تطور الخط العربي في بداية عهد الخلفاء الراشدين، حيثُ كتب زيد بن ثابت القرآن الكريم بالخط المقوّر وذلك في عهد أبو بكر الصديق، وقد كان العلماء في ذلك العصر يكتبون أيضاً بخط الجزم مع الخط المقوّر، وكان أبرز ما يميز كتابة عثمان بن عفّان للمصحف هو الرسم العثماني، حيثُ استمرّت ميزة الكتابة بالرسم العثماني حتى وقتنا الحاضر.
أما عن الوثائق التي وصلتنا من عصر الراشدين والتي لا يمكن الطعن في صحتها فهي تبدأ منذ زمن خلافة عمر بن الخطاب ويرجع أقدمها الى سنة 20 هجري_640 ميلادي، وآخرها يرجع الى آواخر عصر خلافة الإمام علي بن أبي طالب.
ماذا تشمل تلك الوثائق؟
تشمل الوثائق كل من المسكوكات، لفائف بردى، وأحجار. وبعد أن قام المسلمين بفتح سورية، العراق، مصر، ومنطقة شمال أفريقيا زمن الخلفاء الثلاثة الأوائل، انتقلت الخلافة الإسلامية الى الكوفة، وذلك في زمن الإمام علي بن أبي طالب وتم اتخاذها عاصمة للدولة من قبل سعيد بن أبي وقاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.
ما هي مميزات عصر الخلفاء الراشدين؟
تقدمت الفنون المعمارية التي أدخلت فيها عناصر الخط، النحت، التصوير والزخرفة، حيث كان العرب قد استعانوا في ذلك الوقت بفنانين وصنّاع الأمم المفتوحة، وممن تتلمذ عليهم من العرب أنفسهم.
لقد كان الفن آنذاك مزيجاً من الفنون البيزنطية، السورية والقبطية من جهة، وفنون الفرس في ايران والعراق من جهة أخرى، يُضاف الى ذلك ما كان عند العرب من عناصر فنيّةِ مشوبة بروح الإسلام، والتي كان من أهمها الخط العربي.
لم تكن النقوش الكتابية التي وجدت على الأبنية والتحف المختلفة ولم يكن المقصود بها دائماً إثبات اسم صاحب التحف او مؤسس البناء وتاريخه أو حتى التبرك ببعض الآيات القرآنية أو بعض العبارات المألوفة، بل أن الفتانين المسلمين استخدموا الخط والكتابة كعنصر حقيقي من عناصر الزخرفة.
كما أن الحروف العربية وجدت أصلح من غيرها لتلك الأغراض بما فيها من استقامة وانبساط، ويقال في ذلك أنه من المعروف أن العرب أفلحوا في أن يفرضوا لغتهم على معظم الأقاليم التي فتحوها، وإنهم حين لم يفلحوا في القضاء على تلك اللغات في كل طبقات الشعب في بعض البلاد التي دانت لهم، استطاعوا أن يحملوا تلك البلاد الى كتابة لغتها بالخط العربي، ولهذا انتشر الخط العربي في الإمبراطورية الإسلامية كلها.