ما هو تاريخ الريادة ومفهومها؟

اقرأ في هذا المقال


تاريخ ريادة الأعمال (History Of Entrepreneurship):

يعود مفهوم ريادة الأعمال إلى الاقتصادي المفكر النمساوي جوزيف شومبيتر (joseph Schumpeter) الذي ولد سنة (1883) وتوفي في سنة (1950)، حيث قام بتوضيح مفهوم رائد الأعمال (Entrepreneur) أنه هو ذلك الفرد الذي يتمتع ويتصف بالإرادة والإمكانية على تحويل فكرة جديدة، أو اختراع جديد إلى عملية ابتكارية ناجحة، وبالتالي فإن وجود قوى رواد الأعمال في السوق والصناعات المتنوعة تكون قائمة على إنشاء منتجات جديدة، وأيضًا نماذج عمل جديدة تكون السبب في أن يكون رواد الأعمال هم الذين يقومون بتحريك النمو الاقتصادي على المدى الطويل.

أما الأمريكي فرانك نايت (Frank H.Kmight) والنمساوي بيتر دراكر (Peter Trucker)، فيشيروا إلى أن ريادة الأعمال تتمركز وتقوم بالأساس حول المخاطرة، وتصرف رائد الأعمال هو ما يقوم بعكس نوع القدرة التي يمتلكها ليقوم بوضع مهنته ووضعه المالي في الواقع، والمخاطرة من خلال تنفيذ فكرته ووضعها مكان التطبيق، وذلك من خلال بذل الكثير من الوقت والجهد ورأس المال في مخاطره غير مضمونة. وقد تم تصنيف أسباب عدم الضمان إلى ثلاثة أنواع هي:

    • المخاطرة: ومن الممكن أن يتم قياس المخاطرة بشكل إحصائي، مثل احتمال سحب كرة زرقاء من صندوق يحتوي هذا الصندوق على خمس كرات زرقاء وخمس كرات سوداء.
    • عدم الضمان الفعلي: والتي يكون من المستحيل أن يتم تقديرها أو أن يتم توقعها بشكل إحصائي، مثل احتمال سحب كرة زرقاء من صندوق به عدد غير معروف من الكرات الزرقاء، وعدد غير معروف من الكرات الملونة الأخرى.
    • الالتباس: حيث يكون من الصعب أن يتم قياسها بطريقة إحصائية، مثل احتمال سحب كرة زرقاء من صندوق تحتوي على خصم کرات زرقاء وعدد غير معروف من الكرات السوداء.

فإن تأثير ريادة الأعمال قوي جدًا ومن المستحيل أن يتم توقعه في الغالب، فبشكل عملي عندما يكون لك محاولة لابتكار شيء جديد في هذا العالم فإن سوق الشيء الجديد الذي قمت بابتكاره غير معروف، فقبل ظهور الإنترنت لم يكن من المتوقع نجاح سوق الأعمال التي تكون قائمة ومبنية على الإنترنت، مثل شركة (Amazon) وشركة (Google) وشركة (YouTube)و شركة (Yahoo) وغيرها العديد.

فإن تحفيز فئة الشباب وتشجيعهم باتجاه بناء منظماتهم الخاصة بهم أصبح في الوقت الحالي شيء أساسي تسعى له أغلب بلدان العالم؛ لأن هذه المنظمات تتصف بقدرتها على توليد الأفكار وتوليد السلع والخدمات الجديدة، وتقوم بتشغيل الكثير من الأيدي العاملة، فتقوم البلدان بتزويد المنظمات الكبيرة بالمواد وهي تمثل بالعادة النسبة الأكبر من نشاط القطاع الخاص في أي بلد.

ولقد أصبح التغيير باتجاه الأعمال الريادية أمر مطلوب ومهم وأساسي وليس أمر ترفيهي؛ لأن الاستمرار في النمو والتطور الاقتصادي والرفاهية أصبح مرتبط بشكل كبير بتطوير الأعمال الريادية، وارتفاع عدد رواد الأعمال وإنشاء المنظمات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

فإن رائد الأعمال عندما يصبح لديه مهمة المبادرة لإنشاء أي مشروع جديد أو سلعة أو خدمة جديدة، أو طريقة تسويقية تكون مميزة ومبتكرة، ومن خلال تحقيق الربح ليصل لدرجة عالية من رعاية لأفكاره الجديدة، فإنه سوف يصل ويحقق هدف النمو الاقتصادي الذي يتمثل في تحقيق التراكم لرأس المال وتطبيق التقنيات الجديدة، وتطوير مستوى استغلال الطاقات التي تكون متاحة ويقوم برفع الكفاءة الإنتاجية والمساهمة في حل مشكلة البطالة.

مفهوم ريادة الأعمال:

بالرغم من بساطة مفهوم ريادة الأعمال إلا أنه قائم على عمق كبير؛ لأنه مرتكز على إنشاء الأفكار والمشروعات المبتكرة التي لديها الإمكانية على الاستمرارية والنجاح، وهذا ما يجعلها تدخل في صُلب النظريات الاقتصادية في التطور والنمو، عن طريق أن أحد أسباب التخلف والتباطؤ هو عدم بروز رواد الأعمال أو المنظمين أو المستحدثين الذين لديهم الرغبة باستغلال الفرص الاستثمارية بكل أشكالها وابتكار كل ما هو جديد.

حيث بدأ الاهتمام العالمي بترسيخ ثقافة ريادة الأعمال (Entrepreneurship) التي أصبحت أساس الكثير من البرامج التدريبية والمناهج التعليمية، حتى أصبحت ريادة الأعمال غاية لأغلب بعض دول العالم لتحقق أعلى درجات الوصول لتشجيع تحول فئة الشباب من العمل الوظيفي الحكومي المأجور إلى العمل لحسابهم الخاص، من خلال تكوين منظماتهم الصغيرة الخاصة بهم.

كما ارتبط نجاح المشاريع الصغيرة ارتباط وثيق بقيادة الرياديين لها، باعتبار أن الريادي لديه الإمكانية على تحليل الظروف والرؤية المستقبلية التي تساهم على معرفة ما سوف يحصل في المستقبل، وإمكانيته على تحديد الأولويات والوضع التوازني الحالي للمهام ذات الربحية عن طريق تقييمه للفرص المستقبلية، وهي في بداية الصفات المهمة لنجاح منظمات الأعمال الصغيرة.

فإن ريادي الأعمال ومن من خلال المهارات الشخصية والصفات الكثيرة التي يتصف بها، وفي بادية هذه الصفات المجازفة والثقة بالنفس والإصرار على العمل يحقق الفائدة في تقدير التدفقات النقدية في المستقبل وتحديد درجة المخاطرة، ويقوم بتقليل التكاليف، ممّا يحقق للمشروع قدر كبير من المنافسة والنجاح.
وفي فترة أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين تم الاهتمام والتركيز في الكثير من منظمات الأعمال الدولية على تنمية ودعم منظمات الأعمال الصغيرة والمتوسطة، والعمل على التدريب على ريادة الأعمال. وقد ظهر ذلك من خلال  أهمية علاج وحل لمشكلة البطالة التي أصبحت معاناه لأغلب بلاد العالم، وفي مقدمة هذه البلدان الدول النامية؛ ممّا يتطلب الاهتمام والتركيز على دعم والتشجيع لتحول فئة الشباب باتجاه العمل الحر، القائم على بناء وتأسيس المشاريع الصغيرة الناجحة بدلاً من العمل الوظيفي التقليدي المأجور.

شارك المقالة: