توجد جميع المشاريع التجارية الهادفة للربح لتقديم الثروة لأصحابها، حيثُ تحقق معظم الشركات الصغيرة ذلك من خلال الربحية، وإذا لم تحافظ الشركة على الربحية، فسوف تفشل في النهاية، ممّا يجعل تقييم الربحية مهمة حاسمة، ونظراً لأنّ الأعمال المُربحة من المُمكِن أن تواجه مشاكل في التدفق النقدي، والتي قد تؤدي إلى الفشل بشكل أسرع من الأرباح غير الموجودة، فإنّ تقييم الوضع النقدي للشركة أمر بالغ الأهمية أيضاً، وعلى الرغم من ارتباطها الوثيق، فإنّ التدفق النقدي والربحية والتقييمات المرتبطة بها تختلف.
الفرق بين تقييم الربحية وتقييم التدفق النقدي:
تقييم الربحية:
تنتج الأرباح وبالتالي الربحية، من الإيرادات والمصروفات، وتحقق الشركات إيرادات من بيع سلعها أو خدماتها، وتتكبد مصاريف كجزء من تسليم تلك العناصر أو تقديم الدعم، وتتبع الشركات هذه الأنشطة في بيانات الدخل الخاصة بهم، وأنّ الرقم الموضح في المحصلة النهائية هو صافي الدخل الذي حققته الشركة خلال تلك الفترة المحاسبية، والتي تكون عادةً شهراً أو ربعاً أو سنة، وتوفر الأعمال المربحة للغاية لأصحابها عائداً استثمارياً كبيراً.
حيثُ أنّ مقياس الربحية الرئيسي هو صافي هامش الربح، حيثُ يحسب المحاسبون هذا الرقم بقسمة صافي الدخل على إجمالي الإيرادات، وتستخدم الشركات أيضاً هامش الربح الإجمالي وهامش الربح التشغيلي لتحديد المجالات الوظيفية التي قد تُساهم في ربحية الشركة أو تنتقص منها.
وتستخدم الشركات العائد على حقوق الملكية لتحديد تأثير الربحية على ثروة المالك، وتقوم بإجراء تقييمات الربحية لتحديد مجالات المشاكل وإجراء التعديلات في تلك المجالات، وتقوم معظم الشركات أيضاً بتحليل بيان الدخل على مدى عدة فترات محاسبية لتحديد الاتجاهات التي قد تُشير إلى مشاكل ناشئة.
تقييم التدفق النقدي:
النقد هو ما تحتفظ به الشركات في حساباتها المصرفية، ويشمل النقد المعادل (الشيكات والحوالات البريدية وبعض مدفوعات بطاقات الائتمان)، وتزيد الشركات من أرصدة حساباتها المصرفية عندما تتجاوز التدفقات النقدية، التدفقات النقدية الخارجة والأرصدة المستنفدة عندما تتجاوز التدفقات النقدية التدفقات النقدية الداخلة على مدى فترة زمنية محددة.
وأنّ الشركات التي تستخدم طريقة المحاسبة على أساس الاستحقاق تتبع التدفقات النقدية في بيان التدفق النقدي، ويسجل بيان التدفق النقدي توقيت ومبلغ التدفقات النقدية في ثلاثة مجالات رئيسية وهي: (العمليات والاستثمار والتمويل).
حيثُ تستخدم الشركات في المقام الأول الميزانية النقدية وبيان التدفق النقدي لتقييم وضعها النقدي، ويُشير التدفق النقدي التشغيلي الإيجابي عموماً إلى أنّ الشركة تقوم بتحويل إيراداتها إلى نقد بشكل فعّال، بينما قد يُشير التدفق النقدي التشغيلي السلبي إلى ضعف تحويل المبيعات إلى نقد.
ويُظهِر التقييم الأعمق ما إذا كانت المشكلة تنشأ عن النمو السريع أو ضعف الإشراف التشغيلي، وقد تُواجه الشركات أيضاً مشكلات في التدفق النقدي ناتجة عن مدفوعات رئيسية كبيرة للديون، حيثُ يجب على الشركات تقييم الاحتياجات النقدية مقدماً واتخاذ الإجراءات اللازمة.