يوجد مجموعة من الاستراتيجيات الرئيسية التي تتبعها الشركات الدولية لكي تدخل السوق العالمي، وهذه الاستراتيجيات هي الاستراتيجية الدولية والاستراتيجية المحلية المتعددة والاستراتيجية العالمية، واستراتيجية عابرة الجنسيات أو الدول والاستراتيجية ذات التوجه الاجتماعي في التسويق.
ما هي الاستراتيجية الدولية للشركات لدخول البيئة العالمية؟
تعتمد هذه الاستراتجية الشركات التي تتحكم على إمكانات إنتاجية كبيرة وذات مستوى عالي، بالإضافة للمهارات الفنية والمهارات التسويقية الجيدة عن طريق العمل على خلق القيم الإضافية لمصلحتها من خلال الانتشار في بعض الأسواق الدولية التي يكون لها فيها مجموعة من الميزات التنافسية الكبير، بالقياس مع الشركات المحلية أو الشركات الأجنبية المتواجدة في هذه الاسواق.
وهكذا الشركة الام تتحكم بسياسة الإنتاج وسياسة التوزيع في المركز الرئيسي، وقد تقوم في بعض الاوقات بفتح فروع وأقسام خاصة بها في بعض البلدان؛ لكي يتم التصنيع والتسويق فيها بما يتلائم مع متطلبات السوق الخارجي والوضع الاقتصادي والنمط الاستهلاكي، شرط أن تبقى الشركة الأم هي المحور الرئيسي في كيفية وضع وتنفيذ الخطط وبرامج الإنتاج والتسويق داخليًا وخارجيًا.
مثل أن تقوم إحدى الشركات الأوروبية بتصنيع المنتجات في الدولة الأم، أو قيام فروعها بهذا النشاط في الدولة المضيفة، وتقوم بالتسويق بناءً على رؤيتها الخاصة في اليابان أو الولايات المتحدة الأمريكية أو في بلدان الشرق الأوسط.
وهذه الاستراتجيات تقدم سلع وخدمات نوعية للسوق الخارجي وتتبع سياسات للتسويق تكون معاصرة، إلا أنها لا تقوم بمراعاة كل احتياجات السوق الخارجي والمستهلكين التي تختلف بشكل كبير وواضح فيما بين البلدان؛ ممّا يوقعها في بعض المشاكل التسويقية في بعض الأوقات، وخصوصًا السلع التي تكون طبيعتها الاستهلاكية يومية.
ويختلف الكثير من المنتجين والمسوقين مع هذه الطريقة التي تهدف إلى تنميط الإنتاج والاستهلاك، الذي يحمل الشركة تكاليف تصنيع ونقل وتأمين مرتفعة بالقياس مع إنتاج نفس السلعة في أسواق الدولة المضيفة، عن طريق الفرع الذي يمكن أن تؤسسه الشركة فيها.
ولقد أقلعت شركة بروكتر وجامبل الأمريكية لصناعة منتجات الغسيل والمنظفات ومنتجات العناية الشخصية عن الأسلوب المركزي في عملية الإنتاج وعملية التسويق، الذي عملت به لفترة تقدر بثلاثين عام بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح قادر على إعطاء قدر أكبر من التفويض، والصلاحيات التي لها علاقة بتطوير المنتجات وسياسات التسويق للشركات الفرعية التي تتبع لها ومتواجدة في الدول الأوروبية أو اليابان؛ لكي يتم الاستجابة للذوق في السوق الخارجي.
وبذلك زادت الحصة السوقية خلال أقل من عشرون عام في اليابان من (8%) إلى (30%)، وتكررت نفس الحالة مع نفس الشركة في السوق البولدني عندما تمَّ اعتماد شركة بروتكر وجانبل على الطريقة الدعائية الأمريكية، الذي لا يفضل لدى البولنديون في ترويج أحد المنتجات، وكانت نتيجة الاستطلاع الذي نفذته أحد شركات التسويق هو أن عدد الاشخاص الذين يكرهون النمط الأمريكي في الإعلان هو ثلاثة أضعاف الأشخاص الذين يفضلونه.