العرب ورحلتهم مع العلم وفن الكتابة بالخط العربي

اقرأ في هذا المقال


العرب ورحلتهم مع العلم وفن الكتابة بالخط العربي:

لم يكن العرب قد دخلوا في زخم الفن والثقافة العربية حتى القرن السابع الميلادي، كما أنهم لم يكن لهم دور مهم في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم دخلوا الساحة التاريخية بزخم بعد ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي دخل الكثير منهم في الإسلام، والتي كانت دائماً في حالة نزاع وانقسام نتيجة الدين الإسلامي الجديد.

إلا أنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بدأوا فتوحاتهم السريعة والناجحة خارج حدود الجزيرة العربية، وخلال فتوحاتهم للدول المجاورة والمعروفة بقوتها العسكرية إلا أنهم تغلبوا على بعض تلك الدول ومن بينها الإمبراطورية الفارسية، لذلك فقد فتحوا: سوريا، مصر وشمال إفريقيا.

في سنة 711م  توسعت فتوحات المسلمين وامتدت إلى إسبانيا، كما وأن فتوحاتهم وصلت إلى في الشرق إلى سهول آسيا الوسطى والهند، ممّا أدى إلى صلات ثقافية مثمرة بين حملة الإسلام، الصين وكذلك الهند.

ومن غير الممكن أن تكون هذه الفتوحات جميعها والاختلاط الذي قام بين الثقافات دون أن تمتزج ببعضها البعض وخاصة مع الثقافات القديسة في المناطق التي فتحوها، وقد أدى التسامح بين المسلمين سواء في داخل الجزيرة العربية أو خارجها إلى التمازج بين هذه الثقافات، وكذلك التسامح بين الحكام إزاء رعيتهم في المناطق المفتوحة.

وهكذا فقد تحول الحكام الجدد إلى المدافعين ومشجعين للعلوم والفنون في المناطق المفتوحة؛ لذلك أصبح الاتصال الإيجابي بين الثقافات والثقافات الحديثة عن نتائج خصبة بشكل خاص في بلاد فارس.

كما أنشأ المهتمون بالخط والكتابة العربية مكتبات منظمة يتم فيها نسخ وترجمة المخطوطات القديمة، وهكذا فإنه في التراث اليوناني الروماني يواجه أياماً صعبة في أوروبا الغربية وحتى في بيزنطة فإن بلاد الفرسان كانت في المكان الذي يجد فيه الشعراء والعلماء الملجأ الأمين والظروف المناسبة للنشاط.

وهكذا فقد وجد العرب بعد أن فتحوا بلاد فارس سنة 637م الكثير من الكتب والكثير من العلماء والشعراء المتأثرين بالثقافة القديمة. لقد سهل عليهم تقبل إنجازات الثقافة الفارسية والتي كانت قد تأخرت في جوانب كثيرة ومن ثم تطويرها أيضاً.

أما شريحة المسلمين الأصليين والذين اعتنقوا الإسلام بدورهم فلم يكن هناك ما يعيق استمرار نشاطهم وأسلوب حياتهم. وهكذا فإن العرب سواء في بلاد فارس أو في البلاد الأخرى قد نجحوا في مد جسر قوي بين ثقافة العصر القديم وثقافة العصر الوسيط، وحتى ثقافة العصر الحديث، وذلك بفضل سياستهم الحكيمة إزاء الرعية ويفضل اندماج المثقفين والمؤسسات الثقافية في مسار الثقافة الجديدة التي أبدعها العرب.

ما هي أسباب اهتمام العرب بالخط والكتابة بالحرف العربي؟

  • بسبب حبهم الشديد للخط العربي، والتطورات التي حدثت عليه.
  • لم يكن الخط بالنسبة لهم مجرد نظام عملي للحروف تعبر عن الأفكار بل لأنه هو الخط الذي كتب به الكتاب المقدس وهو القرآن الكريم.
  • إن الخط العربي يستخدم في آن واحد للرسم والتزيين والتعبير عن الأفكار.
  • إن الخط العربي يتداخل مع المشاعر الإسلامية ومع الفن الإسلامي إلى حد أنه أصبح جزأ لا يتجزأ من الهوية الدينية والقومية، وذلك بغض النظر عن المكان والزمان الذي يكتب به.
  • هذا ويعد نسخ القرآن الكريم هو بحد ذاته عمل ديني وسحري، وفي العالم الإسلامي يأخذ شكل وجمال الحروف العربية معنى رمزياً وسحرياً، وهكذا فإن التفنن في كتابة الحروف أو ابتداع تشكيلات جمالية من الحروف، ما هو إلا عمل مقدس ولا عجب إن كان العرب قد برزوا في نسخ الكتاب المقدس والكتب الأخرى وكذلك المخطوطات.

لقد تطور الخط العربي عن الخط النبطي والذي كان يستعمل منذ بداية القرن الأول الميلادي في شرق الأردن، وقد كان هذا الخط يستعمل قبل ظهور الإسلام للأغراض الإدارية إلا أنه أخذ سمة مقدسة عندما شرع العرب يدونون كتابهم المقدس.


شارك المقالة: