دول أجنبية وعربية تكتب بالخط العربي

اقرأ في هذا المقال


ما هي الدول الأجنبية والعربية التي كتبت بالخط العربي؟

لقد كان لانتشار الإسلام عبر حدود الجزيرة العربية أثر كبير في انتشار خط لغة القرآن الكريم وهي خطوط اللغة العربية، كانت هذه الخطوط في البداية محصورة بين أنحاء الجزيرة ومن ثم انتشر إلى بلاد الشام والعراق ومصر، وقد انتقل إلى حدود أفريقيا التي جعلت منه الخط الرسمي لتلك البلاد.

واكتشفت في بلاد أفريقيا العديد من الدول التي تكتب بالخطوط العربية، ومن بين تلك البلاد كانت المغرب التي كتبت بالخط المغربي ولكنه كان بالأصل الخط العربي، صحيح أن اللهجات وطريقة كتابة تلك الحروف اختلف من بلد لآخر إلا أنها استطاعت أن تحافظ على هيئة وترتيب تلك الخطوط.

1- تركيا:

لقد كان التركين قد تأثروا بالدين الإسلامي ودخلوا من ضمن البلاد التي كتبت بالحروف العربية، ومن أرض تركيا انطلق الرسم لتلك الحروف وزخرفتها دون تحريف فقد وجد الكثير من الخطاطون الذين رسموا تلك الخطوط بأشكالٍ هندسية مزخرفة تزين بها مساجد تركيا المعروفة.

وكان السبب الديني هو الذي جعل من تلك الخطوط شهرة واسعة منحته الدقة والجمال الشكلي، وكان من أشهر من عمل بالخط العربي الخطاط محمد كمال وقد أضاف حروفاً للخط العربي، كما أنه عدل على الفتحة والكسرة، ووضع لها حروفاً خاصة ألحقها بحروف العلة.

ومن بين الكتب التي كتبت بالخطوط العربية ديوان مير علي وكان ذلك في القرن التاسع للهجرة، كما كان من بين تلك الكتب (كتاب تاريخ التتر الموسوم بشجرة الترك). فقليل ما نجد مسجد يخلوا من الزخرفة على المساجد بالآيات القرآنية، وكذلك بعض الأدعية التي ترسم بخطوط تلفت انتباه الزائر بخطوطها الجميلة.

بما أن الخطوط العربية نتجت من دين عريق وأغلب أهل تركيا تدينوا بالدين الإسلامي، فقد عرف العلماء العرب كغيرهم أن مصدر إلهام العلماء التركيين في كتابة خطوطهم كان من القرآن الكريم والعلماء المسلمين الذين برعوا بتزيين المساجد والمدارس بالخطوط العربية.

لا يغيب عن الأذهان الرسم العثماني للقرآن الكريم والتي أخذها كثير من العلماء في رسم المصاحف على أسلوب أهل تركيا في رسمهم للمصاحف، كما فتحوا العديد من المدارس لتعليم الطلاب الخطوط العربية وأصولها كذلك أشكالها وأسلوب تلك الخطوط.، ومن الخطوط التي رسموا فيها خط الثلث والخط الفارسي الذي استخدموا فيه الهندسة لرسم تلك الخطوط الجميلة، بالإضافة إلى خط النسخ.

2- الهند:

لقد حرص العرب والمسلمين على نشر الإسلام في آسيا وإفريقيا وكان من غير الممكن تعلم أصول الدين الإسلامي بدون خطوط ترسم أصول الخطوط العربية ليمنعوا التحريف في قراءة المصاحف الشريفة، ونظراً لذلك فقد فتحت المدارس الدينية التي يتعلمون عن طريقها أصول الخط العربي.

هذا ولقد أضاف العلماء  والخطاطون الهنود عدد من حروف الهجاء تقدر بسبعة حروف، فحروف الهجاء عندهم تقدر بحوالي خمسة وثلاثين حرفاً، وقد كان الخط الفارسي من أهم الخطوط التي كتب بها أهل الهند لم تختلف الخطوط في الهند عن غيرها من البلاد المسلمة والعربية إلا أن لفظ تلك الحروف يختلف قليلاً مع تغير بسيط في شكل الكتابة لتلك الخطوط، وفي العصر الحديث نلاحظ بعض الكلمات العربية لتلك الخطوط.

لقد وجدت العديد من المدارس التي تدرس تلك الخطوط وقد استوعبت المساجد العديد من طلاب العلم لدراسة الخطوط وكتاباتها، كما أن النقوش العربية والتي سطرت حروفها على المباني والمساجد والأواني في البيوت لم تخلوا منها تلك الحروف العربية الجميلة.

أما في العصر الحديث ومع تطور العلوم المختلفة فقد قل الاهتمام بتعلم تلك الخطوط وأصولها. لكن مع هذا فقد وجد بعض لهواة لتعلم تلك الخطوط. ومعرفة أصول الدين من خلال تلك الخطوط.

3- إيران:

لقد شاع الإسلام وانتشر في مدن إيران والتي عن طريقها تم تعلم الخطوط العربية وكان من بين الخطوط التي اهتم بها أهل إيران، هو الخط الفارسي الذي منحهم تميزاً في النقوش والكتابات الخطية والتي  ميزتهم عن غيرهم من البلدان التي اشتهر بها الكثير من الخطاطين ومنحوه هوية خاصة بهم.

ومع اختلاف لهجات تلك البلدان وتغير نظام الحروف في هيئة رسم الحروف عندهم، واللهجات التي يتكلمون بها إلا أن المسلمين والعلماء والخطاطون قد استطاعوا أن يحافظوا على تلك الحروف بخطوطها التي منحها الله تعالى قدرته بالحفاظ عليها وعلى حروف تلك اللغة بخطوطها العربية حيثُ قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) صدق الله العظيم.

لم تكن ولن تكون تلك الدول وحدها من كتبت بتلك الخطوط بل كان من بينها الصين، فرنسا، أمريكا ودول أوروبا هي من الدول التي تسابقت وخاصة بعد نشر الإسلام في إرساء قواعد وأصول الخطوط العربية في تلك البلاد. بالإضافة إلى إيطالياوبريطانيا، وغيرها من الدول التي سطرت بحروف من نور كتابات عديدة وكتب لا تعد ولا تحصى بالخط العربي، وإن الاختلاف في كتبة بعض الحروف يعود للاستعمار الذي غير في كتابة بعض الخطوط وكذلك حروفه.

ما هي الأسباب التي ساعدت على انتشار الخطوط العربية لخارج حدود الجزيرة العربية؟

  • انتشار الإسلام خارج حدود الجزيرة العربية.
  • الاستعمار والاحتلال الذي جعل العرب يختلطون بالمستعمرين فيتعلموا المستعمرين الخطوط من العرب وينقلونها لبلادهم لكي يتعلموها.

شارك المقالة: