حيوة بن شريح والرّواية

اقرأ في هذا المقال



ما زلْنا نَجوبُ ديارَهُمُ العامِرَةِ بالعِلْمِ والحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، نذَرُوا أنْفَسَهُمْ لحفْظِهِ ونَقْلِه إلى أمَّةِ الإسْلامِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، كانوا بوصَلَةً لكلِّ منْ أرادَ تَعلُّمَه، تزَيَّنَتْ بهم أقطارُ الإسلامِ، ومْجالِسُ علمِهم ما زالتْ حاضِرَة في كُتُبِ السِّيَر. إنَّهُمْ رُواةُ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.
دعونا نسافِرُ معاً في بحْثِنا عنِ الرُّواةِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ إلى أمِّ الدُّنْيا مصْرَ، وقدْ كانتْ عامِرَةً بعلماءِ الحديثِ، لنَصِلَ مَعَكُمْ إلى الرَّاوِي المُحَدِّثِ حَيوَةَ بنِ شُرَيحٍ، فلنقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن حيوة بن شريح:

هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو زُرْعَةَ، حَيْوَةُ بنُ شُريحٍ بنِ صَفوانَ المِصْرِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ أتْباعِ التَّاِبعينَ، منْ أهل مِصْرَ، وقدْ اُشْتُهِرَ بِكَثْرَةِ روايَتِه للحديثِ منْ طريقِ التَّابعينَ، وقالَ عنْهُ الذَّهبيُّ الإمامُ: (الإمامُ الرَّبانِيُّ، شيخُ الدِّيارِ المَصْرِيَّةِ)، وعُرِفَ عنْهُ بِكَثْرَةِ الإنْفاقِ والدُّعاءِ المُسْتَجابِ، وقيلَ كانَ يُنْفِقُ مالَهُ كُلَّهُ فيرْجِعُ لمَنْزِلِهِ فيجدُهُ في فراشِهِ، وكانتْ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في العامِ الثَّامِنِ والخَمْسينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ في مِصْرَ.

روايته للحديث:

كانَ حيوَةُ بنُ شُريْحٍ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ روَى الحديثَ النَّبويَّ منْ طريقِ كثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ منْ أمْثالِ: مُحَمَّدِ بنِ حرْبٍ وربيعَةِ بنِ يزيدَ الدِّمَشْقِيِّ ويزيدَ بنِ أبِي حبيبٍ وأبي هانِئٍ الخَوَلانِيِّ ويزيدَ بنِ الهادِ اللَّيْثِيِّ وأبي سعيدٍ الحِمْيَرِيِّ وبقِيَّةِ بنِ الوَليدِ وعيَّاشِ بنِ عبَّاسٍ الحِمْيَرِيِّ وعُقْبَةَ بنِ مُسْلِمٍ والحُسَيْنِ بنِ شُفَيٍّ المِصْرِيِّ وإسْحاقَ بنِ أُسَيْدٍ الأنْصارِيِّ وسالِمِ بنِ غَيْلانَ وغيرهم يرْحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ روَى الحديثَ منْ طريقِ حَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ فَمِنْهُمْ: عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ والضَّحاكُ بنُ مَخْلَدٍ وعبدُ اللهِ بنُ يزيدَ العّدَوِيُّ وعبدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ ونافِعُ بنُ يزيدَ الكِلاعِيُّ وعبدُ اللهِ بنُ يحْيَى البُرُلُّسِيُّ واللَّيثُ بنُ سعْدٍ ومُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى النَّيْسابورِيُّ وغيرُهم يرْحَمُهُمُ اللهُ.

من رواية حيوة بن شريح للحديث:

مِمَّا ورَدَ منْ روايَةِ حَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ للحديثِ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ يرحَمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ منْ كتابِ الإمارَةِ: (( حدَّثَنا عبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يزيدَ أَبُو عبدِ الرَّحمنِ، حدَّثَنا حَيْوَةُ بنُ شُريْحٍ، عنْ أَبِي هانِئٍ، عنْ أَبي عبدِ الرَّحمنِ الحُبُلِيُّ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمْرٍو، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ قالَ: (ما مِنْ غَازِيّةٍ تَغْزُو فِي سبيلِ اللهِ، فَيُصِيبونَ الغَنِيمَةَ إلَّا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ منَ الآخِرَةِ، ويَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، وإنْ لََمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً تَمَّ لَهُمْ أجْرُهُمْ ). رقمُ الحديثِ 1906/153 )).

المصدر: سير أعلام النبلاء للذّهبيتهذيب الكمال للمزيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: