قصة الأميرة والصندوق السحري

اقرأ في هذا المقال


القصص القصيرة من أكثر أنواع القصص التي تحفّز الخيال عند الطفل، وتوسّع آفاقه المعرفية والعلمية، ومن أكثر ما يستمتع بسماعه الطفل خاصّةً القصص المرفقة بالصور، وسنحكي في هذه القصة عن فتاة فقيرة ولكنّها طيبة، وجدت سعادتها وحظّها السعيد داخل صندوق خشبي بطريقة عجيبة.

الأميرة والصندوق السحري:

كان هنالك فتاة جميلة ذات عينين برّاقتين، تسكن في منزل بسيط في القرية واسمها ديزي، كانت ديزي فقيرة الحال ودائماً ما ترتدي ثياباً رثة ومهترئة، وكانت تظهر عليها علامات الشقاء؛ حيث كانت عيناها ملطخة بالتراب وشعرها دائماً ملفوف بشكل الكعكة.

كانت ديزي تعمل كخادمة لدى عائلة ملكية تتكوّن من الملك والملكة والأولاد وهم: الأميرة لافيرنا والأمير لوكاس؛ وهذا من أجل إعالة والديها، كانت الأميرة لافيرنا بنفس عمر ديزي، أما الأمير كان يكبرها بعامين، وكان الملك والملكة في هذه العائلة الحاكمة دائمي السفر؛ فكانت الأميرة لافيرتا هي من تقوم بأعمال القصر.

لسوء حظ ديزي كانت هذ الأميرة تغار منها لشدّة جمالها؛ فدائماً ما تقوم بإيكال المهمات الكثيرة لها خصوصاً القذرة منها مثل: تنظيف الحمام، مسح الأرضيات، تنظيف المدخنة بيديها، وكانت ديزي دائماً تستجيب وترد بهدوء وتقول: حسناً يا سيدتي الأميرة سأفعل ما تطلبين، ولكن هذه الأميرة لم تكن تجرؤ على فعل ذلك بوجود الأمير لوكاس؛ فهو كان دائماً بصف ديزي.

كان هذا الأمير يعترض على الطلبات المتكرّرة من الأميرة لديزي وكان يقول لها: يا لافيرتا المدخنة ليست بحاجة للتنظيف كل يوم، لمَ لا تذهب ديزي للراحة قليلاً؟ كان هذا الأمير يحب أن يعطي ديزي مهامّاً ممتعة مثل الاهتمام بالحديقة والزهور، ولكن لسوء حظها لم يكن متواجداً في أغلب الأوقات.

في مرة من المرات جاءت ديزي للقصر في الصباح للعمل، وعندما وصلت سمعت صوت صراخ الأميرة وعندما ذهبت لترى ما الأمر، وجدت الأميرة تحمل صندوقاً خشبياً مزخرفاً ومعه مفتاح وقالت لديزي وهي غاضبة: هذا الصندوق الخشبي يجب أن أدير به المفتاح ويعمل ويصدر الموسيقى، ولكنّه لا يعمل الآن.

وأثناء حديثها رمت هذا الصندوق عند قدمي ديزي وقالت لها: لا أريد أن أرى هذا الصندوق الغبي بعد الآن تخلصّي منه، فقالت لها: حسناً سأفعل ذلك، في المساء أخذت الصندوق وعادت للمنزل، وقرّرت عدم التخلّص منه فهي لا تملك أي مجوهرات لتضع به ولكن قالت: سيبدو شكله جميل في غرفتي.

دخلت غرفتها ووضعت الصندوق وأرادت أن تجرّب أن تضع المفتاح لترى إن كان سيعمل أم لا، تفاجأت بأن الصندوق قد أصدر موسيقى جميلة جدّاً لم تسمعها من قبل، وعندما فتحت الصندوق وجدت به قطعة ذهبية فرحت كثيراً وقالت: الآن أستطيع شراء الطعام الذي يكفي ولن ننام جائعين اليوم.

ذهبت ديزي للسوق واشترت الفاكهة والخضروات لتطهو أشهى الطعام لوالديها، وأصبحت ديزي تقوم بتشغيل هذا الصندوق كل يوم ولا تصدق أنّها تجد في كل مرة قطعة ذهبية وتشتري بها الطعام، هذا الطعام جعل ديزي تزداد جمالاً وعندما بدأت تزداد جمالاً أصبحت الأميرة لافيرتا تغار منها بشدة.

في يوم من الأيام كانت ديزي تعمل بحديقة القصر فسمعت صوت خشخشة، عندما ذهبت لترى الأمر وجدت فتى صغير وسألته في دهشة: من أنت وماذا تفعل هنا؟ فأجابها: أنا فتى فقير وجائع لم أجد الطعام منذ ثلاثة أيام أرجوكِ ساعديني، حزنت ديزي على الفتى وقالت له: يا لك من فتى مسكين ولكنّني سأعرف كيف أساعدك.

أحضرت الصندوق الخشبي للفتى ووضعت المفتاح به وبدأ يصدر الموسيقى، سمعت الأميرة صوت الموسيقى فأسرعت للنافذة وتفاجأت بصندوقها الخشبي الذي يصدر موسيقى وبعد أن ظهرت راقصة الباليه اختفت وظهر بدلاً منها قطعة ذهبية فغضبت، أعطت القطعة للفتى وقالت له: هذه ستكفيك لشراء الطعام اليوم ويمكنك أن تأتي أي وقت آخر كي أساعدك.

نزلت الأميرة لافيرتا لديزي مسرعة وكانت تحمل معها دلو مليء بالفحم الأسود ونادت عليها وهي غاضبة وقالت: تعالي إلى المطبخ، ذهبت معها ديزي وطلبت منها الأميرة أن تقف بوسط المطبخ وفجأة ألقت الدلو المليء بالفحم الأسود فتناثر في كل مكان، واتّسخت ثيابها وضحكت الأميرة لافيرتا عليها وقالت: هيا نظفّيه الآن.

بدأت ديزي بالبكاء لما حدث لها وبدأت تنظّف، وبينما هي تنظّف ذهبت الأميرة للحديقة للبحث عن الصندوق ووجدته، أخذت الأميرة الصندوق وحاولت تشغيله لأول مرة فأصبح أنفها كبيراً ولم يعمل الصندوق، حاولت للمرة الثانية وأصبحت أذنيها كبيرة، غضبت الأميرة وأعادت المحاولة، حتى أصبح شعرها رمادياً وحجمها صغير ويديها سمينة.

نظرت لنفسها بالمرآة ولكن قبل أن تفعل ذلك تفاجأت بقدوم والديها للقصر، ذهبت مسرعة للباب لاستقبالهم وألقت بالصندوق على الأرض، وعندما وصل والديها قالت لهم: أمي أبي أحتاج مساعدتكم، عندما نظر لها الملك والملكة لم يصدقوا أن هذه الأميرة لافيرتا وقالوا لها: من أنتِ؟ قالت: أنا الأميرة لافيرتا، لم يصدّق والديها مقولتها وقال الملك للحرّاس: هذه ليست ابنتي فشعرها رمادي وأذنها وأنفها كبير أخرجوها من القصر حالاً.

أخرج الحرّاس الأميرة من القصر وكانت ديزي قد انتهت من تنظيف المطبخ، وذهبت للحديقة للبحث عن الصندوق فلم تجده وظنت أن أحد سرقه، في اليوم التالي كان الأمير لوكاس يتجوّل في الحديقة وفجأة وجد الصندوق وأراد أن يجرّبه؛ فوضع به المفتاح وإذ به يصدر الموسيقى الجميلة ووجد به لفافتان من الورق وخاتم جميل، وقام بإخراج اللفافات وعندما فتح الأولى وجد بها خريطة بها نجمة على أحد الأماكن، وعندما فتح اللفافة الثانية وجد بها رسالة تقول: اتبع الخريطة وستجد كل أحلامك.

سار الأمير لوكاس واتبع إشارات الخريطة حتّى وصل لمنزل صغير في الحديقة، وعندما طرق الباب فتحت له ديزي الباب وتفاجأت به وقالت: ماذا أتى بك إلى هنا؟ قال لها: لقد أخبرني هذا الصندوق أن آتي إلى هنا، أخذت ديزي الصندوق وفرحت كثيراً وشكرت الأمير وقالت: الآن أستطيع أن أطعم عائلتي، وعندما نظر لها الأمير وهي سعيدة رآها جميلة جدّاً وعلم أنّه يجب أن يتزوجها؛ فقدّم لها الخاتم وقال له: هل تتزوجيني؟ وافقت ديزي وفرحت كثيراً وعاشت مع العائلة الحاكمة بسعادة وفرح.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: