إذا كانت الاستراتيجية الاستثمارية تستند إلى أهداف طويلة الأجل، فنحن بحاجة إلى فهم العلاقة بين حجم الشركة والعائد المحتمل الذي يُمكِن أن تحصل عليه والمخاطر، وعندما نعرف ذلك فإنّهُ يُمكننا تحقيق توازن أفضل في محفظة الأسهم الخاصة بحيث يكون لها حدود سوقية مختلفة.
القيمة السوقية لأسهم الشركة:
إنّ القيمة السوقية هي ببساطة القيمة الإجمالية لأسهم الشركة، حيثُ أنّهُ إذا باعت شركة ما بسعر (40) دولاراً للسهم الواحد وتم بيع (20) مليون سهم بين الجمهور، فإنّ قيمتها السوقية تبلغ (800) مليون دولار.
حيثُ أنّهُ من المُمكِن أن تُعطي القيمة السوقية للشركة المستثمرين مؤشراً على حجم الشركة ويُمكِن حتى استخدامها لمقارنة حجم شركة بأُخرى، ومن المُمكِن أن يُعطي المفهوم أيضاً إشارة إلى ما يفكر فيه السوق بشأن الآفاق المستقبلية لتلك الشركة؛ نظراً لأنّ القيمة السوقية هي مقياس لمدى استعداد الجمهور لدفع ثمن أسهم الشركة المعنية.
وعادةً ما تكون الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة التي تقدر قيمتها السوقية بأكثر من (10) مليارات دولار، شركات كبيرة معروفة تاريخياً لإنتاج سلع ذات جودة عالية وخدمات عالية الجودة، ونكون دفعات الأرباح ثابتة والنمو ثابت، وغالباً ما يميلون إلى الهيمنة على صناعاتهم، والتي بدورها راسخة وناضجة.
ولهذا السبب تميل الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة إلى اعتبار استثمارات متحفظة إلى حد ما عند مقارنتها بنظيراتها من الشركات ذات رؤوس الأموال الأُخرى ولا تشكل مخاطرة كبيرة.
وعادةً ما تكون الشركات ذات رأس المال المتوسط ذات قيمة سوقية تتراوح بين (2) مليار دولار و (10) مليار دولار، حيثُ أنّ هذه شركات راسخة تعمل في صناعات تشهد إما نمواً سريعاً أو تستعد لتجربة نمو سريع في المستقبل القريب، وتعمل هذه الشركات عادةً على زيادة حصتها في السوق وتصبح أكثر وأكثر قدرة على المنافسة في مجالاتها، وتُعدّ الطريقة التي تؤدي بها الشركة في هذه المرحلة مؤشراً جيداً على إمكانية أن ترقى إلى مستوى إمكاناتها الكاملة.
وتميل أسهم هذه الشركات إلى أن تكون في منتصف الطريق بين ملامح المخاطرة المالية والعائد للأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة والصغيرة، حيثُ أنّها تقدم عموماً إمكانات نمو أكبر من الأسهم الكبيرة ولكن ليس بقدر الأسهم الصغيرة، كما أنّها توفر مخاطر أقل من الأسهم الصغيرة ولكن أكثر من الأسهم الكبيرة.