ما لا تعرفه عن الخط الكوفي المظفر:
وسمي أيضاً بالمُعقد أو المترابط، وهذا النوع من الخط اعتمد بالدرجة الأولى على الزخارف الكتابية التي بولغ في تعقيدها أحياناً إلى حدٍ يُصعب تمييز العناصر الخطيّة من العناصر الزخرفية، وقد تضفر حروف الكلمة الواحدة، كما قد تضفر كلمتان متجاورتان أو أكثر لكي ينشأ من ذلك إطار جميل من التضفير.
ما هي أشهر الأمثلة على الخط الكوفي المُظفر؟
من أقدم الأمثلة على الخط الكوفي المُظفر المعروفة في هذا النوع من الخط والتي ظهرت منذ أوائل القرن الخامس الهجري، وعرفه شرق العالم الإسلامي وغربه في وقت واحد تقريباً، ومن هذه الأمثلة:
- خطوط قلعة راد كان في إيران من سنة 11 هجري.
- المسجد الجامع بالقيروان في تونس في المقصورة.
- باب المكتبة سنة 431 هجري.
- كتابة ضريح “بير، ي، عالم دار” في ايران.
- الأشرطة الكتابية وهي من أشهر أمثلته في مصر في ضريح الخلفاء العباسيين بالقاهرة، بالغةً درجة قصوى من التعقيد، وهي معاصرة لحكم الظاهر بيبرس المملوكي ( 658هجري_ 676هجري)، والكتابة المنحوتة في الرخام في مدخل جامع الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة، وأما عن المدارس المراكشية فهي من أكثر المدارس الكتابية انتاجاً لهذا النوع وإبداعاً فيه.
- كتابات جامع تازة المُظفرة، كذلك جامع سيدي أبي الحسن في تلمسان سنة 696 هجري، وهناك أيضاً كتابات باب شلا الإهدائية وهناك أيضاً كتابات مدرسة أبي العناية 752_ 756 هجري، ومنه كتابات الكزاز في إشبيلية باسم سلطان المدجنين” دون يدور” من القرن الرابع عشر الميلادي والثامن الهجري.
إن الخط الكوفي مهما تعددت أنواعه فهو من أكثر أنواع الخطوط شهرة وأكثرها تعقيداً، ومع هذا فلم يتركوا العلماء تعلمه وتطور فواعده، حيث أخذوه كنوعٍ راقي بين الخطوط، لذلك فقد طوروه واكتشفوا أنواع جديدة، وطوروا مداره التي طورت من نوعية الخط مهما كان مُعقداً.
فهذا الخط كونه معقداً فلا يستطيع أحد تعلمه بسهولة وبدون تعقيدات في تعلمه وقراءته، لذلك لا يمكن قراءة وتحليل عناصره بكل سهولة، وعلى هذا فقد وضع العلماء والمؤرخون لهذا النوع من الخط الكوفي قواعد ومبادئ لكي تسهل على التلاميذ تعلمه وقراءته، لذلك فقد أصبح الخط الكوفي كغيره من الخطوط له مدارسهُ الخاصة به.