مبدأ النقد عند إدموند فيلدمان:
تعتبر طريقة إدموند فيلدمان في النقد الفني من الطرق الملائمة جداً لمبادئ النقد الفني التعليمي، وتناسب العملية التربوية في مراحلها العُمرية، وبخاصة مع خصائص المرحلة المتوسطة لفئة البحث. فهي مهمة، وهي والكثير من النقاد والفنانين والباحثين اتفقوا على أن نقد الأعمال الفنية يجب أن يمر بأربع مراحل كما لخصها فيلدمان وهي: الوصف والتحليل الشكلي والتفسير والحكم، وإدموند فيلدمان هو ناقد أمريكي يعد من أبرز الباحثين في مجال النقد الفني والفنونالبصرية والتشكيلية، وتعد طريقة إدموند فيلدمان من أكثر الطرق استخداماً في التربية الفنية من قبل الناقد والتربوي، فمعظم النقاد يجددون خطوات النقد الفني فيما يتوافق مع هذه الأربع خطوات، ويؤكد الكثير من الباحثين والنقاد أن مراحل النقد الفني تتداخل فيما بينها في بعض الأحيان، ولكنها لا بد أن تتوالى من الخاص إلى العام، ومن السهل إلى الصعب .
ما هي مراحل النقد عند إدموند فيلدمان؟
- الوصف: مرحلة الوصف تعتبر عملية ملاحظة ما هو واضح بشكل مرئي في العمل الفني، وإدراك مكونات وبيانات العمل، والتعرف على السمات العامة للوحة الفنية، وكذلك يقصد بالوصف إعطاء توصيف بسيط لما يحويه العمل الفني. ويعرف فيلدمان الوصف بأنه: “إجراء لعمل قائمة جرد لعناصر العمل الفني، أو عملية ملاحظة ما هو مرئي فيه مباشرة “. كما أكد فيلدمان على أن من الواجب على الناقد الفني أن تكون لغته غير مشحونة قدر الإمكان أي: إما يجب أن تخلو من التلميحات عن معنى أو قيمة ما قد وصف، وذكر أيضاً سبب تأجيل الإستنتاجات والمعاني هو التأكد من إكتمال الوصف قدر المستطاع، وحيث أن تكوين أي اعتبار عن المعنى في مرحلة الوصف يمنع من إتمام المرحلة، ويعيق إيجاد ما يمكن اكتشافه في العمل، وهذا من شأنه أن يجعل عملية النقد عملية مربكة جدا.
- التحليل الشكلي: يحاول الناقد في هذه المرحلة تجاوز الوصف، وينتقل إلى کشف العلاقات بين الأشياء الموصوفة، ويعرف فيلدمان التحليل بأنه: “جمع الأدلة لتأويل العمل الفني والحكم عليه”. كما يؤكد فيلدمان إلى أن التحليل الشكلي يهتم بالتعرف على القيم البنائية في العمل الفني، وكيفية تنظيم عناصره الفنية، وتحليل العلاقات القائمة بين الأشياء التي نستطيع رؤيتها مثل: الخطوط والأشكال والأحجام وعلاقات الظل والنور والشكل والأرضية والعلاقات اللونية وملامس السطوح والخطوط والزوايا والنسب المختلفة المحاور واتجاهات التكوين وطريقة تنظيم الفنان لتلك العناصر الفنية في العمل؛ لتساعدنا على الكشف عن المضامين والقيم التعبيرية والجمالية في العمل الفني.
- التفسير: تعتبر عملية التفسير من أكثر خطوات النقد الفني تعقيداً؛ ففيها يتم توضيح معنى ومضمون العمل الفني، ونستطيع من خلال التفسير التعرف على القيم الفنية مثل: الإتزان، الإيقاع، الوحدة في الأعمال الفنية، وكذلك التعرف على القيم التعبيرية والمعاني الناتجة من هذه القيم مثل: الصراع، الأضواء، الحركة، التكتل، التوهج. كما بين أن التفسير هو: “عملية إيجاد المعنى الشامل للعمل الفني الذي وصفة وحلله الناقد”.
وأكد أن الناقد الفني يبني الأعمال الفنية على ماهية العمل الفني، ومدى إثارته للجدل، والألفاظ الملائمة للتحدث عنه، وتحميله عدة مضامين، وإمكانية تفسيره بعدة تفسيرات، إذ أن تفسير النقاد في بعض الأحيان غير متفق، بل متعارض، فالتفسير يتأثر بحالة الناقد وظروفه، ويهدف التفسير إلى شرح العمل الفني ليفهم من قبل المشاهد، ويجب أن يكتفي الناقد بعرض التفسيرات المناسبة، ولا يضخم حجم التفسير، والناقد حينما يفسر الأعمال الفنية فإنه بذلك يساعد بشكل كبير في تفسير المعنى الفني، وإن اختلفت الأزمان والأشخاص، وتعتبر عملية التفسير قابلة لأن تصحح فيما بعد.
- الحكم: عرف فيلدمان الحكم بأنه “إعطاء العمل مرتبة بالنسبة إلى الأعمال الأخرى من النوع نفسه”. حينما يعطي حکماً نقدياً على عمل فني فمن الواجب أن ينسب إلى عدد كبير من أعمال مشابهة، فبعض النقاد يقع في خطأ كبير في الرجوع إلى أعمال فنية حديثة؛ فالأصح أن يعتمد على نطاق أوسع من المواضيع المماثلة في الزمان والمكان، فنطاق المواضيع المماثلة في هذا الزمان يعتبر كماً هائلاً، لذلك يعتبر معرفة الكثير من تاريخ الفن دعم كبير للحكم النقدي للناقد، ومقارنة الأعمال الحاضرة بأفضل أعمال الماضي لا تعني محاكاة الماضي ضمناً، بل بشكل عقلاني للوصول إلى الفخامة، ويجب معرفة كذلك التقنيات الملائمة، فإن الفخامة التقنية تعني بالمنطق استخدام الأدوات والخامات، والتوافق الشديد بين مظهر، ومعنى، ووظيفة العمل الفني.