رواية الهارب - The Escape Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب ستيفن كينغ وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، من الكُتاب الذين بقيت مسيرتهم الأدبية لامعة حتى الوقت الحاضر، حتى تم تصنيفه أنه من أهم معايير الأدب في مجال الرعب، حيث كان أسلوب الرعب يطغى على رواياته، ومن أشهر الروايات التي نشرها روايته الهارب، حيث تم العمل على إصدارها سنة 1982م.

رواية الهارب

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الأشخاص الذين يعانون من حالة فقر شديد والذي يدعى بن ريتشارد، وقد كان ذلك في بلد تملأه الفوضى العارمة، حيث لم يتمكن من الحصول على أي عمل، وقد كانت ذلك جراء وضع اسمه على لائحة تعرف باللائحة السوداء في المكان الذي كان يعمل به في السابق، وفي ذلك الوقت كان لديه طفله تدعى كاثي مصابة بأحد الأمراض الخطيرة مما يجعلها على الدوام بحاجة إلى علاج.

ونظراً للظروف السيئة والبائسة التي تحيط بالعائلة من كل جانب اضطرت والدة كاثي التي تدعى شيلا أن تعمل في المقاهي؛ وذلك حتى تتمكن من تأمين متطلبات الأسرة ولقمة العيش والأدوية التي تحتاج لها ابنتها، وفي تلك الأثناء لجأ والد كاثي للعمل في إحدى الشبكات والمحطات التلفزيونية التي تدار من قِبل السلطة، فقد كانت المحطة في تلك الفترة تقوم بعمل برامج مسابقات، لكن لم تكن مسابقات سهلة وبسيطة، بل كانت مسابقات تصنف بالمسابقات الخطيرة والعنيفة، حيث كانوا يلجؤون إلى فحوصات شديدة لعقل وجسد المشترك، وهنا فكر ريتشارد بتقديم طلب الاشتراك في ذلك البرنامج، وبالفعل تم الرد على طلبه بالقبول.

كان ذلك البرنامج من أكثر البرامج شهرة في ذلك الوقت، حيث كان من البرامج التي تم تصنيفها على أنه من البرامج الأكثر خطورة، لكنه لاقى صدى واسع في المتابعة كما حصد أرباح عالية، وهنا قابل ريتشارد المنتج الذي يرعى البرنامج ويدعى دان كيليان، وقد شرح لريتشارد مدى الخطورة والصعوبات التي سوف يواجها منذ اللحظة الأولى في المغامرة.

في بداية اللعبة ينبغي على المشترك أن يعلن نفسه أنه غير موالي للدولة، وهنا قوانين اللعبة تنص على أن اللعبة في البداية تمهل المتسابق مدة اثنا عشر ساعة، بحيث تكون تلك المهلة قبل وصول القناصين، إذ أنّ القناصين هم عبارة عن أشخاص مدربين على القتل والقناصة بشكل جيد؛ من أجل العثور عليه وقتله.

وفي تلك الأثناء يتم منح المتسابق مبلغ مقدر بمئة دولار في كل ساعة يتمكن من النجاة من القناصين، بينما إذ تمكن القناصين من قتله يُمنحون مبلغ مئة دولار، وفي ذلك الوقت تُمنح مبالغ مالية لكل مشاهد يحاول الإدلاء بالمكان الصحيح للهارب، أما إذا استطاع أن يحافظ على حياته لمدة ثلاثين يوماً، فإنه يتقاضى مبلغ 4800 دولار، بالإضافة إلى عدة مميزات مثل الحصول على كاميرا فيديو جيب قبل مغادرته من الاستوديو.

كما يتمكن المتسابق في حال فوزه السفر إلى أي دولة في العالم، وفي كل يوم يتوجب عليه تصوير رسالتين وإرسالها بالبريد إلى الاستوديو للبث بهم على الملأ، بينما إذ لم يقوم بإرسال الرسائل، حينها يتم حجزه بسبب عدم التقيد بالقوانين التي تم التوقيع عليها في العقد الخاص بالألعاب، بالإضافة إلى توقفه عن تجميع أموال الجائزة، وسيظل مطارد إلى أجلٍ غير معروف، حيث كان كيليان في ذلك الوقت يذكر أنه لم يتمكن أي متسابق الاستمرار في اللعبة حتى وصل إلى الجائزة الكبرى والحوافز التي تتبعها.

في المراحل الأولى من اللعبة حصل المتسابق ريتشارد على أوراق لهوية مزيفة وأول رحلة كانت له في اللعبة إلى مدينة نيويورك ومن ثم ينتقل إلى مدينة بوسطن يلحق به القناصين في إحدى المراحل مما يجعله يجد صعوبة في الهرب والإفلات منهم، وفي تلك اللحظة حدث انفجارات في الطوابق السفلية للمبنى، حيث كان هناك جمعية تعنى بالشباب من الطائفة المسيحية، وقد أدى الانفجار إلى وفاة ما يقارب خمسة من الضباط العاملين في قسم الشرطة.

حينها يضطر ريتشارد إلى العبور خلال ممر مخصص للصرف الصحي إذ وصل إلى أحد الأحياء التابعة لليهود، وفي ذلك الحي تقطن إحدى العصابات التي يقودها شخص يدعى برادلي ثروكمورتون والتي لجأ لها ريتشارد حيث دار بينهم حديث حول الفقراء، يحاول من تلك الأحداث أن يرسل ريتشارد رسالته الواجبة عليه ليبث بها عبر القناة، ولكن عند وصول تلك الرسالة وتم العمل على بثها، رأى أنها لا تحتوي على الكلام الذي قاله ريتشارد في الحقيقة إنما تم العمل على دمج صوت يحمل كلام بذيء وتهديدات.

وهذا ما جعل برادلي يقوم بتهريب ريتشارد من خلال أحد نقاط التفتيش التابعة للحكومة إلى مدينة مانشيستر، وفي تلك الأثناء كان متنكراً بشخصية أخرى إذ كان يبدو أنه فاقد بصيرة إحدى عينيه، وفي ذلك الوقت قام برادلي بتقديم مجموعة من الملصقات البريدية الخاصة بشرائط الفيديو التي كان ينبغي على المتسابق تقديمها، حيث أنّ تلك الملصقات سوف تجعل الشبكة غير قادرة على ملاحقة المتسابق خلال العلامة البريدية الخاصة بهم.

قضى ريتشارد ثلاثة أيام متتالية في مانشيستر، حيث علم ريتشارد أن أحد المتسابق قد قتلوه القناصين، إذ عزم على الانتقال إلى بيت آمن تعود ملكيته لأحد أصدقاء برادلي في مدينة بورتلاند، حينها أبلغت أم مالك البيت عنه، وبينما كان القناصين على مقربة من البيت الذي يقطن به، تعرض المتسابق إلى ضرب بالرصاص لكنه استطاع الفرار والنجاة بنفسه، حيث قضى كامل الليل نائم في أحد البنايات المهجورة.

وفي اليوم التالي بينما كان المتسابق يعد نفسه لإرسال شريط الفيديو الخاصة به، خطف ريتشارد امرأة من داخل سيارتها تسمى أميليا ويليامز، وهنا أخذها معه كرهينة، وهنا حاول بكل الطرق أن يرسل نداء إلى كافة وسائل الإعلام والاعلان عن وجوده، إذ صرح أنه في تلك اللحظة يتوجه نحو المطار الواقع في ديري، وهنا اصطدمت الشرطة بريتشارد.

لكنه استطاع أن ينجح في تضليلهم فقد ذهب معهم إلى الطائرة وكان معهم أيضاً ومع رئيس القناصين الذي يدعى إيفان ماكون، وقد حصل ذلك من خلال تظاهره بأنه يحمل معه شحنة من المتفجرات المخيفة ومن العيار الثقيل، بحيث تكفي لتثير بركان في المنشأة بأكملها، وأثناء ذلك تمكن المتسابق من القضاء على سجل البقاء على قيد الحياة للرجل الهارب، وقد كان ذلك لمدة تقدر بثمانية أيام وخمس ساعات.

وفي ذلك الوقت كان ما زال ريتشارد يحتفظ بماكون وأميليا كرهائن، وهنا ركب واعتلى بالطائرة فوق مناطق مزدحمة بالسكان؛ وقد كان ذلك بتدبير منه حتى يحمي نفسه من إسقاط صاروخ أرض جو عليه، وفي تلك الأثناء استدعى كيليان ريتشارد من على متن الطائرة وعلم حينها أن ريتشارد لا يمتلك أي نوع من متفجرات، لأنه لو كان معه كان على الفور تمكن النظام الأمني للطائرة من الحصول عليه ومصادرته، عرض كيليان على ريتشارد أن يشغل مكان ماكون كرئيس القناصين.

تحير ريتشارد في قبول الطلب، حيث فكر في عائلته أنه إذ وافق على ذلك سوف يستهدفون عائلته، وحتى يختصر عليه كيليان الطريق أخبره أن زوجته وابنته تم قتلهم قبل أيام، واقترح عليه أن يأخذه وقته في التفكير، هنا بدأ يفكر في عدم بقاء أي شيء ليخسره وكيف أنه خسر عائلته وكيف تمت جريمة قتلهم، فاتصل بكيليان وأخبره أنه موافق على قبول العرض، وسرعان ما هاجم طاقم الطائرة وماكون وقتلهم.

وبالمقابل أصيب هو بإصابة قاتلة جراء تبادل إطلاق النار، وعلى الفور أشار إلى أميليا بالقفز من الطائرة من خلال مظلة، ثم استجمع كامل قواه الأخيرة حتى يتمكن من اجتياز القيادة الآلية والطيران نحو ناطحة السحاب التي كانت مقر لشبكة الألعاب، لكن تحطمت الطائرة ومات كل من كيليان وريتشارد.

المصدر: The Escape Novel


شارك المقالة: