نموذج النقد الفني عند أندرسون:
قدم أندرسون هذه الطريقة في دراسة مبدئية في عام 1988 م، وبعد ذلك بسّط هذه الطريقة في دراسة نشرت في مجلة دراسات في التربية الفنية، ورأى اندرسون كما ذُكر أن هذه الطريقة تطبق بالمدارس من خلال نظرية التربية الفنية المبنية على الفن، والطريقة التي اقترحها استفادت كثيرة من طريقة فلدمان السابقة، والاختلاف بين الطريقتين ينحصر في عدد المراحل التي تشتمل عليها كل طريقة، إذ أن أندرسون لم يكتف بأربع مراحل لعملية النقد الفني بل كانت خمس مراحل.
ما هي مراحل نموذج أندرسون في النقد الفني؟
- ردة الفعل (Reaction): عرف أندرسون ردة الفعل أنها هي مرحلة يبدأ بها المشاهد للعمل الفني إعجابه بالعمل، وربما يبدأ بتشبيهه بشيء سابق، أو يؤكد غرابة العمل وغموضه، وهذا يحدث بمجرد أن يرى المشاهد العمل الفني أمامه. وأضاف إلى أن هذه المرحلة الأولى تكون “التفاعل” من الإستجابة الحديثة التقييمية نعم، ذلك يذكرني بكذا أو يشبه كذا ( وفي الواقع إن ذلك يسمى تفاعل).
- التحليل الإدراكي (Perceptual Analysis): هذه المرحلة تتكون من عمليات وصف الأهداف أو القيم التي يمكن ملاحظتها، والتي سببت في حدوث إستجابة أولية، ويبدأ التحليل الإدراكي بتمثيل الخواص البديهية الواضحة التي من شأنها أن تجذب المشاهد إليها، والتي تشمل موضوع ومحتوى العمل الفني، والعناصر المرئية الأساسية، وجميع الأساليب الواضحة في العمل الفني، ويجب التعمق في هذا التحليل الإدراكي، للتعامل مع القيم الدقيقة التي من شأنها أن تظهر أثناء عملية النقد، والفكرة الأولية للحكم الإنفعالي في هذه العملية، وذلك بسبب ما يتم اكتشافه من أدلة خفية، كما أن من الواجب أن يوضع هذا التغيير اعتبار.
- التفسير الشخصي (Interpretation Personal): يذكر أندرسون أنه من الممكن أن يتم ظهور المعنى في مرحلة التفسير الشخصي أو سقوطه، وفي الحقيقة أن المعنى مكون من معلومات فكرية تم تجميعها عن طريق الإستجابة الأولى والتحليل الذي تكون من شكل ومحتوى العمل الفني، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة تغيير أساسي في الإدراك وعمليته، كما وينبغي في مرحلة الإسقاط الإبداعي في العملية النقدية أن يرجع الشخص إلى الدليل البصري لوجوب التأكد من أن الطالب لم يبعد عن أصل الحدث رهن النقد؛ فالتفسير الممتاز يولد خيرات مرتبطة ذاتية، ويفترض أشكال لها معاني مقصودة، كما أن العمل الفني ليس مجرد شكل سطحي؛ بل يحمل معاني أكثر.
- الفحص السياقي (Contextual Examination): وفيها يكلف المعلم الطلبة بإجراء الأبحاث في مجال المعلومات السياقية أو التاريخية المتصلة بالعمل أو الحدث، ويمكن أن يقوم المعلم نفسه بتقديم هذه المعلومات، وتسمى هذه المرحلة الفحص القريني أو السياقي. ونوه أندرسون عام 1993 إلى أن هذه المرحلة تعمل على إضافة منظور للظروف المحيطة بإنتاج العمل منذ إبتداعه، وتشمل هذه المرحلة الإجابة عن الأسئلة التالية وهي: من صنع العمل؟ أو ابتكره؟ وما العمل؟ ومم صنع؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟ وكيف؟ وهذه الأسلة كلها والأجوبة جميعها عبارة عن معلومات تجمع (عن) العمل وليست (من) العمل الفني.
- التركيب (Synthesis): تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة من مراحل النقد لدى أندرسون وتشتمل على عمليتين وهما:
- مرحلة القرار أو التثبيت (Resolution): وهي ما يتوصل به من حلول للتفسيرات المتطورة المتفاعلة، عن طريق الخبرات التي قد حددت من خلال الفحص السياقي، مع معرفة أن الخيال الظاهر القوي هو ما يستند إلى الطبيعة التمثيلية، وهو ما يعني إختلاف الأشياء لأشخاص مختلفين، وضرورة احترام وجهات نظر الطالب، والأخذ بتجميع المعاني في الاعتبار، وتطرح بعض الأسئلة الجمالية عند هذه النقطة، مثل هل للفنان كلمة أخيرة بالنسبة للمعنى في الأعمال الفنية؟ وهل الفنان يتمتع بحق كبير في تحديد المعنى مقارنة بالمشاهد المتعلم؟
2.مرحلة التقييم (Evaluation): النظرية الجمالية تعتبر أساسية بالنسبة لهذه العملية، ومن الواجب الأخذ بالنظريات الأخرى خلال إعطاء الحكم الموجز حول العمل الفني أياً كان، ويشمل ذلك النظريات التالية: التعبيرية والمحاكاتية والشكلية والمفاهمية والعملية، ومن الممكن أن ينتبه الطالب ويشير إلى المبالغة في تصوير الأشكال، وعشوائية اللون وحيوية الفرشاة، في إطار تعبيري لتوضيح قوة العمل، وهل يمكن التوسع في نطاق العمل الفني ليمتد إلى المجال الاجتماعي ؟ وهل الموضوع له مغزى بالنسبة للبشر؟ وهل الموضوع قليل الأهمية؟ وهل الخواص التقنية والتكوينية ضعيفة أو قوية؟ وكيف يؤثر التداول التقني للمحتوى على الموضوع؟
ومن الملائم في هذا الوقت تقييم خبرات مواجهة العمل، أي كيفية الدعم والتغيير للقيم والمدركات ذات الصلة أثناء العملية النقدية، وبالنسبة للتفسير فمن الواجب استناد جميع البيانات للأحكام على المعيار، وأن تتميز بالطابع المنطقي في مواجهة الأدلة التي يمكن ملاحظتها.