يذكر أنّ خالد عبد الرحمن كان يوما مدعوا لحضور حفل زفاف لأحد أبناء صديق له، وكان مدعوا لنفس الحفل الفنان عبادي الجوهر، وعندما التقيا دار بينهم حديث طويل، وأثناء حديثهما أخبر عبادي ملك الفن بالأغنية الجديدة التي يريد غنائها والتي كانت من كلمات الشاعرة نواره الوايلية، وعندما أسمعها عبادي لمخاوي الليل شعر أنّ خالد أعجب بها كثيرا لدرجه أنّه أحسّ بأنّ خالد تمنى ولو كانت هذه الكلمات له، وبحكم الصداقة القوية والعلاقة الوثيقة التي تربط النجمين تنازل عبادي عن الكلمات، وفعلا قام خالد بتلحينها وغنائها وتقديمها ضمن ألبومه الجديد “رفيع الذوق“، هذه الأغنية هي أغنية “وش عاد يفرق” التي تقول كلماتها:
كلمات أغنية وش عاد يفرق
كلمات: نواره الوايلية
ألحان: خالد عبدالرحمن
وش عاد يفرق لو تغيب … ماني من إحساسك قريب … والقلب مخلوق وجنا موته … ولا يعيش بعنا.
ماني من إحساسك قريب: دلالة هذا المقطع من الأغنية هو أنّه لم هنالك توافق وتواصل بين الحبيب وحبيبته، فمن ترك عِشقه وحُبّه فلا داعي أن يبقى على قد الحياة لأن الموت بالنسبة له أفضل من العيش بدون حبيب.
يا مدّعي بأنّي حبـيب … الروح ما تِبــــطي بِنا … أنا يا أنا لو كان تجهــــلني … فأنا نبضاً توسده العنا.
توسده العنا: أي رافقه ونام معه الليالي الطِوال، فلم يغادر وسادته التي ينام عليها، وهذا دليل على أنّ المغرم لا ينام ولا يرى النوم من شدة التفكير بمحبوبه، فيصبح هذا الأمر كالحمى التي تصيب المريض لا تغادره حتى يجد علاجها، وما أن ينهي من العلاج حتى تكون قد أنهكته من التعب والألم.
نفساً نهايتـــــها فينا … توّك تبي عنّي تغــــــيب … هديّت في روحي بِنا … الموت لأنفاســــــي دنّا.
أخلفت وعــــــود الهنا … ما كنت لك إلا طبيــب … أسرفت في ذبحي أنا … يا كيف تذبــــــح لك ظنا.
ظنا: هو لفظ يراد به الابن، فعلاقة العشاق ببعضهم تصل إلى مرتبة الارتباط ببعض كما يرتبط الأب بابنه أو ابنته، فهذه العلاقة هو علاقة قوية ليس من السهل قطعها أو تركها بسهولة.
توه بدأ عمــــره سنا … ما يعرف حظوظ ونصـــــيب … الحب مكتـوب هنا … توّك تبي عني تغــــــيب.
حبّك صـــواريخ وقنا … جروح عسرى ما تطيب … الموت يا خلي دنا … غيّب وش عاد يفّرق لو تغيب.