تطور الفكر الإداري من الفكر الإداري لإدارة الأعمال المحلية وتطور لأصبح يشمل إدارة الأعمال الدولية، ويمكننا متابعة الفكر الإداري عن طريق أولاً الإدارة في الشريعة الإسلامية ووجود الإدارة في الإسلام، وثانيًا الإدارة في الفكر الحديث والمعاصر ودخول إدارة الأعمال الدولية.
تطور الفكر الإداري الدولي:
1. الإدارة في الشريعة الإسلامية وأصل وجود الإدارة في الإسلام:
حثَّ الإسلام على الصناعة والتجارة وكسب الأرباح والبحث عن الأرزاق، يوجد مجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تخص موضع الإدارة في الإسلام، ومنها ما يلي:
- قال تعالى حاكيًا قصة النبي موسى عليه السلام عندعمل بأجر معين عند والد زوجته:
(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)). (سورة القصص، آية 26).
- الحثّ على العمل وعلى إعمار الأرض وبنائها قال الله تعالى:
(ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)).(سورة يونس، آية 14).
- حثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على البيع بصدق وأمانة دون غش والبيع بتيسيير على الناس والتسهيل عليهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
( رحم الله رجل سمح إذا باع وسمح إذا اشترى)، رواه البخاري.
- يوجد أحاديث حثّت على عدم الاحتكار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من احتكرطعام فهو مخطئ)، رواه مسلم.
يوجد الكثير الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي تحث على التجارة والعمل والإدارة، ولكن تمَّ ذكر القليل منها؛ لأن الهدف هو توضيح المسألة وبيان أن الإدارة لها أصل إسلامي وكذلك باقي الفروع من تجارة ومحاسبة وغيرها، وكذلك يوجد آيات بيَّنت أصل المعاملات المالية والمعاملات الإدارية والمعاملات الصناعية والحرفية والعلمية والتجارية، كل هذه الفروع لها أصل إسلامي يؤكد مواصلة الطريق العملي والتجاري والإداري.
والإدارة في الإسلام: هي الإدارة التّي يتحلى فيها الإفراد بالعلم والإيمان، عند قيامهم بتنفيذ أعمالهم المطلوبة منهم، على اختلاف المستويات التّي يمثلوها والمسؤوليات، التّي ينفذوها للحصول على أعلى مستوى من الإتقان في أقل وقت ممكن.
2. الإدارة في الفكر الإداري المعاصر ودخولها في إدارة الأعمال الدولية:
في العصر الحديث العديد من أنواع الإدارات، وهي كما يلي:
- الإدارة الكلاسيكية: ركزت أفكار الإدارة الكلاسيكية حول معرفة العلاقة بين العوامل المادية وسلوك الإنسان العامل والموظف وأثر ذلك على الإنتاج، فالحديث حول الجانب المادي يعتبر مدخل أساسي لتحريك سلوك العاملين.
وأنواع الإدارت الكلاسيكية:- الإدارة البيروقراطية.
- الإدارة العلمية، حيث تنقسم إلى:
- مدخل اتخاذ القرارات الإدارية: ينظر إلى هذا المدخل إلى العملية الإدارية بأنها مجموعة من القرارات أكثر من كونها مبادئ إدارية، أو وظائف يقوم بها المدراء تهتم هذه المدرسة على عملية اختيار البدائل واتخاذ القرار.
- مدخل الإدارة بالاستثناء:هي استثناء متخصص يُطبّق على القليل من العاملين والموظفين في المنظمة، كما يقصد بإدارة الاستثناء التركيز انتباه المدراء على فروع ووحدات التنظيم الذي ينحدر منه المعايير والمقاييس بشكل ملموس.
- مدخل الإدارة بالأهداف: تنسب هذه النظرية للدكتور بيتر دكر والتي هي عبارة عن أسلوب التخطيط، عن طريق لقاء يتم بين الرؤساء والمرؤوسين وفي هذا اللقاء يتم وضع الأهداف.
- مدخل الإدارة الموقفية: هي إحدى المدارس التي تزعم أن كل حالة إدارية تحتاج ممارسة مختلفة وتسمح باستخدام وجهات النظر الأخرى المنفردة، أو المجتمعة لحل المشاكل الإدارية.
- مدخل النظم: هو طريقة لحل المشاكل الإدارية عن طريق التشخيص في إطار المدخلات ومعالجة المخرجات للنظام، والنظام هو مجموعة من الوحدات التي تعمل سويًا ليتم تحقيق الهدف المحدد.
- مدخل اتخاذ القرارات الإدارية: ينظر إلى هذا المدخل إلى العملية الإدارية بأنها مجموعة من القرارات أكثر من كونها مبادئ إدارية، أو وظائف يقوم بها المدراء تهتم هذه المدرسة على عملية اختيار البدائل واتخاذ القرار.
- الإدارة البيروقراطية.
- الإدارة التنفيذية: ركزت أفكار الإدارة التنفيذية حول الاهتمام بالمفاهيم الفنية للإدارة ووظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم وقيادة ورقابة وتوجيه ووظائف المشروع الإنتاجية والتمويلية و الموارد البشرية والوظيفة التسويقية.
وأسهمت الإدارة التنفيذية بإضافة مبادئ إدارية كالتالي:- السلطة المقصود بها الحق في إعطاء الحرية.
- النظام وهو ضرورة احترام أعضاء التنظيم للقواعد.
- وحدة الأمر وهو تلقي الموظف الأمر من مدير واحد.
- وحدة التوجيه وهي كل المعاملات التي توجه نحو شخص واحد.
- تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
- المكافأة وهو ما يتم دفعه للموظفين ويجب أن تكون عادلة بالنسبة لرأس المال والعامل.
- السلطة المقصود بها الحق في إعطاء الحرية.
- الإدارة السلوكية: ركزت الإدارة السلوكية على الاهتمام حول معرفة العوامل المعنوية والعوامل النفسية والأثر على سلوك الفرد وإنتاجه. وكانت هذه الأفكار في هذه المدرسة من تجارب مصنع هوثورن في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.
واستمر التطور المستمر للفكر الإداري حتى وصل لإدارة الأعمال الدولية المعاصرة التي تتكون من مجموعة من الإدارت المتنوعة مثل: إدارة الوقت، إدارة المعرفة، إدارة نظم المعلومات الإدارية، إدارة المخازن، إدارة الفروع، إدارة البحوث العلمية الإدارية وغيرها الكثير الكثير من التطورات لإدارة الأعمال الدولية المعاصرة.