تركيا والخط العربي في إسطنبول

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الخط العربي وإسطنبول علاقة وطيدة منذ قديم الزمان، هذه المدينة العريقة لا بد لمن يمر بها أن يشتم رائحة الخط العربي من خلال حروف القرآن الكريم التي نُقشت بها أجمل الحروف، وذلك على جدران المساجد أو أبياتٍ من الشعر وأبيات من المديح المحمدي الذي نقش على جدران المساجد أو المحلات التجارية.

كما أن الزائر لأهالي إسطنبول لا بد من أن يلمح (كلمة ما شاء الله) التي نقشت بالخطوط العربية، أو ربما يجد أي كلمة قرآنية مرسومة أو منقوشة على جوانب المحلات أو جدران المنازل بأجمل الخطوط العربية، إما أن تكون قد نقشت الخط الكوفي أو الفارسي، وأكثر ما يستخدمون خط النسخ.

متى بدأ الاهتمام بالخط العربي في تركيا بشكل عام؟

لقد بدأ الاهتمام بالخط العربي منذ بدأ السلطة العثمانية بالدرجة الأولى؛ وذلك لأن الخط العربي هو خط القرآن الكريم. أما تركيا الجديدة فقد تحولت الكتابة التركية من أحرف اللغة اللاتينية إلى الاهتمام باللغة العربية وكانت تحت عنوان (الحفاظ على الخط العربي بوصفه هوية مشتركة مع العالم الإسلامي).

لقد تركت الدولة العثمانية إرثاً كبيراً من المخطوطات واللوحات الفنية المكتوبة باللغة العربية وبخطوط مختلفة والتي جمعت بين مصر والعراق بالإضافة لبلاد الشام.

ويقول الخطاط والمؤرخ ياقوت المستعصي وهو من أشهر خطاطي الدولة العثمانية، جامعة للروح التي جعلت العثمانيين والأتراك اليوم، كما العرب على قلب واحد (فالخط هندسة روحانية، ظهرت بآلة جسمانية، تقوى بالإدمان، وتضعف بالترك).

كما أن هناك مقولة شهيرة تبين أهمية الخط العربي في تركيا وهي (نزل القرآن الكريم في مكة، وقرئ في مصر، وكتبت سطوره في إسطنبول). وهذه المقولة تعكس الارتباط العقائدي للأتراك وهذا يعبر عن شيخ الخطاطين الأتراك حسني جلبي (إن الارتباط بالخط العربي منطلقة ديني، فالأتراك من الشعوب التي حافظت على الدين الإسلامي منذ دخول ديارها).

لقد طور العثمانيين في الخط العربي واستحدثوا عدداً من الخطوط ومن أهمها:

ما هي أهم الدلائل التي تظهر اهتمام تركيا الحديثة بالخط العربي؟

  • استقطاب تركيا عدد من خطاطي العالم الإسلامي، وذلك بتشجيعهم عبر جوائز دولية في الخط العربي.
  • يقول حفيظة بو لفراج (إن من الجميل في تركيا أن المساجد والأوقاف متاحف للخط العربي وهو ما يقدم للدارس خزاناً جمالياً يتأسى به).
  • يعتبر مسجد السلطان أحمد القبلة السياحية الشهيرة والتي كتبت بالخط العربي.
  • عند مدافن السلطان محمد الفاتح واحدة من روائع الخطاط الشهير محمد نظيف كما يراها خبراء الخط العربي الذي كتبها بخط الثلث الجلي.

إن كان في إسطنبول أو في أي مدينة من تركيا فالخط العربي قد اشتهر من خلال المساجد التي نقشت على جدرانها أجمل الخطوط العربية، أو على المحلات التي اشتهرت وعرفت ببعض آيات القرآن الكريم الذي كان من الاهتمامات الأولى التي عرفها الأتراك والعثمانيون.


شارك المقالة: