مادة الأديم للكتابة والمواد الأخرى في العصر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


إن المواد التي تم الكتابة عليها في العصر الجاهلي كانت بحاجة إلى تصنيع مثل: الجلد، الورق، القماش بالإضافة إلى العسب. ربما تكون هذه الحقيقة قد هدتنا إلى تلمس المصادر التي كان العرب في الجاهلية يحصلون منها على هذه المواد.

ما هي المصادر التي كان يحصل عليها العرب على هذه المواد؟

  • هناك مصادر داخلية.
  • كذلك هنالك مصادر خارجية حسب رأي العلماء والباحثين.

من المعروف أن الشعب الصيني من أقدم شعوب العالم التي عرفت الورق وصناعته، لقد عرف الورق أيضاً في بلاد فارس والهند. أما عن الطريقة التي هدت العرب إلى معرفة هذا النوع من المواد فقد كان عن طريق التجارة في الجاهلية، فقد كان العرب في الجاهلية يستوردونه من بلاد الشرق الأقصى، لكن هذه الحقيقة البراهين على صحتها قليلة مما يدل على أن استخدام هذا النوع من مواد الخط في الجاهلية كانت قليلة.

ما هي مادة الأديم التي استخدمت في الكتابة؟

الأديم: فهو من مواد الكتابة التي كانت تنتج داخلياً وهو الجلد الأحمر المدبوغ، وقد كانوا يكتبون على الأديم، ومن أشهر الكتب التي كتبت عليه كان كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك كسرى، كما كانت مصاحف القرآن في جلود الظباء.

لقد كان القرآن الكريم مدوناً قبل جمعه في جلود وعظام وعسب وورق وغيرها، والواقع أنهم لم يجدوا وسيلة تصلح للكتابة إلا اتخذوها، وقد كانت بعض آيات الوحي مدونة في أقتاب ومفردها (قتب) وهو الإكاف الصغير على قدر سنام البعير، وكان هذا مألوفاً لدى العرب الجاهلية، ففي حديث أبي الفرج الأصفهاني أن المرقش الأكبر كتب على رحلة الأبيات التي أولها.

وهذه الوسائل الكتابية التي عرفها العرب منذ العصر الجاهلي وفي الصدر الأول للإسلام ظلت هي وسائل الناس إلى قرب نهاية القرن الثاني الهجري، أما استخدام ورق البردي للكتابة العربية في مصر بصفة خاصة، فقد بدأ منذ الفتح العربي لمصر، وأصبحت مدوناته في القرون الثلاثة الأولى للهجرة وثائق على جانب عظيم الأهمية بالنسبة للحياة المدنية في مصر في هذه الحقبة.

أما عن صناعة الورق في العراق وما والاها فالراجح أنها بدأت في مدينة سمرقند التي فتحها العرب في سنة 87 هجري، وأما متى بدأت هذه الصناعة فيها فتشير المصادر إلى الواقعة التي جرت بين العرب بقيادة زيادة بن صالح وبين أمراء الترك وحلفائهم الصينيين على ضفاف نهر طراز لسنة 134 هجري.

وكيف أن زيادة عاد إلى سمرقند بسبي من الصينيين كان فيهم من يعرف صناعة الكاغد أي (الورق) فاتخذها طريقة لصناعة الورق في بلادهم، ثم كثرت فصارت متجراً لأهل سمرقند، ومنها كان يحمل إلى سائر البلاد.

وقد أصبح هذا الكاغد معروفاً على نطاق واسع في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (170هجري – 193 هجري) فقد أمر ألا يكتب الناس إلا في الكاغد؛ لأن الجلود ونحوها تقبل المحو والإعادة فتقبل التزوير بخلاف الورق.


شارك المقالة: