يعرف معظم الناس مصطلح (سوق الأوراق المالية)، لكنّهم قد لا يكونوا متأكدين من دوره في المجتمع، حيثُ أنّ سوق الأوراق المالية هو كيان مالي كبير يؤثر بطريقة ما على الجميع في المجتمع، سواء كان لديهم تفاعل مباشر معه أم لا، في حين أنّ فهم جميع مكونات وتأثيرات نشاط سوق الأوراق المالية قد يستغرق سنوات، لذلك فإنّهُ يجب على الجميع معرفة الخصائص الأساسية والغرض من السوق.
معلومات حول سوق الأسهم:
تتمثل أهمية سوق الأوراق المالية في تزويد الشركات بإمكانية الوصول إلى تجمعات كبيرة من المستثمرين، حيثُ أنّهُ عندما تختار شركة (أن تُصبح شركة عامة)، فإنّها تبيع ملكيتها للجمهور، وفي مقابل هذا البيع تجني الشركة مبلغاً كبيراً من المال في وقت قصير تقريباً، حيثُ يشتري المستثمرون (أسهماً)، في كيان الشركة.
وغالباً ما يكون بيع الأسهم في الأسواق المفتوحة هو الطريقة الوحيدة لجمع المبالغ الكبيرة من رأس المال اللازم للتصنيع على نطاق واسع وتطوير الخدمات التي يُمكِن أن تؤثر على ملايين الأشخاص، حيثُ أنّهُ لا تستطيع الشركات الصغيرة ذات رأس المال الأقل عادةً تحمل مثل هذا النموذج التجاري، لذا فإنّ طرحها للجمهور يفتح هذه الأبواب.
وعلى الرغم من أنّ رأس المال الذي يتم جمعه من بيع الأسهم يُعدّ ميّزة جذابة للطرح للاكتتاب العام، فإنّ إدراج الشركة في سوق الأوراق المالية ينطوي على التزامات جديدة غير مطلوبة من شركة أصغر أو خاصة.
ولكي يتمكن الجمهور من فحص قيمة الشركة بسهولة أكبر، تتطلب الحكومة مستوى مُعيّناً من الشفافية في جميع قرارات العمل الرئيسية والتقارير المالية، ووفقاً لهيئة الأوراق المالية والبورصات، فإنّ الشركة العامة التي لا تلتزم بهذه اللوائح الصارمة تفتح نفسها لأشكال جديدة من المسؤولية لا تتعلق بالشركات الخاصة.
ومن المُمكِن للطرح العام أن يفيد الشركة بوضوح من خلال زيادة رأس المال، وقد يستفيد المستثمرون أيضاً، حيثُ يكمن الدافع الأساسي لأيّ مستثمر لشراء أسهم في شركة في توقع النجاح المستقبلي لتلك الشركة، ومع زيادة إيرادات الشركات تُصبح الشركة أكثر قيمة.
وبالتالي فإنّ الملكية في الشركة تساوي أكثر، وترتفع أسعار الأسهم، حيثُ أنّ المستثمرون الذين يرون قيمة أسهمهم يتمتعون بـ (مكاسب رأسمالية)، وإذا قاموا ببيع هذه الأسهم لاحقاً، فقد يربحون جيداً.
وبالإضافة إلى ذلك إنّ العمل الروتيني المتمثل في نصفية التقارير المالية لفهم صحة الشركة يتجاوز معرفة العديد من المستثمرين، حيثُ أنشأت سوق الأوراق المالية صناعة كاملة من المُحلِّلين الماليين الذين ينشرون التوصيات للجمهور بناءً على أبحاثهم.
حيثُ يُساعد العديد من المُحلِّلين شركاتهم في الربح من عمولات الوسيط بسبب معاملات الأسهم أو غيرها من أنشطة سوق الأوراق المالية ذات الصلة، حيثُ تنصح هيئة الأوراق المالية والبورصات جميع المستثمرين بإجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتباع توصيات المُحلِّل بشكل أعمى.
وحتى عندما تكون الشركة في حالة جيّدة أو حتى في حالة نمو، فقد ينخفض سعر سهمها، حيثُ يتأثر سوق الأوراق المالية بسهولة بالظروف الاقتصادية والسياسية وحتى الأحداث التي تبدو غير ذات صلة في البلدان الأُخرى، حيثُ أنّ العوامل التي تؤثر على السوق ككل هائلة ومعقدة، وإذا كان السوق بأكمله يُعاني، فإنّ أفضل الشركات ستنجر معها، ويجب أن يكون المستثمرون دائماً على دراية بهذه المخاطر.