أهداف وعناصر السلوك التنظيمي لإدارة الموارد البشرية

اقرأ في هذا المقال


إن السلوك التنظيمي وفهمه للمدراء والمسؤولين المباشرين عن العناصر البشرية له دور كبير في عملية نجاح المنظمة في الوصول لغاياتها وأهدافها وطموحاتها التي تسعى في الوصول لها، لذلك فإن لفهم السلوك التنظيمي للأفراد يحقق غايات للمنظمة وتساعدها في تفادي المعوقات مستقبلاً، وبالمقابل فإن للسلوك التنظيمي للعنصر البشري يتكون من عناصر لها علاقة بالفرد وعناصر لها علاقة بجماعات العمل.

أهداف السلوك التنظيمي في إدارة الأفراد

يركّز السلوك التنظيمي بتطوير قدرات العناصر البشرية، ويهدف السلوك التنظيمي إلى التحليل والدراسة والتوقع والسيطرة والتحكم في السلوك التنظيمي لعناصر الموارد البشرية داخل المنظمات.

1. تفسير السلوك التنظيمي: عندما نسعى في الإجابة على استفسار (لماذا) يقوم فرد محدد أو مجموعة من الأفراد القيام بتصرف محدد، فنحن سوف نخوض في اتجاه لتحليل السلوك الإنساني الصادر عنه، وقد يكون هذا الهدف هو الهدف الذي لا يتميز بالأهمية الكبرى من الأهداف الأخرى من وجهة نظر الإدارة؛ لأنه يتم بعد حصول الأمر أو الحدث، ولكن فإن الفهم لأي حادثة  يكون في بداية الأمر من خلال محاولة التفسير، ثم الاستعمال لهذا الفهم لنحدد السبب الذي نتج عنه هذا التصرف.

فمثلاً إذا قام عدد من العناصر البشرية من أصحاب الخبرات المتميزة بالنسبة للمنظمة بتقديم طلبات استقالة بشكل جماعي، فإن الإدارة هنا سوف تهتم لمعرفة السبب الذي أدى إلى ذلك لتحدد ما إذا كان من قدرتها تجنب هذا السلوك في المستقبل، فالأفراد قد يغادرون المنظمة لأسباب كثيرة، لكن عندما يفسر معدل ترك العمل المرتفع كسبب لانخفاض الرواتب، أو بسبب العمل الروتيني، فإن المدراء في الغالب لا يتمكنون من اتخاذ الإجراء التصحيحي الملائم في المستقبل.

2. الهدف الثاني هو التنبؤ بالسلوك التنظيمي: وتكون غاية التنبؤ هي الاهتمام بما سوف يحصل في المستقبل، فهو يهدف ليحدد النتائج التي تترتب على تصرف محدد، والاعتماد على البيانات والمعلومات والمعرفة الموجودة من السلوك التنظيمي، يمكن للسؤولين في الإدارة العليا هنا أن يتنبؤ باستعمالات سلوكية للقيام بالتغيير، ويمكن للمسؤول عن طريق التنبؤ باستجابات العناصر البشرية أن يتعرف على المداخل التي يكون فيها أقل درجة من المقاومة للعنصر البشري للتغيير، ومن ثم يتمكن من أن يقوم باتخاذ المدير قراراته بأسلوب سليمة.

3. السيطرة في السلوك التنظيمي: إن غاية السيطرة في السلوك التنظيمي عند المسؤولين من أهم الأهداف والأكثر صعوبة، فعندما يسعى المسؤول في كيفية جعل العنصر البشري من العناصر المسيطر عليها يجب ان يقوم ببذل جهد أكبر في العمل فإن هذا المسؤول يركز بعملية السيطرة والتحكم في السلوك، ومن وجهة نظر المسؤولين فإن أغلبية أدوار للسلوك التنظيمي تتمثل في تحقيق السيطرة والتحكم في السلوك والذي يكون من أهم نتائجه هو الوصول لغاية الكفاءة والفعالية في أداء المهام.

وبالرغم من أن السلوك التنظيمي لا يعتبر مهمة روتينية يتم تطبيقها بشكل يومي مثلها مثل المبيعات أو التسويق أو العلاقات العامة، إلا أنها متداخلة مع كل مهام المنظمة بشكل تقريبي على مستوى المنظمات وعلى مستوى الأعمال وعلى مستوى جميع الاختصاصات، فكل عنصر بشري يخطط؛ لأن يقوم بعمل في أي منظمة، سواء كان كبيرة الحجم أو صغيرة، سواء كانت منظمة حكومية أو غير حكومية، فلابد له أن يقوم بدراسة وفهم السلوك التنظيمي ليتعامل مع الآخرين.

عناصر السلوك التنظيمي في إدارة الأفراد

عناصر السلوك التنظيمي تتكون من جزأين رئيسيين هما العناصر التي تتعلق بالفرد والعناصر التي تتعلق بالجماعة وهي كما يأتي:

  • بالنسبة إلى الفرد، تتمثل عناصر السلوك التنظيمي في ما يأتي:

1. الإدراك: هو الذي يقوم بمعالجة نظرة العنصر البشري في البيئة المحيطة به، وكيف يفسّر و يفهم المواقف من بيئته المحيطة، وكيف يكون لهذا  أثر على قراره وعلى العناصر الأخرى وعلى عملية اتخاذ القرارات.

2. التعلم: يعتبر هذا الموضوع الذي يقدم الفائدة للرؤساء وأصحاب السلطة والمرؤوسين في مهمة فهم كيف يقومون بكسب سلوكهم أو كيف يتمكن من دعم أو إضعاف أشكال محددة من السلوك.

3. الدافعية: هو الموضوع الذي يقدم الفائدة في مهمة فهم العناصر التي لها أثر في رفع مستوى الحماس ودافعية الموظفين  وامتلاك بعض الأدوات التي يمكن عن طريقها حث الموظفين على رفع مستوى الحماس في أعمالهم.

4. الشخصية: وهو أيضًا يقدم الفائدة للمدير على أن يدرك مكونات وسمات الشخصية وأثرها على سلوك الأفراد في أعمالهم وهو فهم مهم يجعل المدراء يقومون بتوجيه المرؤوسين إلى الأداء الصحيح.

5. الاتجاهات النفسية: و ينقسم إلى ثلاث اقسام :

    • العنصر المعرفي: إن ما يمتلك الفرد من معلومات و تعلم وخبرة تساهم في بناء معرفة وآراء للشخص في اتجاه أو موضوع محدد وهي تساهم في بناء ردود فعله في مشاعره و تصرفاته اتجاه هذا الموضوع.
    • العنصر العاطفي: بناءً على معرفته ومعتقداته تنشأ له المشاعر والتي تكون في شكل مفضل أو غير مفضل وبناءً على كراهية وإعجـاب أو عدم إعجاب والاراحة أو عدم الراحة.
    • العنصر السلوكي: و يفهم ذلك به شكل التنبيه لمعرفة بطريقة محددة حول العناصر الموجودة في البيئة المحيطة.
  • بالنسبة للجماعة: و هي تلك العناصر التي تؤثر وتكوّن السلوك الجماعي للعنصر البشري والجماعات، ولدراسة وفهم هذا السلوك وتوقعه وتوجيهه يتم عن طريق:

1. جماعات العمل: من خلالها يتم التعرف والتركيز على داخل تكوين الجماعات وعلامات الاندماج الجماعي وعلاقتها في سلوك العمل كما تظهر مهمة اتخاذ القرارات داخل جماعات العمل.

2. القيادة: ويساهم هذا الموضوع في الفهم والتعرّف على طريقة امتلاك التصرفات والأشكال القيادية المؤثرة في سلوك العناصر البشرية الأخرى والظروف التي تحدد التصرفات والأشكال القيادية الملائمة.

3. الاتصال: ويساهم هذا الموضوع لدى المدراء أو العاملين في الفهم للطريقة التي يتم من خلالها الاتصال داخل العمل وكيفية جعله بدون مشاكل وكيفية رفع مهارات الاتصال من خلال الأدوات المتنوعة مثل الاستماع للمقابلات الشخصية والاجتماعية.

مما سبق يتبن لنا أن السلوك التنظيمي قائم على عدد من عناصر منها ما هو متعلق بالفرد ومنها ما هو متعلق بالجماعة فإن إطلاع الإدارة على مستوى الإدراك لدى الموظفين لديها أو شخصياتهم أو مدى الثقافة المتوفرة لديهم أو الاتجاهات النفسية التي يتبعونها سوف يجبر المنظمة إلى التنبؤ بالشكل سابق بسلوك الفرد ومحاولة تعديل هذا السلوك وتوجيهه إلى الطريق السليم، نحو الوصول إلى غاياتها هذا مـن ناحية.

ومن ناحية أخرى للجماعات فإن إطلاع الإدارة على التنظيمات الرسمية أو التنظيمات غير رسمية للجماعات والصراع الذي يدور فيما بينها كل ذلك يمكّن إدارة من توجيه هذا الصراع وتحويله إلى منافسة وتحفيزهم لزيادة عمليه الإنتاج وخلق روح التعاون لما يحقق مصلحة التنظيم.


شارك المقالة: