استراتيجية إدارة الموارد البشرية في دراسة سوق العمل

اقرأ في هذا المقال


وظيفة الاستقطاب للموارد البشرية يرتكز تنفيذها في سوق العمل، والذي يقوم بتوفر العناصر البشرية التي تحتاج لها منظمات الأعمال مهما كان نوعها، فدراسة سوق العمل له أثر كبير في نجاح إدارة الموارد البشرية في تطبيق هذه الوظيفة.

مفهوم قوة العمل في الموارد البشرية

قبل أن نقوم بتوضيح سوق العمل وأبعاده يجب أن نتطرق للتعرف على مفهوم قوة العمل التي يتكون منها السوق، فقوة العمل عبارة عن موارد بشرية متوفرة في السوق، والتي تُمكّن منظمات الاعمال الاعتماد عليها في تلبية حاجاتها من العناصر البشرية، وبالتالي فهي تعتبر الأيدي العاملة المتوفرة في فترة زمنية محددة، هذه الأيدي العاملة تكون متنوعة من حيث المؤهل العلمي، وسنوات الخبرة والمهارات، التي تُمكّنها من تنفيذ المهام.

والتي تكون من الذكور والإناث، والأعمار تتراوح ما بين الحدّين الحد الأعلى والحد الأدنى، وفق ما هو محدّد بالقوانين اليومية للدول، والتي لديها القدرة على العمل وتبحث عنه، وما يُستثنى من قوة العمل هذه العناصر البشرية المتواجدة في السجن والمتواجدة في المستشفيات العقلية والنفسية، والذين يعانون من أمراض مستعصية، كل فرد لديه مهارات وخبرات ومؤهل علمي لكن ليس لديه الرغبة في العمل، مثل الزوجات اللواتي يفضلن عدم العمل والبقاء في البيت لرعاية أطفالهم، والعناصر التي تقود بتأدية خدمة العلم.

أما قوة العمل الاحتياطية فهي تمثل الزوجات اللاتي يفضلن رعاية أطفالهم والعناصر التي تؤدي الخدمة العلم الإلزامية؛ هذا لأنه يمكن لأفراد الفئة الأولى أن  تغيير رايها بما يخص رغبتها بالعمل في أي وقت فتتحول رغبتها من غير إيجابي لإيجابي، والفئة الثانية يمكن أن تعتبر من قوة العمل بعد إنهاء الخدمة.

مفهوم سوق العمل

هو المنطقة الجغرافية سواء مدينة دولة أو غيرها التي تتواجد فيها عناصر بشرية لديها الإمكانية للعمل والرغبة فيه في جميع الأوقات، ويكون للمنظمات القدرة على توفير ما تحتاجه منها، وهو كأي سوق آخر يتكون من متغيرين هما:

  • العرض: والذي يمثل كل ما هو متوفر من عناصر بشرية في منطقة جغرافية محددة، ومن مختلف الأعمار وسواء كانت ذكور أو إناث، ومهما كان التخصص والمهارة اللازمة، والتي لديها الإمكانية على العمل والبحث عنه في فترة زمنية محددة.
  • الطلب: وهو يمثل ما تحتاج له منظمات الأعمال من العناصر البشرية مهما كام نوعها وعمرها وتخصصها ومهاراتها وخبراتها في منطقة جغرافية محددة وفترة زمنية محددة.

إن العرض والطلب في السوق في حالة تقلب دائم بسبب مجموعة من العوامل والمتغيرات في البيئة المحيطة به، وقد يكون هذا التغيير في السوق إما بشكل ارتفاع أو شكل انخفاض في وقت واحد؛ لأن العلاقة بينهما في تأثير متبادل.

عندما يرتفع الطلب لدى المنظمات على العناصر البشرية لتخصص ما، هذا يعني يوجد حالة سحب من قوة العمل المتوفرة في سوق العمل، وستظهر احتمالية وجود نقص في عرض العناصر البشرية في السوق، بالمقابل إذا كانت عملية سحب المنظمات للعناصر البشرية من السوق للعمل لديها أقل من مستوى تمويل هذه المصادر للسوق بقوة العمل، معنى هذا وجود احتمال وفرة لهذه الموارد بسبب أن العرض أكبر من الطلب.

المتغيرات البيئية التي تؤثر في حركة العرض والطلب في سوق العمل لا تعتبر ثابتة بل هي متحركة، فقد لا نجد عناصر بشرية كثيرة في تخصص ما أو مهارة ما، بعد فترة نجد هذه القلة تحولت إلى وفرة بسبب تغير حصل في أحد متغيرات البيئة التي تؤثر في سوق العمل، بالتالي العرض والطلب ليس ثابت وهو في حالة تغير مستمرة، يجب على القائمين بعملية الاستقطاب في إدارة الموارد البشرية أن يتابعوا هذه الحركة بشكل مستمر حتى تكون لديهم الصورة واضحة عما يحدث في السوق.

الغاية من دراسة سوق العمل

هدف دراسة سوق العمل هو تحديد ومعرفة المتغيرات البيئية التي لها أثر في حركة العرض والطلب الذي يخص قوة العمل فيه، والعمل على تحديد اتجاه هذه المتغيرات وأثر كل منها في توفر هذه القوة أو ندرتها، ومدى السهولة التي قد تواجه عملية الاستقطاب التي سوف تطبقها إدارة الموارد البشرية لاستقطاب حاجة المنظمة من قوة العمل.

إن نتيجة دراسة التنبؤ باتجاه تأثير متغيرات البيئة تساهم في وظيفة الاستقطاب على تحديد الخطة للمستقبل حتى تتكيف مع تأثير هذه المتغيرات، وتستقطب رغبات المنظمة من الموارد البشرية والتي سوف تحتاج لها في المستقبل، وتساعد في معرفة قوة العمل المتوفرة في الوقت الحالي من حيث التخصص والمهارة وغيرها، ومعرفة مدى توفر الموارد البشرية في السوق بوجه عام ونوعيته ومواصفاته.


شارك المقالة: