كيف حصل فناني ما قبل التاريخ على ألوانهم؟
اعتمد فنانو العصر الحجري على عدة أنواع مختلفة من المواد لصنع اللون من أجل رسمهم. حيث كانت مغرة الطين هي الصبغة الرئيسية لهم، وقدمت ثلاثة ألوان أساسية وهي: الأصفر والبني والعديد من درجات اللون الأحمر. وبالنسبة للصبغة السوداء، كانوا يستخدم الفنانون عادةً إما ثاني أكسيد المنجنيز أو الفحم، أو العظام المحترقة (المعروفة باسم العظام السوداء).
أما بالنسبة للصبغة البيضاء، استخدموا صخر الكاولين أو الكالسيت المطحون (الجير الأبيض). حيث تم طحن هذه الملونات أولاً إلى مسحوق (باستخدام عظام كتف الحيوانات كملاط)، ثم خلطها بمياه الكهف (عالية كربونات الكالسيوم) وعصير الخضروات والدهون الحيوانية والدم ونخاع العظام والبول لمساعدتها على الالتصاق بالكهف (الحائط). بالإضافة إلى ذلك، استخدموا الأملاح المعدنية مثل الفلسبار والبيوتايت، أو الكوارتز المطحون وفوسفات الكالسيوم (من عظام الحيوانات المكسرة)، وكان كل ذلك من أجل التوفير في الصباغ.
متى تم استخدام أصباغ اللون لأول مرة؟
كان الإنسان الحديث تشريحيًا (Homo sapiens sapiens) يبتكر ويمزج ويستخدم أصباغ الألوان منذ آلاف السنين قبل أن يبدأ الرسم أو الطباعة. حيت أنه تم اكتشاف “ورشة طلاء” عمرها 100000 عام في كهف بلومبوس، في جنوب إفريقيا، مكتملة بالعديد من البلورات والعظام والفحم وأحجار الطحن وأحجار المطرقة وحاويات أصداف البحر وأوعية خلط وغيرها من المواد، ولكن بدون دليل الرسم لكهف معاصر، وكان ذلك يشير إلى أن الأصباغ كانت تستخدم لهيئة اللوحة و الرسم على الوجه بدلاً من فن الكهوف.
كما وتم استكشاف المواقع الأثرية في أستراليا قبل الميلاد، مثل ملاجئ الصخور الصخرية في (Arnhem Land Malakunanja Nauwalabila)، حيث تم اكتشاف الكتل المستخدمة من صبغة المغرة الحمراء، ولكن لا توجد علامة على أي فن صخري للسكان الأصليين. بعبارة أخرى، بحلول الوقت الذي بدأ فيه الإنسان الحديث في إنشاء أول فن ما قبل التاريخ، كان لدى أقلية معقولة منهم بعض الخبرة في الحصول على مصادر، واستخراج ومزج الأصباغ للزينة الشخصية، إذ أنه لم يكن هناك شيء آخر. كذلك رافق كل ذلك اختراع أصباغ جديدة وتطورات أعظم الحركات في تاريخ الفن، وذلك من عصر النهضة، كما وجرب الفنانون ألوانًا لم يسبق لها مثيل في تاريخ الرسم.