إن عمل إدارة الموارد البشرية لا يعتبر عمل خاص ومحدد بل هو عمل عام وشامل؛ لما له أهمية كبيرة في نجاح منظمة الأعمال، وإن نجاح الإدارات الأُخرى داخل المنظمة مُعتمد بشكل أساسي على عدم فشل عملها في وظيفة استقطاب الموارد البشرية الملائمة، وتدريب الموارد البشرية لتحقيق غاياتها.
عمومية وشمولية مهنة إدارة الموارد البشرية
أطلق العديد من مفكري علم الإدارة صفة العمومية والشمولية على مهنة إدارة الموارد البشرية، فماذا يقصدون بأن مهنة إدارة الموارد البشرية عامة وشاملة؟
- العمومية: يقصد بعمومية مهنة إدارة الموارد البشرية أن إدارة الموارد البشرية إدارة موجودة في كل أنواع المنظمات سواء كانت منظمة حكومية أم منظمة أعمال، سواء كانت طبيعة عملها صناعية أم خدمية، ومهما كان مكان هذه المنظمة سواء في البلدان المتطورة صناعيًا أم لا، فيجب في أي منظمة أن تتواجد هذه الإدارة حتى تقوم بممارسة أعمالها من رقابة شؤون الأفراد والقيام بوظيفة الاستقطاب ووظيفة الاختيار والتعيين، ووظيفة تنمية الموارد البشرية ووظيفة التدريب.
مع الانتباه إلى مدى الاختلاف لأهميتها من منظمة لأخرى ومن دولة لأخرى، هذا يكون قائم بمدى رؤية مدير المنظمة بأهميتها، وتعود أسباب العمومية إلى أن محور عمل إدارة الموارد البشرية هو العنصر البشري الذي من المستحيل أن تخلو منظمة أعمال منه.
- الشمولية: أهم ما تتميز به أعمال إدارة الموارد البشرية المعاصرة، هو شمول وظائفها لكل عنصر يعمل داخل المنظمة من مدراء وموظفين، مهما كان المستوى الإداري له في المنظمة دون أن يكون أي استثناء لأي فئة، إن القاعدة التي تقوم عليها الشمولية في عمل إدارة الموارد البشرية، هو أن كل عنصر يعمل في المنظمة بحاجة إلى الاهتمام، والتدريب، والتنمية، وتحسين مهاراته وقدراته والعمل على تحفيزه وترقيته ونقله، وتقيم الأداء وغيرها الكثير الكثير من وظائف إدارة الموارد البشرية.
وإن أي مكان في المنظمة تعمل فيه الموارد البشرية يجب أن يشملها أعمال هذه الإدارة، بالتالي فإن عمل إدارة الموارد البشرية يتم استخدامه ويتدخّل في جميع إدارات وأقسام العمل في المنظمة، البعض لديه رأي خاطئ أنه لا يتضمن الإدارة العليا كما كان من قبل، وهذا يعتبر رأي خاطئ؛ لأن الإدارة العليا تتخذ قرارات مهمة يتوقف عليها عدم فشل المنظمة، وبالتالي فالمدراء بالإدارة العليا بحاجة لتقييم أدائهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة.