مفهوم الخط المسند:
جاءت تسمية الخط بهذا الاسم لأن؛ حروفه ترسم على هيئة خطوط مسندة بلا أعمدة، لقد نشأ هذا الخط في اليمن وجنوب الجزيرة العربية، هذا وقد قسم الباحثون هذا الخط الى قسمين هما:
الأولى: مجموعة لهجة السين، وتشمل المعينية والحضرمية والقتبانية، وجاءت تسميتها بهذا الاسم لكثرة إدخالها لحرف السين في بدايات الأفعال وضمير الغائب مثل: سأكبر أي أكبر أي اختار كبيراً.
الثانية: مجموعة لهجة الهاء وتشمل اللهجة السبئية والحميرية، وهي تستخدم حرف الهاء بدلاً من السين في أول الفعل مثل أعطي، وقد شاعت هذه اللهجة في نقوش مأرب وظفار ناعط وهمدان.
ما هي أنواع الخط المسند؟
الخط اللحياني: وهو خط قبائل لحيان في منطقة شمال غرب الجزيرة العربية، ووجدت نقوشها في العلا ديدان.
خط ثمود: وهو خط كتابات القرنيين الثالث والرابع الميلادي، وسمي بهذا الاسم نسبة الى قوم ثمود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وقد شاع هذا الخط في كل من حائل وتبوك تيماء ومدائن صالح العلا وسيناء والطائف ومنطقة الصفا في سوريا، بالإضافة الى وادي الحمامات في مصر.
الخط الصفوي: سمي بهذا الاسم نسبة الى جبل الصفا في بلاد الشام، وقد شاع هذا النوع من الخط في القرون الثاني والثالث والرابع الميلادية، وقد اعتقد ابن دريد احب جمهرة اللغة أن الخط العربي كان قد انحدر من الخط المسند الحميري وسمي الخط العربي ب(الجزم) ؛ لأنه جزم أو اقتطع من المسند الحميري.
أما المؤرخ القلقشندي يقول “عندما سئل أهل الحيرة من أين تعلموا الخط العربي؟ قالوا: من أهل الأنبار، وعندما سئلوا: من أين تعلمها أهل الأنبار؟ قالوا: من أهل اليمن”.
وقد أطلق على خط لهجات هذه الأقوام اسم الخط المسند، والذي انقرضت لهجته، إلا بعض المفردات القليلة التي ما زالت متداولة في بعض القبائل اليمنية.
بهذه التقسيمات وتلك المقولات عن خط المسند نجد أن هذا الخط كغيره من الخطوط، حيث وجدنا فيه اختلاف الآراء حول نشأته وتطور مراحله ولهجاته وكذلك أنواعه، لكنهم في الحقيقة كانوا يتفقون من جهة نشأت هذا الخط، وتارة أخرى على أن هل أن هذا الخط هو أصل الخطوط العربية، أم أنهم اشتقوه من خطوط أخرى؟
لكن أكثر الآراء كانت تنص على أن الخط الكوفي واحداً من الخطوط العربية، أما عن نشأته فإنه قد نشأ وتطور في اليمن وانحائها.