اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الأخلاق
- مفهوم الأخلاق الإدارية
- مداخل تفسير الأخلاق
- الإشكاليات الأخلاقية في العمل
- عوامل تؤثر بالسّلوك الأخلاقي
- تبرير السّلوك اللاأخلاقي
- التّدريب لبناء منظومة أخلاقية في المنظمة
نجاح العمل يرتبط ارتباطاً أساسياً بأخلاق وتصرفات الأفراد الذّبن يمثلون المنظَّمة، ولا تقتصر الأخلاق فقط داخل المنظمة بل عليها احترام ثقافات الشعوب والهوية السّياسية والاقتصادية.
كُلُّ من يزهو بِحسنٍ دُونَ أخلاقٍ قبيحُ
إنَّ من يحيا خلوقاً ذاك يا صاحِ المليحُ
(جهاد جحا)
مفهوم الأخلاق:
الأخلاق هي منظومة القيم والمبادئ يعتبرها الأشخاص أنَّها آتية للخير طاردة للشر، وهذه الأخلاق تحكم سلوك الأفراد الصَّواب والخطأ وذلك جيد أو سيء في مواقف الحياة.
مفهوم الأخلاق الإدارية:
وهي معايير السّلوك والمبادئ التّي تسيطر على السّلوك الإداري وتتعلَّق بالتّصرف الصّحيح والخاطئ، إنّ الصّح والخطأ لها معايير نسبية تختلف من بيئة لأخرى.
الأخلاقيات تؤثِّر على عمل المدراء بمجالات أساسية كالآتي:
- كيف تعامل المنظمة العاملين فيها:
وهو كيف تتعامل المنظمة مع عقود العمل والأجور والرواتب والتسريح من العمل، فيجب أن لا يكون تمييز بين العاملين والتّعامل معهم بناءً على أصولهم العرقية أو الدّينية ويعتبر سلوك المدير هذا السّلوك غير أخلاقي وغير قانوني. - كيف يعامل العاملين المنظمة:
وهنا يظهر ما يسمَّى تضارب المصالح وأيضاً النّزاهة والثّقة وحماية أسرار العمل، بموقف معين يمكن أن يكون تضارب مصالح بين الأفراد ومصالحهم ومصالح العمل، مثل الرَّشاوي أو استخدام موجودات المنظمة بما يخدم المصالح الشّخصية وهذا يعتبر عمل غير أخلاقي وغير نزيه. - كيف تتعامل المنظمة والعاملين مع الأطراف الخارجية:
وهو كيف يتم التّعامل مع الأطراف الآخرين من مستهلكين ونقابات والمنافسين والوسطاء وغيرهم، وهنا يتجسَّد السّلوك الأخلاقي بطريقة التّعامل معهم وقد يكون التّعامل معهم غير أخلاقي في طريقة الإعلان أو التّرويج أو الإفصاح المالي والمساومات الجماعية مثلاً بين المنظمة والنقابات العمَّالية.
مداخل تفسير الأخلاق
شاعت وتنوَّعت المداخل والتّفسيرات والرؤى الأخلاقية على أساس المنظور الذّي يفسرون من خلاله السّلوك الأخلاقي، ومن المداخل الأخلاقية التّي يتبعها المدير:
مدخل نفعي:
يكون السّلوك أخلاقي إذا عاد للمنظَّمة بالفائدة والنّفع لأكبر عدد من النّاس.
مدخل الفردية:
يكون السّلوك الأخلاقي هنا وفق منظور الفردية أي أنّه يستند إلى تعظيم مصلحة الفرد بذاته على المدى البعيد، لذلك يتخذ المدراء القرارات التي أولاً تحقق المصالح الشّخصية ثمَّ تأتي ثانياً بالاهتمام بمصالح الآخرين.
مدخل الحقوق:
وأن يكون السّلوك أخلاقي إذا احترم وحافظ على الحقوق الأساسية للأفراد فيكون القرار الأخلاقي هو قرار يحترم الحقوق وكل من يتأثَّر به، وأن يكون له الحقوق الأساسية من حريَّة و حياة وحق الخصوصية والأمان والتّعبير عن الرأي.
مدخل العدالة:
يستند هذا السّلوك إلى معاملة الآخرين بحيادية وعدالة اعتماداّ على القوانيين، فهنا معيار الحكم على القرار الإداري هو مقدار عدالته والمساواة بين الجميع.
الإشكاليات الأخلاقية في العمل:
من الصعب أن يكون اتفاق على المواقف بسبب عدم وجود خصائص مميزة لكل موقف، ويمكن أن نحدد المشاكل الأخلاقية الرئيسية التّي يمكن أن يواجهها المدير كما يلي:
- تضارب المصالح: ويحصل هذا الموقف عندما تتعارض وتختلف مصلحة الفرد في موقف معين عن مصلحة المنظمة مثل قبول الرشوى مقابل اتخاذ القرارات لصالح من دفع الرشوى.
- ثقة الزبون: وهو تسريب معلومات لها علاقة بالزبائن وأنشطتهم إلى أطراف أخرى.
- التّمييز: يحدث عندما نحجب التّرقية أو التّعيين لوظيفة معينة بناءً على الجنس أو العرق أو الدّين أو غيرها.
- التّجاوز والتّحرُّش الجنسي: وهي التّصرفات التي تسبِّب عدم راحة في العمل بالتّجاوز بألفاظ مخجلة أو تعبيرات شفهية أو تصرُّف يكون خادش للحياء.
- موارد المنظمة: يكون عند استخدام الموارد المادية والمالية لأغراض شخصية.
- الاتصالات: وهي نقل المعلومات بين الأطراف بطريقة تؤدِّي إلى إلحاق الأضرار بالمنظمة، مثل الكذب والنّميمة والإشاعات.
عوامل تؤثر بالسّلوك الأخلاقي:
الفرد يستمد سلوكه متأثراً بثلاثة عناصر أساسية مهمّة وهي :الشّخص بذاته والمنظمة التّي يعمل فيها والبيئة الخارجية.
الفرد:
يتأثر السّلوك الأخلاقي للفرد بمجموعة من العوامل التّي ترتبط بتكوينة العائلي والشّخصي، فالقيم الدينية والمعايير الشّخصية والحاجات الفردية والمتطلبات المالية التّي تدفع الفرد إلى نوع من السّلوك، المدير الذي ليس له قاعدة من الأخلاق المكتسبة تكون قراراته تتأرجح في المواقف في تعظيم مصلحته الشّخصيَّة.
المنظمة:
الثقافة التّنظيمية السّائدة في المؤسَّسة وهي مجموعة من القيم والأعراف المشتركة التّي تتحكَّم بالتّفاعل بين أعضاء المنظمة إمّا مع بعضهم البعض أو مع الجهات الخارجية، هي مؤثِّر كبير وفعَّال في السّلوك سواء كان أخلاقياً أو غير أخلاقي من خلال اعتماد الفرد العامل أو الإداري على الأعراف والقيم ومدى تأكيدها على الالتزام أو عدم الالتزام بسلوك معيَّن.
البيئة:
البيئة التّنافسية التّي تعمل بها المنظمات تتأثر بقوانين وتشريعات الحكومة والأعراف والقيم الاجتماعية والمناخ الأخلاقي قي الصّناعة، فتلتزم المنظمات بالسّلوكات والمعايير الموضوعة.
تبرير السّلوك اللاأخلاقي:
الذين بقومون بسلوكات غير أخلاقية يقدمون مبررات يقنعوا أنفسهم بصحَّة تصرفهم وللتبريرات هذه أربعة تفسيرات وهي:
- أن يكون لديه إقناع بأنَّ السّلوك الحاصل لا يدخل في إطار اللامشروعية.
- أن يقنع نفسه بأنَّ جميع الأفراد يقومون بتصرفات وفق مصالحهم الشّخصية أولاَ.
- يقنع نفسه بأنَّ ما قام به لم يكشفه غيره في المنظمة أو خارجها وأنَّه لم يلفت الانتباه.
- أنَّه إذا قام بهذا التّصرف اللاأخلاقي لصالح المنظمة سوف تحميه من طائلة القانون.
التّدريب لبناء منظومة أخلاقية في المنظمة:
التّدريب الأخلاقي هي برامج تدريبية هدفها بناء منظومة أخلاق في المنظمة والعاملين فيها ومساعدتهم للتعرُّف على هذه الجوانب الأخلاقية ومساعدتهم على اتخاذ القرار بتركيزهم على الجانب الأخلاقي.
لفحص الجانب الأخلاقي للقرارات يوجد مجموعة من الخطوات يجب اتباعها:
- أن ندرك المشكلات الأخلاقية المتوقَّعة.
- نجمع المعلومات ونتأكد من الحقائق.
- تحليل الخيارات المتاحة.
- اختبر وافحص كل خيار من ناحية الصَّواب والدّقَّة والفوائد والشّرعية.
- نحدد القرار الذي سوف نختاره.
- نكرِّر عملية التّدقيق ونسأل نفسنا السؤال التّالي:
– كيف سيكون موقفي إذا علمت عائلتي بهذا القرار؟
– كيف سيكون موقفي إذا نشر القرار في الصّحف؟ - تصرَّف بالقبول أو الرَّفض.