اقرأ في هذا المقال
- الثقافة وأثرها على إدارة الأعمال الدولية
- الاتجاهات على المستوى العالمي لتشابه واختلاف الثقافات
- البدائل التي تعتمد لمواجهة اختلاف الثقافات في إدارة الأعمال الدولية
البيئة الثقافية مثلها مثل البيئة السياسية والبيئة القانونية والبيئة الاقتصادية، لها أثر كبير على إدارة الأعمال الدولية وفي نجاح شركات الأعمال الدولية أو فشلها.
الثقافة وأثرها على إدارة الأعمال الدولية:
يحاول بعض العلماء التأكيد على تقارب الثقافات بين الأمم والشعوب؛ ممّا يسبب ذوبان الاختلافات التي تراكمت عبر الزمن الطويل من التاريخ الثقافي، وهذا نتيجة لتقدم تقنيات الاتصالات والمعلومات التي مكنت الإنسان من أن يطلع ويتعرف على مختلف بيئات الثقافة العالمية من جهة، والتوجه نحو ترسيخ القيم والمعتقدات لبعض الثقافات الوافدة مثل الثقافة الأمريكية التي أصبحت تغزو أعلب دول العالم؛ بسبب الكمية الهائلة من المكونات الثقافية التي تصدرها وتقوم بنشرها عبر المؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية؛ حيث بدأت العديد من البلدان المتقدمة وضع سياسات واستراتيجيات لتحافظ على تراثها الثقافي بعيدة عن الانحراف نحو الثقافة الدخيلة.
والثقافات تتلاحق وتتقارب ومن الممكن أن تتشابه في البيئات المتشابهة، لكنها لا يمكن أن تتطابق لتصبح ثقافة نمطية واحدة موحدة تُطبق على الجميع. والدارس لهذه الفوارق الثقافية يتأكد بأن الفوراق الثقافية قائمة وموجودة في بلد واحد وستبقى هذه المشكلة قائمة، ويجب أن تقوم إدارة الأعمال الدولية أن تراعيها وأن لا تقلل من أهميتها.
الاتجاهات على المستوى العالمي لتشابه واختلاف الثقافات:
- تقارب المسافات الزمنية وانتشار القنوات الفضائية والانترنت الذي يزيد من معرفة الشعوب بتقافة الدول الأخرى.
- تشابه الأشكال التنظيمية في المؤسسات الإنتاجية والخدمية وأيضًا في المنظمات غير الربحية.
- التشابه في الذوق الاستهلاكي من حيث المأكل واللباس والسكن وغيرها.
- التشابة بين المكونات الثقافية للشعوب قد يكون ظاهرًا، لكن أفراد المجتمع في المضمون مختلفين من حيث العادات والتقاليد والمعتقدات وغيرها من الموروث الثقافي، والمؤشرات على ذلك كثرة الهجرات إلى الكثير من الدول المتقدمة من العرب وغيرهم الذين ما زالوا متمسكين بقيمهم ومعتقداتهم، رغم مرور عِدَّة أجيال في بلاد المهجر.
- طرق الترفيه المنتشرة عالميًا مثل السياحة الخارجية والسياحة الداخلية، زيارة المتاحف والمراكز الثقافية ومشاهدة المباريات.
والمهم في ظل هذه التباينات الثقافية في الجوهر باقية ومؤثرة والمطلوب، هو معرفة درجات الاختلاف ومدى التأثير على البرامج والسياسات لشركات الأعمال الدولية عندما تدخل السوق للدول المضيفة، ولا يمكن الوثوق بإمكانية الاعتماد على التقنيات والاتصالات والمعلومات، كوسيلة تقود الأمم والشعوب والدول في قالب واحد.
البدائل التي تعتمد لمواجهة اختلاف الثقافات في إدارة الأعمال الدولية:
- المبالغة بوجود الفروق بين الثقافات، حيث أن الشركة الدولية أسيرة لهذا الاختلاف، مهما كانت طبيعتها بسيطة عن طريق قيامها بحل هذه المسائل وفق رؤية الدولة المضيفة، وهذا يحتاج من السلطات الفرعية لإدارة الشركة في البلد المضيف صلاحية اتخاذ القرار المناسب في المواقف المختلفة، قد يحمل الشركة الدولية تكاليف إضافية مرتفعة لإدخال بعض التعديلات التي تراها مناسبة، وفقًا للذوق السائد في الدولة المضيفة خلافًا لِما هو عليه الحال في الشركة الأم، خصوصًا بالنسبة للأساليب الإدارية المتبعة، ولذلك يجب الإشارة هنا عدم الحاجة الشركة الدولية بهذه الفروقات الأولية التفصيلية التي قد تكون سبب رئيسي لإفشال عملها في الدولة المضيفة.
- الاحتفاظ بالإطار العام للسلعة في البلد الأم مع إدخال بعض التعديلات الخفيفة عليها، من حيث الشكل والمضمون؛ حتى تكون أكثر انسجام مع ذوق المستهلك في الدولة المضيفة، وفي بعض الحالات لا تكون المشكلة في المنتج نفسه وصفاته الاستهلاكية بقدر ما يكون الاختلاف والتباين في طبيعة السوق، وطريقة التكيف معه هو المشكلة بحد ذاتها.
- إهمال وإنكار الفروقات بين الثقافات، من خلال اعتبار الشركة الدولية بأن الفروقات الثقافية المنتشرة مع البلد المضيف هي هامشية وفرعية وأثرها معدوم، وبالتالي تقوم باعتماد نفس الأسلوب الإداري وبإنتاج السلع بنفس المواصفات وتستخدم نفس المزيج التسويقي المنتشر في البلد الأم. وإن عدم الاهتمام بهذه الفروقات الثقافية من قبل الشركة الدولية قد يكون مضر بمصالحها الحالية والمستقبلية.
ودخول الأسواق العلمية بالنسبة لشركات الأعمال الدولية، تتطلب منها القيام بإجراء دراسات ومسوحات ميدانية خاصة لمعرفة طبيعة ومتطلبات السوق المستهدف وثقافته السائدة، مع مراعاة الكثير من الاعتبارات التي تتمكن الشركة عن طريقها أن تفرض بعض التغييرات، التي لا تتعارض مع هدف وثقافة الدولة المضيفة، شرط أن تكون تدريجية ومقبولة من الطرف المتلقي، وهذا الأسلوب يساهم في إدخال طرق وأساليب متقدمة في الإنتاج والإدارة والتسويق للبلد المضيف وتحقق مصالحه من خلالها.