اقرأ في هذا المقال
إن الاختيار والتعيين في إدارة الموارد البشرية في منظمات الأعمال تقوم على مجموعة من الفروض يجب أن يتم تطبيقها، ويوجد أهمية كبيرة لنجاح وظيفة الاختيار والتعيين في إدارة الموارد البشرية.
الفروض التي يقوم عليها الاختيار والتعيين
تقوم عملية الاختيار والتعيين للعناصر البشرية على مجموعة من الفروض الرئيسية التي تعتبر داعم مرتكّز عليها للتنفيذ، ومن هذه الفروض ما يأتي:
- الاختيار والتعيين تعتبر من إحدى وظائف إدارة الموارد البشرية وممارساتها، الذي يقوم بتحديد خطة هذه الموارد مكان التنفيذ، أي أن هذه الوظيفة هي التي تعتبر مسؤولة عن توفير رغبة المنظمة من الموارد البشرية بالكمية اللازمة، والنوع اللازم وبناءً على التوقيت المحدد، وفق ما تتضمنه هذه الخطة التي توصل لها تخطيط الموارد البشرية.
- تقوم عملية الاختيار والتعيين على فرض رئيسي، وهو أنها عبارة عن تصفية للمتقدمين لطلب التوظيف، بمعنى استبعاد كل متقدم لا تتواجد فيه السمات اللازمة التي يطلق علها معايير الاختيار.
- تستخدم مهمة التصفية عدد من المعايير، التي بناءً عليها يتم قبول أو رفض المتقدمين، وهذه المعايير يتم تجسيدها من خلال نتائج تحليل الوظائف، التي توضّح المواصفات والشروط اللازم تواجدها في من سوف يتم تعينه.
- فاعلية الاختيار والتعيين قائمة على التصفية، على مدى توفر المعلومات المتعلقة بالمتقدمين لطلب التوظيف، المعلومات التي تقدم فكرة واضحة عن المهارات التي يمتلكها المتقدم مما يبسط عملية الاختيار.
- يتم التأكد من مدى تواجد معايير الاختيار والتعيين لدى طالبي العمل، من خلال مقارنة المعايير بالمعلومات التي يتم جمعها عنهم، وهذا يكون من خلال استخدام عدد من الاختبارات، حيث تنتهي عملية المقارنة والتأكد إلى الحكم على مدى ملائمة طالب العمل للتعيين أم لا، لذلك التأكد على أهمية وواقعية معايير الاختيار ودقتها، ومدى صحة المعلومات التي تجمع طالبي العمل.
- تقوم عملية الاختيار والتعيين على مبدأ وجود فروقات فردية بين المتقدمين لطلب التوظيف من حيث المهرات والنمط السلوكي، هذه الفروقات تستوجب المفاضلة بينهم واختيار أفضلهم وأنسبهم للعمل.
- تقوم عملية الاختيار والتعيين على فرضية التنبؤ بمدى ملائمة طالب العمل للتعيين، من ينجح في الانتقاء يوجد احتمالية أو درجة عالية من التوقع بأنه سوف ينجح في العمل أو الوظائف التي سوف يعمل فيها في المنظمة بعد تعينه.
- قرار الاختيار والتعيين قرار استراتيجي مهم وله نتائج سواء كانت من الناحية الإيجابية أو الناحية السليبة التي تبقى طويلاً، وحتى تكون إيجابية يجب:
1. مراعاة العدالة والعمل الدقيق والواقعي في عملية الاختيار والتعيين؛ لأن نجاح المنظمة قائم على حدّ كبير على كفاءة الموارد البشرية وفاعليتها.
2. أن تتصف معايير الاختيار والتعيين بالوضوح والبساطة في تقييم مدى توافرها في المتقدمين لطلب الوظيفة، وأن تكون رئيسية أي أن يتوقف نجاح العمل على مدى توافرها في المتقدم للوظيفة، ويتم وضعها في ظل نتائج تحليل توصيف الأعمال.
- يجب مراعاة أن عملية الاختيار والتعيين تتضمن مراحل وإجراءات وقرارات معتمدة لحد كبير على الرأي والأحكام الشخصية في اتخاذ قرارات الاختيار والتعيين، بالتالي يجب أن نتوقع وجود قدر من اللاموضوعية في هذه القرارات طالما يلعب الرأي الشخصي دور في اتخاذها.
الأهمية الاستراتيجية للاختيار والتعيين في الموارد البشرية
عملية انتقاء الموارد البشرية التي تتطلبها المنظمة جزء من استراتيجية المنظمة المستقبلية، فهمي ذات أهمية وحساسية عظيمة؛ لأن الاختيار السليم لهذه الموارد يعتبر العمود الفقري لبناء وتشكيل قوة العمل، فانتاجها وفاعلية الأداء التنظيمي يقومان عليها؛ لأن العنصر البشري هو من أهم عناصر الإنتاج، فإذا لم تنجح المنظمة في اختيار مواردها البشرية، سوف يكون الفشل سريع ولا تستمر في التقدم، وتنفيذ الخطط وتحقيق الأهداف بنجاح معتمد على العناصر البشرية التي تمتلك المهارات الجيدة التي تجعلها قادرة على الأداء الجيد.
وبعض الدول ما وصلت له من تطور صناعي وخدمي ووصولها للأسواق العالمية وما يميزها من جودة للمنتجات، هو في الحقيقة جهود مشتركة من العناصر البشرية، ذات المؤهلات والخبرات والمدربة على استعمال التكنولوجيا المتطورة والحديثة، أي وجود تكامل بين المورد البشري والمورد التقني، فإن الاختيار غير السليم هو عبارة عن عدم نجاح مستقبلي للمنظمة.
إذًا ما يجب الاتفاق عليه هو أن المنظمة الفاعلة والناجحة تقف فقط على أداء عنصرها البشري الذي إذا لم يتم اختيارها بطريقة صحيحة وسليمة، لن تحقق المنظمة أدائها المتميز ولن تحقق المنتج ذات الجودة العالية، وتكون أخطاءها كثيرة وتكاليف تدريب مرتفعة، ولن تحقق رضا العميل ولا تضمن الاستمرارية والثبات في السوق.