في بلد الاغتراب يمكن تصنيف التحديات التي تواجه الموظفين في المنظمات الدولية بتحدي البيئة الطبيعية وتحدي البيئة الاجتماعية والتحدي المهني وتحدي عودة المغترب.
التحديات التي تواجه الموارد البشرية في بلد الاغتراب
أولا تحدي البيئة الطبيعية
يتعرض الموظف في المنظمات الدولية لصعوبة كبيرة في التكيف مع الأوضاع الجديدة مثل التباين في درجة الحرارة والرطوبة بين الدولتين، والذي في كثير من الأحيان ما يختلف عن الطقس والمناخ في بلده الأم، كما أنه يوجد تحديات من نوع آخر يتعرض لها هؤلاء الموظفين وهي تحديات مستوى الحياة والعيش، ومستوى الرعاية الصحية وتعليم الأطفال وتوفر المدارس المناسبة.
ويندرج تحت هـذا التحدي أيضًا مستوى الخدمة التي تقدم للموظفين المغتربين ومجالات الترفيه والرياضة ومدى تواجد البيئة الملائمة لممارسة الاهتمامات والهوايات الشخصية في دولة الاغتراب، كما يعتبر موضوع البعد عن الأهل والأصدقاء موضوع مهم؛ وذلك لأنه يعتبر صمام الأمان النفسي للموظف في كل مجتمع.
وللتغلب على هذه المشاكل تسعى المنظمات الدولية بالتعاون مع حكومات الدول المضيفة بتكوبن مجمعات تخص الموظفين في هذه المنظمات في الدولة المضيفة، تتضمن الشقق الفخمة والمدارس العالمية، كما تحتوي على جميع وسائل الترفيه مثل الملاعب الرياضية والحدائق وبرك السباحة، والتي تكون شبيه ببيئة العمل في البلد الأم مع بعض الفروق التي لا يمكن السيطرة عليها.
ثانيا تحدي البيئة الاجتماعية
في أوضاع عديدة تتنوع العادات والتقاليد للموظفين عن العادات والأعراف والتقاليد ونمط السلوك والتفكير السائدة في الدولة المضيفة، حيث يصل الموظفون وعائلاتهم إلى الدولة المضيفة حاملين معهم الموروث الثقافي والاجتماعي والسلوكي وعاداتهم وتقاليدهم من دولتهم الأم، بالتالي بسبب هذا التنوع الثقافي بين الدولة الأم ودولة الاغتراب قد يواجه ويعاني المغترب من التباين في القيم والعادات والتقاليد بينه وبين مجتمع الاغتراب.
بالتالي سوف يصبح المغترب غير قادر على فهم الأنظمة التي تحكم سلوك هذا المجتمع، مما يجعله ما يواجه ما يسمّى بالصدمة الثقافية عند وصوله إلى دولة الاغتراب، لذلك يجب أن يحاول هؤلاء الموظفين وعائلاتهم التأقلم مع المعطيات والمتغيرات الاجتماعية الجديدة المنتشرة في الدولة المضيفة.
لكن هذا قد يحتاج للكثير من الوقت الذي قد يتعرض فيه الموظفون الأجانب وأفراد عائلتهم لبعض المؤثرات الاجتماعية الجانبية غير المريحة بالنسبة لهم بسبب جهلهم بلغة الدولة وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي، ولتجـاوز هذه المشاكل فإن المنظمات الدولية تقوم بإشراك المرشحين من الموظفين لملء مناصب في البلد المضيف لاختبارات القدرة على التأقلم للتعرف على مدى المقدرة على الاستجابة للمتغيرات في البيئة الجديدة.
ثالثا التحديات المهنية
تنتج التحديات المهنية بسبب اختلاف طبيعة التكنولوجيا التي تستعمل في الدولة المضيفة عن تلك المستعملة في الدولة الأم، كما ينتج بسبب قلة كفاءة ومهارة الموظفين المحليين الإدارية والمالية والإنتاجية والتسويقية وبسبب ضعف التزامهم بقواعد وأنظمة العمل اللازمة.
رابعا تحدي العودة للمغترب
يتعلق هذا التحدي بالمغتربين الذين يعملون لفترة زمنية طويلة في دول الاغتراب ويعني صعوبة قدرتهم على التأقلم مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الجديد في دولتهم الأم مقارنة مع الماضي، كما أنهم قد يواجهون إقصائهم في وظائف غير مهمة في المنظمة الأم؛ بسبب حصول تغير تكنولوجي وإداري كبير، وبسبب ظهور كفاءة بشرية جديدة مواكبة للتقدم والتطور ويمكن التخلص من هذا التحدي الذي يواجه الموظفين المغتربين عند عودتهم للدولة الأم، بما يلي:
- وضع استراتيجيات لانتقال المغترب إلى البلد الأم لتساهم في التكيف المريح، منها استراتيجيات تحديد عدد السنوات التي سوف يغيبها المغترب عن المنظمة وعن البلد الأم، تحديد الوظيفة التي سوف يعود لها في المنظمة الأم، وتحديد الأجر والمزايا التي سوف يحصل عليها بعد عودته حيث لا يقل عن المستوى الذي كان يمتلكه قبل سـفره للالتحاق بالوظيفة الخارجية.
- تحديد برامج تدريبية لمساعدة المغتربين وجعل حياتهم أحسن وتوقعاتهم حول حياة أكثر سهولة وواقعية في البلد الأم.
- التوجّه نحو إيجاد ثقافة تنظيمية في المنظمة الأم بالاستفادة من الموظفين المغتربين، خاصة في الوظائف القيادية ومعارفهم وخبراتهم والتي تراكمت عن طريق سنين طويلة من العمل مثل مستشارين أو خبراء في فروع البلدان المضيفة.
- إبقاء الموظفين المغتربين على علم بما يحدث في الوطن، عن طريق تحقيق التواصل والاطلاع المستمر على ما تقوم به المنظمة الأم مـن إجـراءات وتغيرات ومشاريع جديدة.