قصة الفيلة الأنانية

اقرأ في هذا المقال


من أسوأ العادات التي يتصّف بها البعض هي الأنانية، وهي خلق ذميم تؤدّي لخسارة الناس، سنحكي في قصة اليوم عن فيلة كانت تتصرف بأنانية مع جميع الحيوانات؛ ممّا أدّى إلى بقائها وحيدة، ولكنّها عندما شعرت بالوحدة والحزن قررّت أن تتشارك الألعاب مع الجميع.

قصة الفيلة الأنانية:

كان هنالك مدرسة للحيوانات تلعب فيها جميعاً مع بعضهم البعض، وفي يوم من الأيام كانت هذه الحيوانات تلعب بالساحة فسمعت صوت الفيل يصرخ ويقول: هذه الكرات لي، وكان قد أمسكت حلقة القفز بواسطة خرطومها الطويل وتلعب بها بالكرات، نظر لها الغراب باستغراب وقال له: ولكن أيها الفيل هذا ليس عدلاً فجميعنا نريد اللعب.

كانت هذه الفيلة مشاغبة جدّاً ودائماً تكسر النظام والقوانين؛ حينما كانت هذه الحيوانات تجلس حول مائدة الطعام جاءت هذه الفيلة وبدأت تخبط بقدميها على الأرض وتقول: هذا الطعام لي هذا الطعام لي أنا فقط، انزعجت جميع الحيوانات من تصرفاتها وهي تنظر إلى الألعاب وتريد الحصول على كل شيء؛ فنظر لها الثعلب مكار وقال: شطيرة الأعشاب والتفاحة ليسوا لكِ بل هذا طعامنا، بدأت تبكي وتقول: كلا إنها لي.

فجأةً جاء المعلم حكيم وقال للجميع: هيا انصرفوا من هنا لقد انتهت استراحة اللعب والطعام، أمّا أنتِ يا لا لا يجب عليكِ البقاء هنا وتنظيف كل هذه الفوضى التي تسبّبت بها، ظلّت الفيلة تكرّر جملتها: إنه لي إنه لي أنا فقط، وبعما انصرف الجميع بدأت بتنظيف المكان لوحدها، وكانت تلتهم الطعام وهي حزينة لأنّها كانت تجلس وحيدة.

في اليوم التالي كانت جميع الحيوانات تلعب مع بعضها البعض وبنت برجاً من المكعبّات، شعرت الفيلة لا لا بالغضب لأن لا أحد يلعب معها؛ فذهبت وحطمّت البرج بقدمها وقالت: هذه المكعبات لي وحدي أنا، ضحك القط شيراز وقال لها: ولكن كيف ستلعبين بهذه المكعبات بعد تحطيمها كلّها.

غضبت الحيوانات من تصرّف لا لا ونظرت لها بازدراء وانصرف الجميع وتركوها وحيدة، شعرت بالاغتياظ وقالت: لا حاجة لي بكم سأبني قلعة كبيرة لوحدي، قامت الفيلة لا لا بتجميع ما تبقّى من المكعبات وبنت قلعة كبيرة ونظرت للحيوانات وقالت: انظروا لقد بنيت قلعة جميلة أجمل من البرج الذي بنيتموه، لكن لا أحد من الحيوانات كان يريد سماعها تجاهلها الجميع وبقيت وحيدة.

شعرت لا لا بالحزن الشديد لتجاهل الحيوانات لها؛ فهم يلعبون بمرح وسعادة وضحكاتهم تملأ المكان، أرادت محاولة أن تعرض عليهم اللعب معها؛ فذهبت وقالت: ما رأيكم أن أعطيكم بعض الكعك اللذيذ لا بد أنّكم جائعون؟ ولكن أحداً لم يسمعها، كرّرت قولها وقالت: ومعي أيضاً بعض الأوراق الخضراء ما رأيكم؟ ولكن استمر تجاهلهم لها.

شعرت الفيلة لا لا بالإحباط فصرخت قائلة: ها هي الألعاب جميعها لكم لماذا لا تريدون اللعب معي؟ لكن جميع الحيوانات استدارت ولم تعطي لها أي اهتمام، شعرت بالغضب وبدأت ترمي كل الألعاب، ولكن فجأة اقترب منها الثعلب والقط وقالوا لها: سنلعب معكِ أيتها الفيلة ولكن بشرط جميعنا يتشارك الألعاب معاً، شعرت الفيلة بالندم لما فعلت وبدأت تتشارك اللعب مع الجميع وتوقفّت عن تصرفّاتها الأنانية.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: