المؤثرات النفسية في سلوك السائح وعلاقته بالسوق السياحي

اقرأ في هذا المقال


ما هو مفهوم السلوك؟

السلوك: يُمثّل السلوك التصرُّف الذي يقوم به الشَّخص نتيجة لتعرُّضه إلى منبِّه خارجي أو داخلي أو كليهما باتجاه سلعة أو خدمة معينة، لغرض إشباع حاجاته ورغباته أو أذواقه، ويُعرف السلوك أيضاً أنّهُ أفعال الفرد السايكولوجية وردود الأفعال التي تحدث للمتغيرات الخارجية والداخلية، وتتضمَّن الأنشطة التي تلاحظ ملاحظة استبطائية وكذلك العمليات اللاشعورية.

ما هو مفهوم السائح؟

السَّائح: هو الفرد الذي ينتقل بطرق مشروعة إلى أماكن غير موطن إقامته الدائمة، لفترة لا تقل عن(24)، ساعة ولا تزيد عن(سنة)، لأيّ هدف كان عدا الحصول على العمل، ويُعرف أيضاً السائح أنّهُ هو القلب النابض لعملية التسويق السياحي.

ما هي المؤثرات النفسية في سلوك السائح وعلاقته بالسوق السياحي؟

يوجد عدد من المؤثرات النفسيَّة في سلوك السَّائح، وعلاقته بالسُّوق السياحي، وتتمثل فيما يلي:

  • الدوافع: إنّ الدوافع تُشكّل نقطة الانطلاق الأولى لحدوث التعلم، حيثُ تلعب الحاجات والرَّغبات والأهداف دور المنبِّه والتي تقود بدورها إلى السلوك المقصود(التوجُّه إلى جهةِ قصدٍ محدَّدة).

ومن جانب آخر هناك كثير من التطبيقات، لموضوع الدوافع في ميدان التسويق التي تهيئ المستهلك أو تؤهله لكي يفكِّر في استهلاك الخدمة السياحية، ومن المُمكن أن يَنتِج التسويق السياحي في الآفاق التي يُمكِن تقديم برنامج أو خدمة سياحية قادرة على إشباع الرَّغبات والحاجات دُفعة واحدة، أي في برنامج سياحي واحد.

على سبيل المثال، عندما تتوفَّر ثلاثة برامج سياحية في بلد واحد، يختلف كل برنامج عن الآخر بمزايا تنافسية مُعيّنة، لتستقطب السائح إلى كل نوع يجد في نفسه دوافع مُتعدّدة، لاختيار أحد البرامج الذي يُمكِن أن يتبع حاجاته ورغباته وإمكانيته الماديَّة والدوافع المُخصّصة للبرنامج السياحي، وعلى أساس ذلك تكون الدوافع سواء كانت أساسية أو مُكتسبة، فتكون مهمَّة جداً بالنسبة لتسويق الخدمة السياحية.

  • الإدراك: هو العملية التي تُشكّل انطباعات ذهنية لمؤشر مُعيّن داخل حدود معرفة السائح، ويدرك السائح خدمة سياحية عندما يتعرف على خصائصها وتقع تحت تجربته، وقد تختلف إدراكات النَّاس لنفس الحالة أو الخدمة من خلال حواس البصر والسَّمع والذوق والشم واللمس.
    وقد يُصبِح مُدرِكاً للخدمة السياحية، عندما تتولد لديه القناعة التامَّة بأنّ الخدمة التي حصل عليها كانت ضمن توقعاته.
    كما أنّ للإدراك ثلاثة جوانب هامة حسب ما يؤكِّده(هارود شميدت)، وهي كما يلي:
  • البحث عن معلومات لتشكيل انطباعات ذهنيَّة لمؤثر مُعيّن، داخل حدود معرفة السّائح.
  • الحساسيَّة للمعلومات من خلال إدراكه لخصائص الخدمات والسِّلع السياحيَّة.
  • القاعدة الإدراكية لمجوعة من مُتغيرات البرنامج السياحي، وبالتالي تعمل على دعم سلوك الشراء السياحي، باتجاه الشِّراء نحو نوعية الخدمة، التي تُلّبِّي طموحاته في النمط السياحي.
  • التعلم: يظهر للتعلم أثر كبير من خلال حصول السَّائح على معرفة أو معلومات مُعينّة، تُساهِم في دفع بواعث السَّفر نحو مناطق القصد السياحي، ولها علاقة مُباشرة في تحديد النمط السياحي الذي تظهر صورته في مُخيلة السائح، مِمّا يدفعه لاختيار منطقة الجذب السياحي والنمط السياحي السَّائد منها أو مجموعة الخدمات المتوفرة لديه، ومن المُمكن أن يحصل السائح على معلومات من مصادر مُتنوعة ومُتعدِّدة.
  • التعرف: يكمن التعرُّف في طريقة الاستجابة لمؤثر مُعيّن، بما يؤدِّي إلى اتباع سلوك معين وفعل قائم، وينعكس ذلك أيضا في تصرفاتهم وسلوكياتهم ممَّا يجعله نمطاً من أنماط السلوك الفردي أو الجماعي، ويؤكِّد رجال التسويق، على صعوبة تحويل مُعتادين على علامات مُعيّنة أو خدمات سياحية مُحدّدة.
  • الشخصية: تُمثّل الشخصية تنظيماً ديناميكياً، لعدد من العناصر المُتفاعلة مع بعضها في حالة متغيرة باستمرار وهي عناصر غير ملموسة، بل هي مظاهر وتفسيرات تلحق بالسلوك الإنساني، ويركِّز المهتمين بالتسويق لإيجاد تفسيرات لسلوك السياح وتصرفاتهم ودوافعهم التي يمكن أن تبرز من خلال شخصيتهم، وينظر رجال الإجتماع إلى النشاط التسويقي على أنَّه مجموعة من الأفراد مُتأثّرين بضغوطات الجماعات ورغبات الأفراد وقد تنطوي على شخصية الفرد، عدم الشعور بالفردية ويجب أن يؤقلم نفسه مع المجموعة ويحاول أن يُشكّل عاداته وحاجاته وفقاً لظروف الجماعة، وقد تتباين شخصيات السياح داخل المجموعة من حيث الديانة والمعتقد والاحترام والأخلاق والتصرفات تنعكس في شخصية السائح.
    فالسيَّاح بشكل عام يعتمدون بشكل كبير على المعلومات المُتأتية، من مصادر شخصية لهم وتجاربهم العملية، فالسيَّاح عندما يبحثون عن منطقة القصد السياحي فإنَّهم يسألون المقربين وأصدقائهم، من لهم دراية ومعرفة بأنماط السياحة السائدة في مناطق القصد السياحي.

المصدر: من كتاب التسويق الفعال للدكتور طلعت اسعد عبد الحميد.القاهرة طبعة 2000.من كتاب أصول التسويق السياحي للدكتور صبري عبد السميع حسين. القاهرة طبعة 1992.من كتاب استراتيجيات التسويق للدكتور محمود جاسم محمد صميدعي. عمان طبعة2007.من كتاب إدارة التسويق السياحي للدكتور إبراهيم اسماعيل الحديد.الطبعة الأولى 2010.من كتاب التخطيط السياحي والبيئي للدكتور أحمد الجلاد.الطبعة الأولى 1988.من كتاب دراسات في جغرافية السياحة للدكتور أحمد الجلاد. الطبعة الأولى 1998.من كتاب التسويق أسس ومفاهيم معاصرة للدكتور ثامر البكري. الطبعة 2005.


شارك المقالة: