ما هو نموذج جيتزلز في الإدارة؟

اقرأ في هذا المقال


يعرف العديد من العاملين في الإدارة أن الإدارة هي عملية صنع القرار أو اتخاذ القرار، وليس من الأمور السهلة أن تأخذ الإدارة القرار، فهي أحد المهارات الضرورية في الإدارة، فعملية صنع القرار تستند على عدد من نظريات الإدارة مثل الإدارة كعملية اجتماعية معتمدة على التسلسل الهرمي للعلاقات وتوزيع الأدوار والإمكانات وتكاملها.

نموذج جيتزلز:

من أكثر النظريات الحديثة شهرة في الإدارة حتى الوقت الحالي ما يطلق عليها اسم نظرية الإدارة كعملية اجتماعية التي تعود إلى يعقوب جيتزلز (J. Getzels )، فقد تم النظر إلى الإدارة على أنها عبارة عن تتابع هرمي للعلاقات بين الرئيس  والمرؤوسين في إطار نظام اجتماعي. وهذا التسلسل الهرمي للعلاقات يعني من الناحية الوظيفية العمل على توزيع الأدوار والقدرات وتكاملها لكي يتم تحقيق أهداف النظام الاجتماعي.

لكن ماذا نقصد بالنظام الاجتماعي؟ إن أي نظام اجتماعي بالمنظمات، يتكون من ناحيتين يمكن تصورهما في شكل مستقل لكل منهما عن الآخر وإن كان في الواقع متداخلين الناحية الأولى لها علاقة بالمنظمات، وما تقوم به من أدوار وما يتوقع منها، وتتعلق الناحية الثانية بالأفراد والشخصيات التي يتمتعون بها واحتياجاتهم التي تكوّن النظام.

والسلوك الاجتماعي في المنظمات يعتبر وظيفة للجوانب الآتية: المنظمات والأدوار والتوقعات وهي تمثّل البعد التنظيمي أو البعد المعياري (Nomothetic)، والأفراد والشخصيات والحاجات وتمثل البعد الشخصي (Idiographic) للمهام في النظام الاجتماعي، ويعني جيتزلز بالمنظمة أي هيئة تقوم بالوظائف الثابتة للنظام الاجتماعي ككل.

والنظام الاجتماعي في المنظمة يترتب على محاولة الفرد أن يقوم بمواجهة بيئة لها توقعات؛ وذلك عن طريق تفاعل الدور مع الشخصية. وبالطبع فإن الوزن النسبي سوف يكون لكل من الدور والشخصية، كما أنه سوف يختلف باختلاف الظروف نظرًا لوجود تفاعل بينهم، ويمكن تمثيل هذا التفاعل بالرسم التالي:

%D8%B1%D8%B3%D9%85-300x134

ومن الشكل السابق أي إجراء سلوكي يمكن أن يشبّه بخط يقوم بقطع المثلثين مثلث الدور ومثلث الشخصية، ويمثل الخط (أ) نموذجًا لإجراء سلوكي فرضته الاعتبارات الشخصية بشكل أساسي، ولم يكن لاعتبارات الدور فيه إلا حظ يسير. أما الخط (ب) فيمثل إجراءً سلوكيًا تتوازن فيه الاعتبارات الشخصية وتوقعات الدور، والخط (ج) هو عکس الخط  (أ) يمثّل إجراء سلوكي كان لتوقعات الدور فيه الاعتبار الأكبر في حين أن الاعتبار الشخصي لم يكن له فيه إلا حظ قليل. ويقف ميل سلوك رجل الإدارة على التأثير بتوقعات الدور أو الشخصية على نمط المنظمة التي يعمل فيها.

وبسبب الوضع المعقّد للإدارة يتطلب من رجل الإدارة ان يراعي الظروف الاجتماعية والظروف النفسية والظروف الأنثروبولوجية والظروف السياسية والظروف الاقتصادية، فإن هناك تعديل لنموذج لجيتزلز يتسع للسلوك خارج وداخل المنظمة. وهذا التعديل  نظرية ارجريس (Argyris) هدفها تحقيق فهم الميكانيزم الذي من خلاله يتمكّن الفرد من تحقيق ذاته عن طريق المنظمة، وفي ذات الوقت تحقق به المنظمة ذاتها من خلال الفرد.

ويكرّس هذا المدخل على أن يفهم الفرد المنظمة ويجب أن يضاف إلى المنظمة، كما تصورها الخريطة الرسمية مع الوضع في الاعتبار كل النشاطات غير الرسمية التي تظهر وتمثل الأدوار الجوانب الحية (الديناميكية) للوظائف في المنظمة.

ونحدّد الأدوار عن طريق ما يطلق عليه اسم توقعات الدور (Role expectations)، وهي تمثّل الالتزامات والمسؤوليات المتعارف عليها والتي تقع على مسؤولية من يقوم بهذا الدور، بالإضافة إلى أدوار الأفراد بمعنى أن كل دور يستمد معناه من الأدوار الأخرى في المنظمة، فدور المدير على سبيل المثال ودور موظف المبيعات لا يمكن تحديديهما إلا في علاقة كل منهما بالآخر، والأدوار يقوم بها الأفراد، فالأفراد يختلفون فيما بينهم ولذلك يقوم كل فرد بتلوين دوره بصفاته الخاصة به.

هذا لا يكفي لكي نفهم الدور الملاحظ للمدير  أو موظف المبيعات، فمثلاً أن نعرف طبيعة الدور وتوقعاته على الرغم من أن هذا يعتبر شيء هام يجب علينا معرفته، وإنما يجب أن يكون لدينا معرفة أيضًا بطبيعة الشخصيات والأفراد الذين يقومون بالدور، وهذا يعني أن الفهم المتكامل للدور يحتوي على ناحيتين الناحية الأولى التنظيمية والثانية الشخصية، وهذا يتطلب إدخال التحليل الاجتماعي والسيكولوجي أيضًا.

ويعرّف جيتزلز الشخصية على أنها تنظيم ديناميكي للحاجات في داخل الفرد يجعله ينزع إلى الاستجابة للأشياء بأسلوب خاص، ويمكننا أن نقدر على التمييز مثلاً بين مديرين أحدهما لديه نزعة قوية للخضوع والثاني لديه نزعة قوية للاستعلاء.

ويقصد بالبعد الشخصي في نموذج جيتزلز للبعد التنظيمي والبعد المعياري والبعد الشخصي للسلوك الاجتماعي، أي سلوك يصدر عن كل من البعدين البعد التنظيمي والبعد الشخصي في وقت واحد، فإن سلوك الأفراد في التعاون على التكيف مع البناء الرسمي، وأيضًا النشاطات التي يقوم بتصميمها الأفراد لإشباع رغباتهم الخاصة، وأخيرًا النشاطات التي تنتج عن التفاعل.


شارك المقالة: