن هنا فإننا نرى أن المدرسة البغدادية هي أكثر من اهتم خطاطوها بالزخرفة بالخط العربي الذي تطور وعبر عنه الفنان العربي بأجمل الخطوط.