الخط والكتابة في الإمبراطورية البيزنطية

اقرأ في هذا المقال


الخط والكتابة في الإمبراطورية البيزنطية:

في الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية الرومانية الغربية والتي تتعرض إلى ضربات عنيفة من البرابرة، والذين تمكنوا أخيراً من القضاء عليها، وقد كانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية قد نجحت في مجابهة العاصفة وأمنت لنفسها التواصل السياسي والثقافي حتى سقوط القسطنطينية بيد الأتراك العثمانيين في سنة 1453 ميلادي.

وقد حاول الأباطرة الطموحون للإمبراطورية الرومانية الشرقية أن يأخذوا من روما الدور القيادي في الخط والكتابة وكذلك من الناحية السياسية، لقد كان عصر الثقافة العظيمة للعصر القديم قد غرب وقد ساهم الإمبراطورية البيزنطيون بدورهم في هذا. ويقال أن الإمبراطور بوست ينيان أغلق المدرسة الفلسفية في أثينا وكان ذلك في سنة 529 ميلادي. بعد ذلك تلاشت الكثير من المدارس والمؤسسات الثقافية.

لقد بقيت (المكتبة الإمبراطورية) مركزاً لنسخ الكتب، وقد نشأت في ذلك العصر مكتبتان لنسخ الكتب ومن هؤلاء المكتبات مكتبة البطريركية في القسطنطينية ومكتبة دير ستود يون.

ومن الأسباب التي جعلت من المكتبة الإمبراطورية قد انتكست أنها أحرقت سنة 457 ميلادي وقد بقيت زمناً طويلاً وهي تحاول أن تستعيد قوتها، والسبب الآخر أنها انتكست ثانية خلال حروب الأيقونات في القرنين الثامن والتاسع للميلاد.

وفي مجال نسخ الكتب والمؤلفات فقد تميز بأهمية خاصة في القسطنطينية، وذلك الذي أسسه سنة 462 ميلادي الحاكم الروماني السابق ستود ديون، وبعد فترة مهمة من التطور في الدير وفي ورشة النسخ التابعة له حلت فترة من الجمود واستمرت حتى القرن السابع.

لقد نسخت العديد من الكتب وأرسلت من خلال الأديرة إلى أوروبا الغربية وخاصة مؤلفات كتب العصر القديم. بقيت الأديرة في أرجاء الإمبراطورية البيزنطية وخاصة في القسطنطينية، ويكمن ذلك بالضبط في أنها كانت تقوم بنسخ الكتب والمؤلفات القديمة، كما كانت بالإضافة لنسخ الكتب القديمة تقوم بترجمتها.

لقد كانوا يقومون بحفظ تلك الكتب لتكون من التراث العصري القديم، وقد كانت تلك الكتب لا يمكن أن تهمل في العصر البيزنطي. لقد قاموا بترجمة تلك الكتب ونسخها باللغة السريانية، وهناك مجموعة أخرى ترجمت ونسخت باللغة الأرمنية، وكان ذلك في العصر الوسيط. وفي وقت لاحق تمت ترجمت تلك الكتب ونسخها باللغة العربية وبالخط العربي.

لقد تمكن الكثير من الباحثين عن التراث البيزنطي في إيجاد العديد من الكتب التي جاءت من إيطاليا، ومن الجدير بالذكر بأن أوروبا عندما وجدت تلك المخطوطات قامت بنسخها وحفظها في الدولة البيزنطية، وتولت العناية بهذا التراث القديم وقاموا بنسخه وتنقيحه والاحتفاظ به إلى هذا الوقت.

لقد كانت الإمبراطورية البيزنطية قليلة في اهتمامها بالكتب والعلم، ومع هذا لقد وجد بعض الكتب التي قاموا بنسخها وحفظها في مكتبات خاصة لهم ممّا جعل الكتب التي وصلت إلينا قليلة جداً. لقد كان لخط النسخ أهمية كبيرة في نسخ الكتب، وذلك لأنه يعيد كتابة تلك الحروف من دون تغيير في أساسيات تلك الكتب.


شارك المقالة: