الالتزام الوظيفي:
يعتبر الالتزام في العادة من الظواهر الهامة في الحياة البشرية بشكل عام، ويعود سبب التركيز بالالتزام التنظيمي كظاهرة إدارية للاهتمام بدور الموظف في المنظمة، ومن البديهي أن أهمية الموظف من غير الممكن أن تتساوى مع أهمية أي عنصر أو وسيلة إنتاج أخرى.
وفي نفس الوقت الموظف له اتجاهاته وتفكيره والدوافع والعواطف التي تقوم بتوجيه تصرفاته، وبالتالي صعوبة كبيرة في السيطرة الدائمة على أي مكوّن من مكونات البيئة النفسية للموظف، كما أنه لا يمكن استخدام معايير ثابتة للتحكم في التصرفات الإدارية تجاه كل الموظفين في المنظمة، إذ أن لكل فرد هامش من الاختلاف يميزه عن الآخرين.
ومن هنا فإن نجاح المنظمة ووصولها لأهدافها مرتبط بطريقة مباشرة بمدى إيمان الموظفين بالأهداف وقناعتهم بها، وسعيهم لتحقيقها والوصول لشعور التطابق أو القرب من الأهداف الشخصية والذاتية. فالالتزام الوظيفي أصبح من أكثر الأمور التي تركّز عليها إدارة المنظمات، خصوصًا أن مفهومه العلمي لم يتم الاهتمام به الشكل المطلوب من قِبل المختصين بالإدارة إلا في فترة نهاية الستينات وبداية السبعينيات من القرن العشرين.
وهنا ظهرت أهمية دراسة السلوك الإنساني في المنظمة بهدف التحفيز ورفع درجات الالتزام؛ ممّا أدى لظهور الكثير من النظريات وإجراء العديد من الدراسات الميدانية والتطبيقية في الفترة الأخيرة، التي يكون هدفها تحديد العوامل التي لها دور في الالتزام الوظيفي للعنصر البشري.
تعريفات الالتزام الوظيفي:
بسب تعدد الأدبيات والاهتمام بالالتزام الوظيفي من نواحي متعددة، وفضلاً عن كون الالتزام من الأوجه المعقدة للسلوك التنظيمي، فظهرت عدة تعريفات منها:
- يُعرف بأنه عاطفة وجدانية للموظف نحو المنظمة التي يعمل بها أكثر من ارتباطه بها لأسباب مادية.
- يعتبر الالتزام الوظيفي حالة غير الملموس، يتم الاستدلال عليها عن طريق الظواهر التنظيمية المحددة لسلوك الموظفين وتصرفاتهم وتجسد مدى ولائه للمنظمة.
- يُعبّر الالتزام الوظيفي عن استعداد الموظف لبذل أقصى الجهود الممكنة لمصلحة المنظمة، والرغبة القوية في البقاء بها ومن ثم يتكوّن لديه الإيمان بالأهداف والقيم التي تتبناها المنظمة.
- هو الشعور الداخلي الذي يضغط على الموظف للعمل بأسلوب التي يمكن عن طريقها تحقيق أهداف المنظمة.
- يشير الالتزام الوظيفي في الرغبة التي يبديها الموظف للتفاعل الاجتماعي لكي يزوّد المنظمة بالنشاط والحيوية والولاء.
- يحتوي الالتزام الوظيفي ثلاثة أبعاد أساسية، هي: الرباط العاطفي بين الموظف والمنظمة، الاستمرارية والبقاء في العمل، الشعور بالواجب للمنظمة.
- يمثل الالتزام الوظيفي التطابق مع المنظمة والارتباط بها من جانب الموظف.