ما هي عوامل تكوين الجماعة في منظمات الأعمال وما هو سبب تماسكها؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الجماعة:

هي وحدة اجتماعية تتكون من مجموعة من الأعضاء يتميزون بالإدراك الجماعي لوحدتهم، عن طريق التفاعل الاجتماعي المتبادل بينهم من خلال اللغة، وتساعد في تحقيق غايات وأهداف مشتركة مع الاهتمام بإشباع الرغبات الفردية لكل عضو من أعضاء الجماعة.

عوامل تكوين الجماعات:

الفرد يعيش في مجموعة من الجماعات في ذات الوقت، ويقضي أغلب وقتع  في كل المراحل العمرية في جماعات صغيرة سواء كان على مستوى الأسرة أو المدرسة أو الأندية أو مكان العمل، فكل هذه الجماعات لها أثر على شخصية الفرد وعلى السلوك الصادر عنه. ويوجد مجموعة تفسيرات وآراء تم طرحها حول عوامل تكوين الجماعة منها تفسيرات ترتبط بالإشاعات التي تقوم الجماعة بتقديمها سواء كان داخل الجماعة أو خارج الجماعة. وتتمثل إشباع الحاجات داخل نطاق الجماعة وخارجها.

وتتمثل إشباع الحاجات داخل الجماعة في العمل في ما يلي:

  • التجاذب بين الأفراد: وبمعنى أن الأشخاص الذين الذين ينجذّبون اتجاه من يتشابه معهم في الاتجاهات والقيم والسمات البدنية الشخصية والصفات الوجدانية والوضع الاقتصادي والاجتماعي.
  • الجاذبية لأهداف الجماعة: عادة ما ينضم الشخص إلى الجماعة التي تحقق الأهداف التي يتطلع إليها.
  • الجاذبية لأنشطة الجماعة: منها الانضمام لنادي محدد بسبب الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية أو الرياضية.

وتتمثل إشباع الحاجات خارج الجماعة في العمل في ما يلي:

  • الجاذبية لأفراد خارج الجماعة: مثل أن ينضم الفرد لجماعة سياسية مُعتقد أنه في الإمكان إنشاء علاقات اجتماعية مع قادة الأحزاب أو النقابات الأخرى، مستغل العضوية في الجماعة.
  • انتماء الفرد لأكثر من جماعة فيوقت واحد: مثل أن يتميز العصر الحالي بالجماعات المتعددة التي ينتمي لها الفرد، فقد ينتمي الفرد الواحد لعدد كبير من الجماعات في ذات الوقت.
  • الجاذبية لأهداف خارج الجماعة: حيث تسير هنا بعض الجماعات لتحقيق مصالح لأفرادها خارج النطاق، فقد ينضم فرد لنادي معين أو مؤسسة محددة ليس خوفًا على العضوية، بل لاعتقاده أن تلك العضوية وما تحققه من صلات وامتيازات تجعله قريب من أهداف خارج الجماعة.

فالفرد عضو في جماعة العائلة وعضو في جماعة العمل وغيرها من الجماعات، وفي كل جماعة من هذه الجماعات يكون له دور فيها وله مكانة وله وظيفة تختلف من جماعة لأخرى. وفي العادة تتغير العضوية للفرد من هذه الجماعات بمرور الأيام وتقدمه في العمر.

فالجماعات بكل أنواعها تؤثر بشكل كبير غللا سلوك الفرد وتفكيره واتجاهاته والقيم والثقافة التي يتمتع بها، ويكون من خلال التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الجماعة تجاه الأعضاء ويكون عن طريق عملية التقمص، وفي العديد من الأوقات يقوم الفرد بتقمص شخصية الجماعة التي ينتمي أليها فيتبنى معايير وقيم الجماعة، ويشعر بالاعتزاز للمشاركة والقيام بأعمال وممارسات تقوم بتحقيق غايات الجماعة.

ما هو تماسك الجماعة؟

تتعدد المعاني التي تقوم بتفسير وشرح مصطلح تماسك الجماعة، فالبعض يُعرّفه بأنه عبارة عن محصلة القوى الناتجة التي تجذب الأشخاص تجاه الجماعة، ويؤكد البعض على أن التماسك يشير إلى جاذبية الجماعة وأعضائها، ويرى آخرون أن التماسك هو عبارة عن القوة التي تمارسها الجماعة حتى تحافظ على عضوية الأفراد فيها.

فالآراء السابقة تطرح نفس سمات  مشتركة مكمّلة أكثر من أنها متعارضة، وجميعها تشير إلى أن عملية تماسك الجماعة تضمن أن الجماعات تتميز بمناخ يشعر الأفراد بالانتماء والتقارب للجماعة والعمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة.

أسباب تماسك الجماعة:

  • جاذبية التفاعل بين الأعضاء، فكلّما زاد التفاعل بين أعضاء الجماعة كلّما أدى هذا إلى المزيد من تماسك الجماعة.
  • إسهام عضوية الجماعة في تحقيق الأهداف الخاصة للأعضاء فيها، أي أن عضوية الجماعة تساهم في إشباع الحاجات للأعضاء وأهدافهم الخاصة سواء كانت أهداف مادية أو أهداف معنوية داخل الجماعة أو خارجها، وهذا يزيد من تماسك الجماعة.
  • جاذبية أنشطة الجماعة، فإذا كانت أنشطة الجماعة تتوافق مع الاستعدادات والقدرات التي يمتلكها الفرد وصفاته الشخصية هذا سوف يحقق المزيد من تماسك الجماعة.

أنواع الجماعات:

  • جماعات تُصنف بناءً على أهداف الجماعة.
  • جماعات تُصنف بناءً على طبيعة التفاعل.
  • جماعات تُصنف بناءً على أعضائها.
  • جماعات تُصنف بناءً على طول بقائها.

ومن أشهر هذه التقسيمات أو التصنيفات تلك التي تُصنف الجماعات على أنها جماعات رسمية أو غير رسمية، والمقصود بالجماعات الرسمية تلك التي تأخذ شرعيتها عن طريق الأهداف المعلنة والقواعد والإجراءات الرسمية للمنظمة، مثل جماعات العمل.

أما الجماعات غير الرسمية هي الجماعات ذات الإجراءات القليلة وليس لها أهداف معينة، مثل جماعة الأصدقاء أو جماعة المقهى، وكما توجد أيضًا جماعات أساسية وأخرى مهمشة.

وتعتبر جماعات العمل من المواضيع ذات الأهمية في دراسة العلوم السلوكية والتطبيقات في مجال العمل، حيث يقضي الفرد قدر كبير من حياته في العمل، وفي جماعات العمل يدخل الفرد في تفاعلات عديدة مع غيره من الموظفين، ويكون لهذه التفاعلات أثر كبير على الأداء التنظيمي وسلوك العمل والإنتاجية واتخاذ القرارات.

جماعة العمل:

ما هي جماعة العمل؟

بناءً على الدوافع وحاجات وقدرات وخبرات ومؤهلات الأفراد يلتحق الأفراد بالعمل في منظمات الأعمال، وبالتحاقهم بالعمل يأخذون مواقعهم على الهيكل التنظيمي للمنظمة، وتتكوّن بين الأفراد علاقات تتم بينهم اتصالات يحتمها العمل وتستمر هذه العلاقات والاتصالات وتزيد بمرور الوقت وتتكوّن روابط وعلاقات اجتماعية.

فجماعة العمل هي عبارة عن وحدة اجتماعية أو كيان يتضمن عدد من الموظفين الذين يقومون بأعمال داخل وحدات متنوعة يقومون بتأدية أنشطة محددة تتفق مع ظروف كل فرد، وتجمعهم أهداف مشتركة وتربطهم علاقات عديدة وتسود بينهم قيم وقواعد محددة وتنشر بينهم مشاعر وأحاسيس، حيث كان الفرد العامل يقضي فترة زمنية كبيرة من يوم العمل في علاقات واتصالات وتفاعلات مع غيره من الموظفين في أُطر الأداء التنظيمي وسلوكيات العمل، فمن المؤكد أن سلوك الأفراد يؤثر ويتأثر بسلوك الجماعات.

خصائص جماعة العمل:

  • العلاقات تنشأ بين أفراد جماعات العمل وتأخذ صفة الاستمرارية والدوام  والانتظام وإمكانية الزيادة والتطور.
  • لكل فرد في جماعة العمل دور يقوم به بصفته الوظيفية، هذه الأدوار في الغالب تتوقف على مجموعة من العوامل، مثل السن والمؤهلات والخبرات والقدرات وتكوين الشخصية.
  • للجماعة غايات تسعى لتحقيقها منها غايات خاصة بمستويات أداء العمل في المنظمة وأهداف خاصة لإشباع رغبات الأفراد.
  • جماعة العمل هي جماعة مُصغرة من المجتمع الكبير قد تسود بينهم نفس المشاعر والأحاسيس من فرح وحزن وحب وكره وغيرها.

جماعات العمل في التنظيم غير الرسمي:

عندما تكون جماعات العمل تحكمها مجموعة من القواعد والمعايير والسلوكيات وقيود خاصة بالعمل بالمقابل تأخذ الجماعات غير الرسمية الصفة الإنسانية، وتتكون من هذه الجماعات عند تفاعل ثلاثة حاجات رئيسية وهي:

  • حاجة الانضمام أو التفاعل، وهي حاجة الاندماج والانضمام في الجماعة.
  • حاجة السيطرة والتأثير، وهي حاجة الفرد للسيطرة والتأثر على الظروف البيئية التي تحيط بالأفراد الذين يتعامل معهم الفرد.
  • حاجة العاطفة والحب أو الصداقة، وتتمثل في حاجة التودد للآخرين والتقارب الوجداني في الجماعة.

شارك المقالة: